فوز المدون السعودي رائف بدوي بجائزة ساخاروف الاوروبية لحرية التفكير
Read this story in Englishمنح البرلمان الاوروبي الخميس المدون السعودي رائف بدوي المحكوم عليه بألف جلدة وبالسجن عشر سنوات بتهمة الاساءة للاسلام، جائزة ساخاروف المرموقة لحرية الفكر وحقوق الانسان، ودعا الى الافراج عنه "فورا".
وقال رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز في بيان لتبرير هذا الخيار، ان بدوي المسجون منذ العام 2012 "عبر بشجاعة عن افكاره وشكوكه حول قوانين بلاده" و"حارب من اجل حرية كل السعوديين".
وحكم على بدوي (31 عاما) في ايار 2014 بالسجن عشر سنوات وغرامة مليون ريال (267 الف دولار) والف جلدة موزعة على 20 اسبوعا بتهمة الاساءة للاسلام.
ونفذ الحكم باول خمسين جلدة في كانون الثاني 2015. ولم يتكرر ذلك بعد موجة الاستنكار العالمية التي اثارها الحكم.
اعتقل بدوي، المؤسس المشارك للشبكة الليبرالية السعودية، في العام 2012 بتهمة الاساءة للاسلام وتأسيس موقع على الانترنت.
وبدوي سني على غرار غالبية السعوديين لكن موقعه الالكتروني طالب بوضع حد لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة التي تتبع المذهب الوهابي الصارم، غير انه اعتقل وتم اغلاق موقعه.
ودعا شولتز العاهل السعودي الملك سلمان الى اطلاق سراح المدون "على الفور"، واصفا حكمه بأنه "تعذيب قاس" ومطالبا الرياض للارتقاء الى المعايير الاوروبية في ما يتعلق بحقوق الانسان.
وقال شولتز "اطلب من العاهل السعودي اطلاق سراح بدوي على الفور حتى ياتي لاستلام جائزته" في كانون الاول، معتبرا ان بدوي "رجل استثنائي، ومثالي، فرضت عليه العقوبة الاكثر قسوة".
واعربت زوجته انصاف حيدر، التي تقيم في كندا مع اطفالهما الثلاثة، عن سعادتها لمنحه الجائزة، معتبرة انها "رسالة امل وشجاعة"، تأتي بعد يومين فقط من تحذيرها بأن السلطات السعودية قد تستأنف جلد زوجها.
وقالت حيدر الثلاثاء ان السلطات السعودية "اعطت الضوء الاخضر لاستئناف جلد رائف بدوي" ولكن هذه المرة داخل السجن وليس في ساحة عامة.
- هل عملية جلد جديدة وشيكة؟ -
ويعتبر الاتحاد الدولي لحقوق الانسان ان خيار البرلمانيين الاوروبيين يجب ان يساهم في "ايقاظ الدبلوماسيين الاوروبيين" ودفعهم الى اتخاذ مواقف اكثر حزما حيال الرياض.
وقال في بيان "هذه البادرة القوية من البرلمان الاوروبي تسلط الضوء على ضعف وتناقض الدبلوماسيات الاوروبية في مجال حقوق الانسان في السعودية".
وكان بدوي تعرض لجلسة اولى من الجلد في التاسع من كانون الثاني لكن الجلسات الاخرى ارجئت اولا لاسباب صحية ثم لاسباب لم تحدد.
والعام الماضي نال بدوي جائزة مراسلون بلا حدود. والخميس دعت المنظمة التي تعنى الدفاع عن حقوق الصحافيين مجددا العاهل السعودي الى الاعفاء عن بدوي.
ولمنح جائزة ساخاروف لعام 2015 فضل البرلمان الاوروبي بدوي على مرشحين اخرين : ائتلاف معارضين سياسيين في فنزويلا والمعارض الروسي الذي اغتيل بوريس نيمتوس.
تمنح جائزة ساخاروف المرموقة لحقوق الانسان سنويا لتكريم الافراد الذين يكافحون ضد التعصب والظلم والاستبداد.
والعام الماضي، منح البرلمان الاوروبي الجائزة الى الطبيب الكونغولي دينيس موكويجي لمساعدة ضحايا الاغتصاب الجماعي من قبل الجنود.
وبين الفائزين السابقين الناشطة الباكستانية ملالا يوسف زاي، رئيس جنوب افريقيا السابق نيسلون مانديلا، والناشطة البورمية اونغ سان سو تشي.