جائزة ساخاروف 2016 لحرية الفكر لايزيديتين من العراق

Read this story in English W460

منح البرلمان الاوروبي الخميس جائزة ساخاروف "لحرية الفكر" للعام 2016 الى الايزيديتين العراقيتين ناديا مراد ولمياء عجي بشار اللتين تمكنتا من الفرار من قبضة الجهاديين، مشيدا بتحليهما "بالشجاعة" و"الكرامة".

وباتت ناديا ولمياء من ابرز الوجوه المدافعة عن الايزيديين بعد ان خطفهما الجهاديون وحولوهما الى سبايا على غرار الاف النساء ضحايا الاستعباد الجنسي.

وقال رئيس البرلمان مارتن شولتز اثناء اعلان الفائزين في جلسة عامة في ستراسبورغ انهما "تحملان تاريخا مؤلما ومأسويا".

اضاف ان "شجاعة هاتين السيدتين والكرامة التي تتحليان بها تفوقان الوصف" معتبرا ان منحهما الجائزة يؤكد ان "نضالهما لم يذهب سدى" مناشدا الاوروبيين "محاربة استراتيجية الابادة لدى تنظيم الدولة الاسلامية".

من جهتها علقت لمياء عجي بشار "انا سعيدة جدا بالجائزة لانني نلتها باسم الضحايا الايزيديات"، وذلك في رسالة بالكردية موجهة الى منظمة "اير بريدج ايراك" التي تهتم بالشابة منذ وصولها هذا العام وقامت بترجمة رسالتها.

اضافت الشابة البالغ 18 عاما "من المهم جدا الا ينسى العالم النساء والاطفال الاسرى لدى تنظيم الدولة الاسلامية والا ترتكب جرائم مشابهة بحق اي كان".

وعينت نادية مراد منتصف ايلول سفيرة للامم المتحدة من اجل الدفاع عن كرامة ضحايا الاتجار بالبشر. وهي تنشط من اجل تصنيف عمليات الاضطهاد التي تعرض لها الايزيديون ابادة.

- "وضع الاقليات الدينية" -يقول خبراء الامم المتحدة ان تنظيم الدولة الاسلامية يحتجز نحو 3200 ايزيدي معظمهم في سوريا.

وعلق رئيس كتلة النواب الاشتراكيين جاني بيتيلا "يجب ان تسلط الجائزة الممنوحة الخميس الاضواء كذلك على وضع الاقليات الدينية في المنطقة"، علما ان كتلته رشحت الايزيديتين بالمشاركة مع كتلة الليبراليين.

تحمل الجائزة التي يمنحها النواب الاوروبيون سنويا اسم المنشق السوفياتي اندريه ساخاروف الذي توفي العام 1989، وتكافئ شخصيات عملت في الدفاع عن حقوق الانسان.

في العام الفائت منحت الجائزة الى المدون السعودي رائف بدوي المسجون في المملكة منذ 2012 بتهمة "اهانة الدين الاسلامي". وفي 2014 فاز بالجائزة الطبيب الكونغولي دينيس موكويجي الذي كرم لعمله من اجل النساء ضحايا العنف الجنسي في جمهورية الكونغو الديموقراطية.

وقالت المصادر ان خيار رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز ورؤساء الكتل السياسية كان صعبا بين ناديا ولمياء ومرشحين اخرين هما الصحافي التركي المعارض جان دوندار والزعيم التاريخي لتتار القرم مصطفى جميليف.

- "اكبر سجن للصحافيين" -وسارع الصحافي التركي جان دوندار الذي كان رئيس تحرير صحيفة "جمهورييت" المعارضة المقيم في المنفى بالمانيا الى تهنئة الفائزتين قائلا"ندعم نضالكما الشجاع ضد القوى الظلامية الساعية الى اذلال النساء"، في تغريدة على تويتر.

ودوندار متهم بكشف "اسرار دولة" وحكم عليه في ايار الماضي بالسجن خمس سنوات وعشرة اشهر. كما انه مهدد بحكم آخر للاشتباه بصلاته مع الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه انقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب في منتصف تموز في تركيا.

من ستراسبورغ حيث شارك في الاربعاء مؤتمر صحافي بشأن الوضع في تركيا، دعا دوندار الاوروبيين الى التحرك للافراج عن الصحافيين المعتقلين في بلاده التي اصبحت "اكبر سجن للصحافيين" في العالم، حسب قوله.

اما جميليف فكرس حياته للدفاع عن حقوق التتار في العيش على ارضهم الاصلية القرم، في معركة يخوضها من كييف حيث يعيش منذ ضم روسيا شبه الجزيرة العام 2014. وهو ممنوع من دخولها لخمس سنوات.

ومن المقرر تسليم جائزة ساخاروف التي تبلغ خمسين الف يورو الى الفائزتين في مراسم مقررة في 14 كانون الاول في ستراسبورغ دعي دوندار وجميليف الى حضورها.

التعليقات 0