مخاوف في المانيا من موجة معاداة للاجانب في شرق البلاد

Read this story in English W460

تسود مخاوف في المانيا من موجة معاداة للاجانب في شرق البلاد زاد من حدتها تدفق المهاجرين والحركات السياسية المتطرفة مثل حزب بيغيدا وذلك بعد حوادث كان آخرها اضرام النار في مركز لاستقبال اللاجئين على مرأى من حشد مؤيد.

وعنونت صحيفة "تاز" اليسارية الاثنين "العار لساكسونيا" ملخصة شعورا منتشرا بان البلاد مصدومة للاحداث التي وقعت في هذه المقاطعة الشرقية واحيت ذكريات اليمة.

والامر يتعلق اولا باحراق متعمد لمبنى يفترض ان يستقبل لاجئين في بوتزن. وما اثار صدمة تجاوزت الحريق هو "عشرات الاشخاص الذين عبروا عن فرح لما حصل" بحسب الشرطة حتى انهم اعاقوا تدخل فرق الاطفاء لاخماده.

وعادت الى ذاكرة الالمان الاحداث التي سببتها اعمال العنف المناهضة للمهاجرين خلال الفترة التي اعقبت توحيد المانيا عندما تعرضت مساكن في روستوك لهجوم في اب 1992 واحرقت على وقع تصفيق حشد ضم ثلاثة الاف شخص.

- "سرور لاحراق مساكن" -وكتبت صحيفة "بي زي" الشعبية الاثنين "مجددا تنتشر مشاعر السرور عندما تحرق مساكن".

ووقع حريق بوتزن بعد استقبال مئة متظاهر غاضبين مساء الخميس حافلة لاجئين اتت من مركز اخر في المقاطعة نفسها. وما زاد من التوتر مشهد شرطي ينزل فتى بالقوة من الحافلة ومعلومات عن انتماء المسؤول عن المركز الى حزب "البديل لالمانيا" المناهض للاجئين.

وتم صباح الاثنين اقالة هذا المسؤول. ونقلت وكالة الانباء الالمانية عن مسؤول في الادارة المحلية ماتياس دام قوله "اتخذنا هذا القرار لحمايته" وبسبب "النقاش الوطني" بخصوصه.

ووصفت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل على لسان المتحدث باسمها ستيفان سيبرت الاثنين الحادث بانه "معيب جدا" واتهمت الحشود ب"الجبن".

وهذه الاعمال تؤكد مرة اخرى الاصداء التي يلقاها الخطاب المعادي للمهاجرين لدى فئة متشددة من الرأي العام في جمهورية المانيا الديموقراطية سابقا.

والاثنين اعلن الرئيس السابق لمجلس النواب فولفغانغ تيرسي الشخصية التي تحظى باحترام كبير في المانيا ان "الحقد والعنف منتشران اكثر في الشرق".

وصرح لمجموعة "فنكي" الصحافية "ان لمن اضطروا خلال السنوات ال25 الماضية (منذ سقوط جدار برلين) الى تجاوز هذه التغييرات الكبيرة، قناعات ديموقراطية واخلاقية اقل صلابة" من الغرب.

وهذه الظاهرة ليست جديدة لكنها تأخذ بعدا جديدا مع تدفق الاعداد الضخمة للمهاجرين.

- هيمنة بيغيدا في الشرق -واظهر تعداد لمنظمتين المانيتين غير حكوميتين انه من اصل 231 اعتداء من اليمين المتطرف تم احصاؤها منذ مطلع العام في البلاد، فان 47 حصلت في مقاطعة ساكسونيا.

ووفقا لارقام رسمية للعام 2015 تضاعفت اعمال العنف من جانب اليمين المتطرف في المانيا مقارنة مع 2014.

ورغم انه لم يعرف بعد التوزيع بحسب المناطق فان الحوادث المسجلة في 2014 كانت واضحة،  فنحو نصف هذه الاعمال وقع في الشرق الاقل كثافة سكانية.

ومن الناحية الانتخابية فان حركة النازيين الجدد في جمهورية المانيا الديموقراطية سابقا تسجل افضل النتائج على مستوى المقاطعات. 

وينال حزب "البديل لالمانيا" 17% من الاصوات وفقا لاستطلاع للرأي للانتخابات الاقليمية المقبلة في اذار في ساكسونيا-انالت (شرق).

والسؤال: هل يعود ذلك الى قلة الاحتكاك بالاجانب في عهد جمهورية المانيا الديموقراطية، ام الى  التأخر الاقتصادي؟ ثمة محاولات عدة للتبرير من دون ان يكون اي منها كافيا.

وقال الاخصائي في علم الاجتماع المتخصص في شؤون اليمين المتطرف ماتياس كينت "في غرب المانيا مجتمع مدني قوي مع ثقافة نقاش متينة تقول بوضوح للمتطرفين اليمينيين انهم مهمشون".

واضاف في حديث لصحيفة "دي زايست" انه في الشرق استولت حركة "بيغيدا المعادية للاسلام ومجموعات اخرى على الفضاء العام وحولته الى اليمين. ان شعارات اليمين المتطرف مقبولة (...) والمحرومون من الناحية الاقتصادية ليس لديهم ما يخسرونه وعددهم حاليا اكبر في الشرق".

التعليقات 0