محادثات حول سوريا بين موسكو وواشنطن والرياض وأنقرة.. وكيري يأمل باجتماع دولي جديد الجمعة المقبل
Read this story in Englishبدا وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا الجمعة في فيينا محادثات هي الاولى من نوعها حول الحرب في سوريا بعد اسابيع من بدء الحملة الجوية الروسية دعما للنظام السوري، وايام من زيارة الرئيس بشار الاسد الى موسكو.
وتعتبر روسيا من ابرز حلفاء الرئيس السوري، الى جانب طهران، الغائب الاكبر عن اللقاء. بينما واشنطن والرياض وانقرة من ألد اعداء دمشق.
و شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة على ضرورة ترك "الشعب السوري" يقرر مصير الرئيس بشار الاسد، وهي مسألة تثير انقساما بين موسكو وواشنطن.
وصرح للصحافيين في فيينا ان "مصير الرئيس السوري ينبغي ان يقرره الشعب السوري"، مكررا رفض روسيا لتنحي الاسد.
وبعدما طالبت على الدوام بتنح فوري للرئيس السوري كشرط مسبق لعملية سياسية، اعلنت واشنطن في الاشهر الاخيرة انه يمكن التفاوض على جدول زمني لبقاء الاسد.
من جهته، أعرب وزير الخارجية الاميركي جون كيري عن امله بان يعقد خلال اسبوع اجتماع دولي جديد حول سوريا يكون "موسعا اكثر" بعد اجتماع الجمعة في فيينا.
وصرح كيري "توافقنا اليوم على التشاور مع جميع الاطراف ، آملا بان نعقد الجمعة المقبل اجتماعا يكون موسعا اكثر" بهدف احراز تقدم على صعيد "عملية سياسية" لتسوية النزاع السوري.
وينظر الى هذا اللقاء على انه سابقة دبلوماسية، كونه الاول الذي يعقد على هذا المستوى بعيدا عن اشراف الامم المتحدة، وفي بادرة من الدول المعنية بالتحديد، ما يعكس مسعى جديا لايجاد حل لنزاع اوقع اكثر من 250 الف قتيل منذ اذار 2011.
وعقد في حزيران 2012 اجتماع في جنيف ضم ممثلين عن الدول الخمس الكبرى في مجلس الامن الدولي والمانيا وجامعة الدول العربية باشراف الامم المتحدة، تم في نهايته التوصل الى ما عرف ب"بيان جنيف 1" ونص على تشكيل حكومة بصلاحيات كاملة تضم ممثلين من الحكومة والمعارضة السوريتين تشرف على مرحلة انتقالية. واعتبرت المعارضة ان الصلاحيات الكاملة تعني تنحي الاسد، بينما يرفض النظام البحث في موضوع الرئاسة، معتبرا ان هذا امر يقرره الشعب السوري عبر صناديق الاقتراع.
ودعت الامم المتحدة في نهاية 2013 الى مؤتمر دولي واسع حول سوريا في مدينة مونترو السويسرية تلته مفاوضات سورية سورية باشراف الامم المتحدة لم تؤد الى نتيجة.
وبدأ صباح الجمعة في قصر ضخم في فيينا، اجتماع بين الولايات المتحدة وتركيا والسعودية دون ان يدلي اي من الوزراء الثلاثاء بتصريحات امام الصحافيين.
كما التقى بعد ذلك كيري ولافروف اللذان يحافظان على قناة اتصال رغم تدهور العلاقات بين بلديهما. كما يفترض ان يلتقي لافروف نظراءه من المنطقة كلا على حدة في فيينا.
واكتفى الوزيران بالمصافحة دون الادلاء بتصريحات امام عدسات المصورين.
كما من المتوقع ان يلتقي لافروف نظراءه من المنطقة كلا على حدة في فيينا الجمعة.
ميدانيا، قتل 446 شخصا بينهم 151 مدنيا جراء الغارات الجوية التي تشنها روسيا في سوريا منذ نهاية الشهر الماضي، وفق حصيلة جديدة اعلنها المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة.
وتشن موسكو منذ 30 ايلول ضربات جوية في سوريا تقول انها تستهدف "المجموعات الارهابية"، لكن الغرب يتهمها بعدم التركيز على تنظيم الدولة الاسلامية، بل استهداف مجموعات المعارضة الاخرى التي يصنف بعضها في خانة "المعتدلة".
ولا تزال مواقف موسكو من جهة وواشنطن وانقرة والرياض من جهة اخرى، متناقضة حول سوريا.
اذ تقود الولايات المتحدة ائتلاف من دول حليفة يشن حملة عسكرية ضد تنظيم الدولة الاسلامية ويدعم الفصائل السورية التي تحارب النظام السوري.
في المقابل، اطلقت روسيا الحليف القديم للاسد حملة غارات جوية في سوريا قبل ثلاثة اسابيع لمحاربة "الارهاب" بحسب موسكو، بينما تتهمها واشنطن وحلفاؤها بانها تسعى فقط لحماية الاسد ونظامه.
وقبل ان يوفد وزير خارجيته الى فيينا الخميس، اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان "الولايات المتحدة تريد التخلص من الاسد".
وتأتي محادثات فيينا بعد ان بات واضحا تراجع لهجة الدول الغربية المعارضة لبشار الاسد، وتركيزها على اولوية محاربة تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، ما يعطي دفعا للاسد على الساحة الدولية.
وبعد ان طالبت الولايات المتحدة بالحاح برحيل فوري للاسد قبل بدء اي عملية سياسية في سوريا، أقرت في الاشهر الماضية بان الجدول الزمني لرحيله قابل للتفاوض.
وبعد ان اصرت السعودية على المطالبة برحيل الاسد من السلطة، قال وزير خارجيتها الاثنين انه يمكن للاسد البقاء في السلطة الى حين تشكيل حكومة انتقالية.
كما ان تغييرا طرأ على الموقف التركي للمرة الاولى الشهر الماضي عندما تحدثت انقرة عن "امكانية" حصول عملية انتقالية بوجود الرئيس السوري.
ولم تتم دعوة ايران الحليف القوي الاخر لسوريا الى الاجتماع في فيينا، الا ان كيري المح ألخميس الى ان ايران وعلى غرار الولايات المتحدة وروسيا واوروبا "موافقة" على مبدأ الحل السياسي في سوريا.