"صلابة الموقف" بين "القوات" و"الوطني الحر" أفشل لتسوية الرئاسية وجعجع "مرتاح" لذلك

يبدي رئيس حزب "القوات" اللبنانية سمير جعجع ارتياحه الى الأفق المسدود التي وصلت اليه تسوية انتخاب النائب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، منسبا ذلك الى صلابة الموقف بين "القوات" و التيار"الوطني الحر".

واكدت مصادر قواتية لصحيفة "الجمهورية" الاربعاء أن جعجع "يُبدي أمام زوّاره وخلال الإجتماعات التي يعقدها في معراب ارتياحه الى الأفق المسدود الذي وصلت اليه تسوية انتخاب فرنجية، حيث أنها فُرمِلت وتوقّفت".

ويعود ذلك بحسب المصادر الى عوامل عدّة أبرزها رفض "القوّات" الحازم لهذه التسوية، والتنسيق وصلابة الموقف بين "القوّات" و"التيار الوطني الحرّ" والذي لم يعد أحد قادراً على تجاوزه، إضافة الى موقف السعودية التي لا تريد أن تتخطّى جعجع والإجماع المسيحي الرافض طريقة فرض التسوية.

وسبق للسعودية أن أعلنت مرارا أهمية الاجماع المسيحي- المسيحي في انتخاب رئيس جديد للبلاد. ورغم مباركتها لتسمية فرنجية الا أنها شددت على ضرورة التوافق حول اسمه.

وفيما يلفت جعجع الانتباه و الى أن "فرملة التسوية لا يعني سقوطها أو الإنتهاء منها لأنّ العاملين على خطها سيعاودون نشاطهم"، تشير المصادر الى أنه "في حال تحرّكت التسوية مجدّداً فإنّ جعجع سيكون في المرصاد وسيواجهها، وستكون هناك خطوات مفاجئة".

ولم تستبعد هذه المصادر القواتية أن "يكون من بين هذه الخطوات لجوء جعجع الى ترشيح عون إذا وقعت المفاضلة بين فرنجية وعون". وهذا الخيار قد كشف عنه النائب أنطوان زهرا في اليومين الماضيين، وسيلجأ إليه جعجع في "الوقت المناسب" وفقا للمصادر.

الا أن مصادر واسعة الإطلاع كشفت لـ"الجمهورية" انّ تفاهماً قد تم التوصّل اليه من دون اي اتصال مباشر بين الحريري وجعجع قضى بأن يجمّد الحريري خطواته في اتجاه ترشيح فرنجية فيما تعهّد جعجع بفرملة خطواته التي كان يمكن ان تؤدي الى ترشيح عون، على ان تتواصل اللقاءات التي يقودها سُعاة الخير من أصدقاء الطرفين.

ويعارض جعجع التسوية التي تقضي بانختاب فرنجية رئيسا للجمهورية بترشيح من رئيس تيار "المستقبل" الحريري ورئيس الحزب "الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط.

وألمحت "القوات" مؤخرا عن احتمال قلب التحالفات السياسية وترشيح عون للرئاسة، لعرقلة السير بفرنجية.

أما عون فلا يزال موقفه غير واضح تماما. الا انه ألمح على لسان وزراء التمت وكذلك رئيس التيار الوزير جبران باسيل تحفظه على المبادرة، فيما يعول على رفض حزب الله لها وتمسكه به مرشحا للرئاسة.

وأكد "الوطني الحر" أمس الثلاثاء ان "التزام الصمت هو سِمة المرحلة لدى العماد عون حتى اتّضاح الصورة، ولا سيّما من المرشّح عضو التكتّل النائب سليمان فرنجية".

وقال باسيل منذ أيام "لن نقبل ان نأخذ الفتات في بلدنا ولا الحصص".