السفيرة الأميركية المرشَّحة الى لبنان تتعهد بدعم الجيش والمؤسسات: هدفنا تفكيك الشبكة المالية لحزب الله

أكدت السفيرة الاميركية المرشحة الى لبنان اليزابيث ريشارد أنها ستسعى الى مساعدة لبنان على تخطي التحديات التي يواجهها على صعيد اللاجئين السوريين والفراغ الرئاسي ونشاطات حزب الله، جازمة أن الجيش هو "المدافع الشرعي الوحيد" عن البلاد، ومشددة على انها ستعمل على مكافحة نشاطات الحزب ودعم المؤسسات.

وقالت ريشارد في كلمة لها "تشهد منطقة الشرق الأوسط فترة من عدم الاستقرار لم يسبق لها مثيل، وجذور عدم الاستقرار هذا عميقة وشاملة بسبب: ضعف الشرعية السياسية، وعدم فعالية المؤسسات، والاقتصادات الهشة، والطائفية الدينية. وفي وسط هذه الخلفية من عدم اليقين، يبرز صمود الشعب اللبناني".

واكدت "اذا تمّ اعتمادي كسفيرة، سوف أكرس نفسي لمواصلة تعزيز شراكتنا مع لبنان".

وذكرت ان لبنان "يواجه اليوم ثلاثة تحديات رئيسية هي الآثار الجانبية للنزاع في سوريا، والتي جلبت إلى لبنان أكثر من مليون لاجئ، وأزمة سياسية أعاقت بشدة عمل المؤسسات الحكومية وحرمت الشعب اللبناني من خدمات أساسية؛ وبالطبع أنشطة حزب الله، وهو منظمة إرهابية تضع مصالحها الخاصة ومصالح داعميها الأجانب قبل مصالح الشعب اللبناني."

عليه، شددت على ان "شراكتنا مع مؤسسات الدولة الشرعية في لبنان ومساعدتنا للشعب اللبناني ضرورية في مساعدة لبنان على معالجة كل من التحديات الثلاث".

وأضافت "إن مساعداتنا للاجئين السوريين والمجتمعات اللبنانية التي استضافتهم منذ ما يقارب الخمس سنوات ساهم في تخفيف العبء الهائل على هذا البلد"، مذكرة ان "الشهر الماضي، في لندن، أعلن وزير الخارجية كيري عن مبلغ 133 مليون دولار أميركي كمساعدات إنسانية جديدة، مما يجعل مساهمة الولايات المتحدة في لبنان تتعدّى 1.1 مليار دولار منذ بداية الأزمة (...) واذا تم اعتمادي، سوف أعمل جاهدة على مساعدة لبنان على مواجهة هذا التحدي الإنساني الهائل.

وإذ لفتت الى ان "الجماعات المتطرفة مثل داعش وجبهة النصرة تشكل تهديدا خطيرا للبنان ولمصالح الولايات المتحدة في المنطقة"، أشارت ريشارد ان شراكة بلدها "مع القوى الامنية اللبنانية دورا حاسما في الحفاظ على أمن لبنان ضد هذه التهديدات".

وقالت "سوف أبذل قصارى جهدي من أجل البناء على أساس العلاقات القوية بيننا وبين الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي (...) نقوم بدعم الجيش اللبناني بالمعدات والتدريب الذي يحتاجه لمحاربة داعش وغيره من المتطرفين وإن مساعداتنا الأمنية إلى الجيش، التي فاقت 150 مليون دولار خلال السنة المالية 2015، قد أدت إلى فرق حقيقي على أرض الواقع".

كما تطرقت في كلمتها عند الفراغ الرئاسي التي يشهده لبنانـ معتبرة أن الاوان قد حان "ليتمسَّك لبنان بمبادئه الديمقراطية ولينتخب رئيس وفقا للدستور اللبناني".

ورأت أن "الشعب اللبناني يستحق حكومة قادرة على تقديم الخدمات الأساسية، وتعزيز الرخاء الاقتصادي، ومواجهة التحديات الأمنية الأكثر إلحاحا في البلاد"، لافتة الى أن "موقف الولايات المتحدة كان واضحا وثابتا، لبنان بحاجة، ودون تأخير، الى رئيس، وإلى مجلس وزراء يعمل بشكل كامل، والى برلمان. هذه أولا، وقبل كل شيء، مسؤولية لبنانية".

وأردفت "دفعت الولايات المتحدة المجتمع الدولي للتحدث بصوت موحَّد في الدعوة إلى وضع حد للشغور في المنصب الرئاسي".

وحول حزب الله، قالت السفرة المرشحة ان "التدخّل الجاري لحزب الله في سوريا لدعم نظام الأسد، والذي اضطلع به من دون موافقة الشعب اللبناني، يتناقض مع إعلان بعبدا في العام 2012، والذي ينص بوضوح وحكمة على سياسة النأي بالنفس عن التورط الخارجي".

وحذرت من أن "أنشطة حزب الله في سوريا تخلق تحديات أمنية خطيرة على لبنان"، مضيفة "سوف تكون مهمتي القيام بكل ما في وسعي لدعم لبنان في ممارسة سيادته الكاملة في جميع أنحاء البلاد والمساعدة في بناء الجيش اللبناني المدافع الشرعي الوحيد عن لبنان".

وأكدت ان "الادارة الاميركية تؤيد بقوة قانون منع التمويل الدولي عن حزب الله الذي أقره الكونغرس في كانون الأول الماضي. وقد أوضحنا للجميع أن هدفنا هو تفكيك الشبكة المالية الدولية لحزب الله فيما ندعم المؤسسات اللبنانية والشعب اللبناني".

وذكرت أن "نجاح القطاع المصرفي اللبناني، وهو العمود الفقري لاقتصاد البلاد، يعتمد على التمسك بسمعة هي في الاصل ممتازة فعلا، مشددة على ان "لدى كل من لبنان والولايات المتحدة مصلحة في ضمان الا يخترق حزب الله القطاع المالي اللبناني".

وخلصت الى القول "اذا تم اعتمادي، سوف أكرس نفسي للعمل مع القطاع المالي اللبناني لتعزيز تعاوننا في مكافحة تبييض الأموال وتمويل الارهاب".