لبنان يقدم خطة عمل لمكافحة تغير المناخ تحضيراً لمؤتمر باريس: تخفيض 30% من الانبعاثات الوطنية بحلول عام 2030

في خضم عام مناخي حافل بالجهود الدولية للتصدي لظاهرة تغير المناخ، قدم لبنان مساهمته المحددة وطنياً لمكافحة تغير المناخ تماشياً مع قرار مؤتمر الدول الاطراف لاتفاقية الامم المتحدة حول تغير المناخ. وستضم هذه المساهمة لمساهمات ١٩٠ دولة أخرى، وسيشكل مجموعها العنصر الاهم في اتفاقية جديدة من المتوقع ان تقر في باريس في كانون الاول 2015.

رغم ان حصة لبنان في الانبعاثات الدولية للغازات الدفيئة ضئيلة جداً (٠٫٠٧٪ من مجموع الانبعاثات العالمية)، حددت مساهمته الوطنية هدف تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 30% بحلول العام 2030. تتوزع هذه النسبة ما بين تخفيض بنسبة ١٥% كهدف غير مشروط، وتخفيض إضافي بنسبة ١٥٪ من الانبعاثات مشروط بدعم دولي.

ويعتبر لبنان في مساهمته ان التكيّف مع الاثار السلبية لتغير المناخ أولويةً كون لبنان دولة نامية تعاني من ندرة المصادر المائية وارتفاع كثافة السكان في المناطق الساحلية ، بالاضافة الى الاضطرابات التي تشهدها المنطقة وارتفاع معدّلات الفقر وغيرها من التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. لذا يروّج لبنان للتكيّف مع تغير المناخ من خلال بناء القدرة المؤسساتية وتعميم مفاهيم تغير المناخ عليها بغية الحدّ من التأثيرات السلبية على الأنظمة البيئية والاقتصادية والاجتماعية.

وتعتبر مساهمة لبنان المحددة وطنياً مساهمة عادلة وطموحة، اذ انها تُظهر تحركاً يتجاوز التزامات لبنان الراهنة، وذلك وسط الظروف الوطنية الصعبة السائدة. كما تعكس المساهمة اهداف الاستراتيجيات التي طورها لبنان في جميع القطاعات، من ضمنها الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة.

وقد تم إعداد هذه المساهمة من قبل وزارة البيئة بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة الانمائي بعد عملية تشاورية ضمت ممثلين عن مختلف الوزارات والمؤسسات الذين بحثوا في التزامات التنفيذ المتعلقة بقطاعاتهم.

يشكل تقديم المساهمة المحددة وطنياً فرصة للبنان لتحقيق اهداف التنمية المستدامة اذ ان الحكومة اللبنانية تدرك أنها كلّما انتهجت مساراً "صديق للبيئة"، كلما اتجهت بصرامة نحو تنمية أكثر استدامةً. وتبقى هذه الخطوة شعلة أمل في زمن الصراعات والاضطرابات.

تواصلوا معنا على#climatechangelb

ويمكنكم زيارة موقع "التغير المناخي" www.moe.gov.lb/climatechange

هذا المقال هو نتيجة الشراكة بين فريق تغير المناخ في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووزارة البيئة في لبنان وفريق موقع "نهارنت". وجهات النظر و الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء أصحابها ولا تعكس بالضرورة السياسة الرسمية أو موقف أي طرف أو مؤسسة.