تظاهرات جديدة متوقعة في مقدونيا احتجاجا على عفو شمل اكثر من خمسين سياسيا
Read this story in Englishمن المقرر تنظيم تظاهرات جديدة الخميس في سكوبيي احتجاجا على عفو اصدره الرئيس المقدوني جورجي ايفانوف على مسؤولين سياسيين في قرار يشمل 56 شخصا ويغرق هذا البلد في ازمة سياسية.
وغداة تجمعات شهدت صدامات مع الشرطة في شوارع سكوبيي دعت 66 جمعية في حركة المواطن للدفاع عن مقدونيا، الى النزول الى الشوارع مجددا الخميس. وستنظم تظاهرة اعتبارا من الساعة 18,00 (20,00 ت غ).
ودعا زعيم المعارضة الاجتماعية الديموقراطية زوران زائيف عبر محطة التلفزيون الخاصة تيلما الى "التظاهر بهدوء".
وقالت طالبة تبلغ من العمر 22 عاما في احد شوارع سكوبيي الخميس ان "هذه الحكومة يجب ان تسقط. لقد تجاوزوا الحدود. كيف يمكنهم العفو عن هذا العدد من الاشخاص؟".
والرأي نفسه عبرت عنه سوزانا استاذة اللغة الانكليزية انه "على ايفانوف الاستقالة ويجب محاسبة (رئيس الوزراء السابق نيكولا) غروفسكي وعصابته على جريمتهم".
وغروفسكي هو احد الذين شملهم العفو وكان رئيسا للحكومة كم 2006 حتى استقالته في كانون الثاني/يناير الماضي. وتقول المعارض انه يقف وراء عملية التنصت الواسعة التي طالت صحافيين ورجال دين وسياسيين.
وشمل العفو الذي دفع اوروبا والولايات المتحدة الى توجيه تحذيرات الى مقدونيا، عددا كبيرا من الشخصيات من سياسيين وقضاة ومدعين واعضاء مجالس محلية ورجال اعمال ومسؤولين سابقين كبارا في الشرطة....
وكان آلاف الاشخاص شاركوا مساء الاربعاء في سكوبيي في تظاهرات تخللتها صدامات مع الشرطة احتجاجا على العفو الذي ينهي عمليا ملاحقات مرتبطة بفضيحة عمليات تنصت هاتفي على آلاف الاشخاص نسبت الى السلطات.
وذكر صحافيون من وكالة فرانس برس ان العفو اثار غضب معارضين في سكوبيي رددوا هتافات "استقالة الآن!" و"السجن للمجرمين" و"لا عدالة لا سلام".
وافادت وسائل الاعلام ان عدد المحتجين بلغ آلافا في شوارع المدينة التي سادها توتر شديد ليلا. وجرت مواجهات متفرقة بينما كسر زجاج مكاتب مرتبطة بالرئاسة واحرقت مفروشات فيه.
وقال ناطق باسم الشرطة توني انجيلوفسكي لفرانس برس انه تم توقيف 12 شخصا وتحدث عن اصابة صحافي واحد بجروح، بدون ان يحدد مدى خطورتها.
وكان ايفانوف رأى ان اصدار العفو هو الوسيلة الوحيدة للخروج من الطريق المسدود الذي وصل اليه الوضع في البلاد منذ عامين و"انهى الاجراءات القضائية ضد المسؤولين في الحكومة والمعارضة". وكانت هذه القضية فتحت في نهاية 2015 وتتعلق بعمليات تنصت على سياسيين ورجال دين وصحافيين.
وقال المفوض الاوروبي لتوسيع الاتحاد يوهانس هان ان "هذا العفو لا يتطابق مع مفهومي لدولة القانون"، بينما رأى السفير الاميركي في سكوبيي ان "عفوا عاما بدون احترام الاجراءات يحمي السياسيين الفاسدين".
ومقدونيا الجمهورية الصغيرة الواقعة في جنوب البلقان وتضم 2,1 مليون نسمة مرشحة منذ 2005 رسميا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي على الرغم من علاقاتها المتوترة مع اليونان التي ترفض تسميتها بهذا الاسم.
وتفاقم هذا التوتر مع ازمة الهجرة اذ ان اثينا انتقدت سكوبيي بسبب العنف المفرط الذي استخدمته قوات الامن الاحد لطرد مجموعات المهاجرين العالقين على الحدود.