"اجتماع حزبي طارىء" عقده جنبلاط وتشديد على وجوب "محاصرة التحريض في الساحة الدرزية"

على ضوء الحادث الذي جرى في بلدة "قلب اللوزة" في ريف ادلب والذي ذهب ضحيته 20 مواطنا درزيا على يد جبهة "النصرة" عقد رئيس الحزب التقدمي الاشتتراكي النائب وليد جنبلاط أمس الخميس اجتماعا طارئا شدد فيه على ضرورة "محاصرة التحريض في الساحة الدرزية".

وكشفت صحيفة "المستقبل" الجمعة أن "جنبلاط عقد أمس اجتماعاً حزبياً طارئاً جمع فيه مجلس قيادة الحزب الاشتراكي ومجلس المفوضين ومسؤولي المناطق في الحزب".

و شدد جنبلاط خلال الاجتماع "على وجوب تعميم أجواء التهدئة والتعقّل ومحاصرة كل محاولات التحريض وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية على الساحة الدرزية". بحسب الصحيفة التي نقلت عن مصادر مواكبة للحراك الجنبلاطي أنّ "هذا الحراك يأتي في سياق التصدي لمحاولات بعض الانتهازيين الساعين إلى تهييج الشارع الدرزي وحثّه على التسلّح والثأر رداً على أحداث إدلب".

وأوضحت المصادر أن "الأخطر في هذا الإطار يكمن في محاولة هؤلاء جرّ نيران الفتنة السورية إلى الداخل اللبناني من خلال تحريض الدروز على الانتقام من النازحين السوريين".

وإذ أشارت إلى "رصد عمليات مبرمجة ومكشوفة تضخ إشاعات فتنوية ربطاً بالأحداث الجارية في سوريا يقف وراءها النظام السوري وأتباعه"، ذكرت المصادر بحسب "المستقبل" أن "الاتصالات الحثيثة التي أجراها جنبلاط على أكثر من مستوى داخلي وخارجي سواءً مع قيادات المعارضة السورية أو مع مسؤولين إقليميين، نجحت في إعادة تصويب الأمور وتهدئتها إلى حد كبير".

وأضافت أن هذه الاتصالات "أثمرت إصدار سلسلة بيانات من قبل الجيش السوري الحر وقيادة الجبهة الجنوبية للثورة وفصائل المعارضة في الشمال بالإضافة إلى الائتلاف الوطني السوري، كلها تؤكد التضامن مع أبناء طائفة الموحدين الدروز وتتمسك بوحدة الشعب السوري في مقابل كل محاولات بث الفرقة والاقتتال الطائفي والمذهبي بين السوريين".

ولفتت هذه المصادر بشكل خاص إلى تبرؤ "الجيش السوري الحر" في بيانه الصادر أمس الخميس من "عمليات قصف مدينة السويداء بقذائف الهاون والتي ثبت بالمعطيات والمعلومات أنّ نظام الأسد يقف وراءها لتأجيج نار الفنتة بين أهالي المدينة وقرى الجوار، بدليل إقدام فريق من التلفزيون السوري الرسمي على زيارة المدينة بشكل مفاجئ قبل 15 دقيقة فقط من سقوط قذائف الهاون ليتولى تغطية القصف بوصفه قصفاً مذهبياً يأتي من جانب قوى المعارضة ويستهدف أبناء السويداء الدروز، ثم ما لبث أن غادر طاقم تلفزيون النظام المدينة بعد انتهاء مهمته الفتنوية هذه".

في هذا السياق، يعقد رئيس "الاشتراكي" اليوم الجمعة مؤتمرا صحافيا مباشرا على الهواء بعد انتهاء اجتماع المجلس المذهبي الدرزي الطارئ الذي سيلتئم عند الرابعة في دار الطائفة وسيخصص بحسب مصادر المجلس لـ "المستقبل" لمناقشة مستجدات الأوضاع في إدلب والسويداء، ومحاصرة تداعيات الأحداث الدموية الأخيرة هناك من خلال وضع الأمور في نصاب العقل والحكمة وقطع الطريق على الانتهازيين".

وصرجت المصادر لـ "المستقبل" أنّ "هذا الاجتماع يتميّز بكونه سيجمع الصف الدرزي الرسمي والديني حول كلمة سواء رافضة للفتنة".

وسيحضر الاجتماع إلى جانب أعضاء المجلس المذهبي بشقيه المنتخب والمعيّن، عدد كبير من المرجعيات الدينية والروحية في المناطق وفاعليات رسمية.

ويأتي ذلك بعد مقتل 20 مواطنا درزيا على يد جبهة "النصرة" في بلدة قلب اللوزة في ريف ادلب في حادث هو الأول خلال سنوات الازمة في سوريا.

م.ن.