المحكمة البرازيلية العليا تقضي ببطلان لجنة اقالة روسيف
Read this story in Englishقضت المحكمة العليا في البرازيل الخميس ببطلان عمل اللجنة النيابية المكلفة اقالة الرئيسة ديلما روسيف معتبرة ان اجراءات اقالة الرئيسة يجب ان تبدأ مجددا من الصفر في حكم يعتبر انتصارا لروسيف على المعارضة.
وقال قضاة المحكمة الفدرالية العليا في قرار صدر باغلبية 8 مقابل 3 ان اللجنة التي شكلها مجلس النواب باطلة، معتبرين ان الكلمة النهائية بشأن اقالة الرئيسة يجب ان تكون لمجلس الشيوخ حيث تتمتع روسيف بدعم اكبر مما هو عليه وضعها في مجلس النواب.
وقضت المحكمة العليا بالغاء اللجنة النيابية الخاصة المكلفة اجراءات اقالة الرئيسة والتي تضم 65 عضوا غالبيتهم من المعارضة، معتبرة ان تشكيل هذه اللجنة الذي تم في مجلس النواب بالاقتراع السري ليس قانونيا وان تشكليها يجب ان يتم بالاقتراع العلني.
قبلت المحكمة العليا الاسبوع الماضي طعنا تقدم به احد النواب القريبين من الحكومة يدين المخالفات التي وقعت قبل ساعات خلال انتخاب اعضاء اللجنة الخاصة. وجمدت المحكمة حينذاك الاجراءات.
وكان رئيس مجلس النواب ادواردو كونيا المثير للجدل فرض ان يتم تشكيل اللجنة بالاقتراع السري في قرار اثار غضب النواب الموالين لروسيف وادى الى تعارك نجم عنه تحطيم صندوقي اقتراع الكترونيين.
وبموجب قرار المحكمة العليا فان اللجنة البرلمانية التي ستشكل مجددا بالاقتراع العلني سيكون عليها ان تقول ما اذا كانت تؤيد البدء باجراءات اقالة الرئيسة ام لا. وفي حال اتى قرار اللجنة لصالح اقالة الرئيسة، عندها يتعين على مجلس النواب ان يوافق على هذا القرار باغلبية الثلثين (342 من اصل 513).
ويشكل قرار المحكمة العليا ضربة قاسية لكونيا الذي يمكن ان يفقد منصبه لتورطه في فضيحة الشركة النفطية العملاقة بتروبراس والمتهم في اطارها "بالفساد" و"غسل الاموال".
وقال كونيا بعد ابلاغه بقرار المحكمة "نحترم بالتأكيد قرار المحكمة وسنمتثل له ايضا لكن هناك نقاطا يجب توضيحها".
واعلن كونيا ايضا الدعوة الى اجتماع الاثنين مع رؤساء مختلف الاحزاب لتحديد المراحل المقبلة.
- فرصة لالتقاط الانفاس لروسيف -وبموجب قرار المحكمة العليا فانه في حال صوت مجلس النواب لصالح اجراءات اقالة الرئيسة، تنتقل عندها المسألة الى مجلس الشيوخ الذي تكون له الكلمة النهائية في القضية.
وكانت المحكمة العليا امرت الاسبوع الماضي بان يتم موقتا تعليق اعمال اللجنة النيابية الخاصة بانتظار ان تصدر قرارها النهائي في مراجعة تقدم بها الحزب الشيوعي، حليف المعسكر الرئاسي، يطعن فيها بعملية تشكيل اللجنة التي تمت في اليوم نفسه.
وكان نواب المعارضة اليمينية الذين تحالفوا مع المنشقين عن التحالف الحاكم حققوا فوزا اول بحصولهم على اغلبية المقاعد في هذه اللجنة. وحصل المعارضون لروسيف على اغلبية من 39 مقعدا من اصل 65 في اللجنة باصوات 272 نائبا مقابل 199.
وتتهم المعارضة روسيف التي اعيد انتخابها بفارق طفيف في نهاية 2014 بانها تعمدت حجب حسابات عامة للدولة في اوج حملتها الانتخابية في 2015 للتقليل من تأثير العجز العام.
لذلك يشكل قرار المحكمة نبأ سارا لروسيف لكنه لا يؤدي الى تحسن شعبيتها التي اشار استطلاع للرأي انها تراجعت تسعة بالمئة تقريبا.
وقال مايكل معلم استاذ الحقوق في جامعة مؤسسة غيتوليو فارغاس انه "انتصار كبير لها، ديلما انتصرت".
وتؤكد الوريثة السياسية للرئيس السابق ايناسيو لولا دا سيلفا انها ضحية محاولة "انقلاب" دستوري "لا اساس" قانونيا له، حاكته معارضة لم تهضم بعد هزيمتها الانتخابية في 2014.
ولا تشكك المعارضة في النزاهة الشخصية لروسيف لكنها تعتبر ان الرئيسة ارتكبت "جريمة متعلقة بالمسؤولية عن الميزانية"، التي تعد من الاسباب التي ينص عليها الدستور لبدء اجراءات اقالة.
وتشهد البرازيل التي يفترض ان تستضيف في آب 2016 دورة الالعاب الاولمبية في ريو دي جانيرو انكماشا اقتصاديا خطيرا تغذيه ازمة سياسية وفضيحة بتروبراس.