اوباما يستقبل نظيره الصيني في البيت الابيض وسط توتر بين البلدين
Read this story in Englishاستقبل الرئيس الاميركي باراك اوباما اليوم الجمعة نظيره الصيني شي جينبينغ في حدائق البيت الابيض مع مراسم تكريم كاملة، واعدا بمحادثات "صريحة" رغم التوتر بين البلدين.
وتاتي الزيارة الاولى للرئيس الصيني منذ توليه مهامه الى البيت الابيض في وقت يظهر فيه الاقتصاد الصيني مؤشرات اضطراب فعلية.
وبعد يومين من استقباله البابا فرنسيس، رحب اوباما بالرئيس الصيني فور نزوله من السيارة.
واعلن اوباما انه سيجري مع نظيره الصيني محادثات "صريحة"، مشيرا بشكل خاص الى اهمية حماية حقوق الانسان.
وقال الرئيس الاميركي متوجها الى نظيره الصيني "حتى وان كانت دولتانا تتعاونان، اعتقد، واعلم انك توافق، انه يجب علينا معالجة خلافاتنا بصراحة".
واضاف "نعتقد ان الدول تصبح اكثر نجاحا والعالم اكثر تقدما عندما تتنافس شركاتنا بشكل متكافئ، وعندما تحل الخلافات بشكل سلمي وعندما تحترم حقوق الانسان العالمية للجميع".
وبعد مراسم الاستقبال الرسمية امام البيت الابيض، سيتوجه الرئيسان الى المكتب البيضاوي لعقد لقاء يليه مؤتمر صحافي مشترك.
وعلاوة على جلسات العمل، يستقبل باراك وميشيل اوباما شي وزوجته بينغ ليوان مغنية الاوبرا السابقة على عشاء رسمي يحضره العديد من المدعوين.
واذا كانت نقاط الخلاف متعددة وفي مقدمها القرصنة المعلوماتية فان الادارة الاميركية تامل التوصل الى تعاون "بناء" حول موضوع واحد على الاقل هو مكافحة التغيير المناخي.
واشار مسؤول اميركي الى ان الصين ستعلن الجمعة خصوصا عن سوق لحصص انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون العام 2017 من اجل تحديد سعر للكربون وبالتالي التشجيع على خفض انبعاثات غازات الدفيئة في القطاع الصناعي.
وسبق ان قامت الصين التي تحتل المرتبة الاولى بين كبار الملوثين في العالم بتجارب لكن بدون ان تقيم حتى الان سوقا على الصعيد الوطني.
وخلال لقائهما في تشرين الثاني 2014 في بكين، اعلن اوباما وشي التوصل الى اتفاق غير مسبوق عرضا فيه اهدافهما لجهة غازات الدفيئة المسؤولة عن ارتفاع درجات الحرارة وهي خفض بنسبة 26% الى 28% بحلول 2025 مقارنة بالعام 2005 بالنسبة الى الولايات المتحدة، بينما وضعت الصين هدفا يحدد الحد الأقصى لانبعاثاتها لغازات الدفيئة "بحدود عام 2030".
وقال مسؤول اميركي في باريس ان "اعلان العام الماضي كان يقوم حول اهداف وهذا العام سنركز على التزامنا لجهة اعداد سياسات من اجل تطبيق هذه الاهداف والتوصل الى اتفاق دولي حول المناخ" في كانون الاول في باريس.
وكان اوباما استقبل شي مساء الخميس في عشاء غير رسمي في بلير هاوس في واشنطن وهو المقر الرسمي لكبار ضيوف البيت الابيض.
وشدد بين رودس مستشار اوباما على ان "المحادثات البناءة فعلا بين الرئيسين تمت خلال مآدب عشاء بحضور محدود"، مشيرا الى انهما يستفيدان من اجواء مماثلة لاستعراض "رؤيتيهما للعالم".
وكانت الادارة الاميركية تعهدت اجراء محادثات "صريحة" مع الرئيس الصيني الذي اشاد خلال زيارة استمرت يومين في سياتل (شمال غرب) بالعلاقات التجارية بين البلدين وعبر عن رغبته في انفتاح "اكبر" للصين على العالم.
الا ان نقاط الخلاف بين البلدين متعددة وابرزها القلق ازاء التوسع الصيني في بحر الصين ودورها في الهجمات المعلوماتية ضد شركات ومؤسسات اميركية.
ودعا شي الثلاثاء الى "نمط جديد من العلاقات بين واشنطن وبكين" يقوم على "تفهم وثقة اكبر ويبتعد عن الريبة"، محذرا من ان اي مواجهة يمكن ان تؤدي الى "كارثة للبلدين وللعالم".
ودعت صحيفة واشنطن بوست الرئيس الاميركي الى اعتماد لهجة حازمة خلال اللقاء مذكرة بان شي هو الرئيس الوحيد لدولة غير ديموقراطية يحظى باستقبال رسمي من قبل الادارة الحالية وبان "المسؤولين الصينيين تجاهلوا" الاحتجاجات الاميركية طيلة عامين.
وقال مايكل غرين من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان "التحدي الاساسي والاصعب الذي ترجئه الادارة الحالية هو معرفة متى ستقرر الولايات المتحدة اتخاذ اجراءات اذا استمرت الصين في نهجها الحالي".
من جهتها، اعتبرت مستشارة الامن القومي سوزان رايس انه واذا كانت المخاوف الاميركية حقيقية فلا يجب ان تحول دون السعي لاقامة علاقة بناءة مع الصين.
وتابعت رايس قبل مجيء شي الى واشنطن "لقد ابدينا الحزم مع الصين حول الخلافات بيننا لكننا نرفض الافكار المبسطة والذرائع التي تقول بان لا مفر من قيام نزاع بين الولايات المتحدة والصين".