هجوم انتحاري فاشل يستهدف معبد الكرنك في الاقصر
Read this story in Englishأعلنت الشرطة المصرية الاربعاء احباط هجوم انتحاري كان يستهدف معبد الكرنك الشهير في الاقصر (جنوب)، في ثاني هجوم يستهدف السياحة في مصر منذ اطاحة الجيش بالرئيس الاسلامي محمد مرسي عام 2013.
وظل السياح بشكل عام في مأمن من الهجمات المسلحة التي تستهدف قوات الامن وتصيب او تقتل مدنيين في كثير من الاحيان منذ اطاحة الجيش بمرسي في تموز/يوليو 2013.
وتعد مدينة الاقصر احد اهم المواقع السياحية في العالم وتشكل متحفا يضم عشرات من المعابد والمقابر الفرعونية التي يزورها عشرات الاف السياح سنويا.
وقال مسؤول أمني في موقع الحادث لوكالة "فرانس برس" عبر الهاتف أن "مهاجما فجر نفسه عند موقف السيارات، ما تبعه مقتل مهاجم واصابة اخر في تبادل لاطلاق النار مع الشرطة".
واضاف المسؤول ان "عامل نظافة اصيب في تبادل اطلاق النار" الذي وقع عند مدخل موقف السيارات الذي يبعد حوالى 500 متر من معبد الاقصر الشهير.
واعلنت وزارة السياحة في بيان لاحقا عن احباط هجوم على معبد الكرنك عندما "حاولت سيارة فيها ثلاثة اشخاص دخول ساحة انتظار السيارات بالمعبد واجبرها رجال شرطة في زي مدني على التوقف".
واعلنت وزارة الداخلية المصرية في بيان "حاول ثلاثة من العناصر الإرهابية اجتياز النطاق الأمني لمعبد الكرنك بالأقصر مستخدمين الأسلحة النارية والمواد المتفجرة، حيث تصدت لهم على الفور قوات تأمين المعبد وتعاملت معهم وأحبطت محاولتهم".
ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى اللحظة.
وقال مسؤول أخر في وزارة الداخلية ان ايا من السياح المتواجدين في الموقع لم يصب باذى.
واوضح مسؤول كبير في وزارة الاثار لفرانس برس ان الشرطة ابقت السياح داخل المعبد اثناء العملية حرصا على سلامتهم.
واعلنت وزارة السياحة المصرية تعزيز "الاجراءات الامنية" في المواقع الاثرية عبر البلاد.
وقالت الوزارة في البيان "عززنا الاجراءات الامنية المأخوذة في كل مواقعنا ونستمر في اتخاذ كل التدابير الممكنة لضمان عدم إلحاق الأذى بأي شخص يزور مصر".
واكدت مسؤولة في وزارة الصحة ان العملية اسفرت عن مقتل مهاجمين احدهما الانتحاري واصابة اخر الى جانب اصابة اربعة اشخاص اخرين بينهم اثنان من رجال الامن ومدنيان اثنان.
وافادت وكيلة وزارة الصحة المصرية في الاقصر ناهد محمد فرانس برس "حصيلة العملية هي قتيلان مجهولا الهوية من الارهابيين" موضحة ان احدهما "تحول لاشلاء عند موقع الهجوم والاخر قتل باربع طلقات بالراس فيما اصيب ثالث بطلق ناري في الراس".
واضافت "لدينا اربعة مصابين، اثنان من الامن واثنان من المدنيين بطلقات نارية وحالتهم مستقرة".
ومنذ اطاحة الرئيس الاسلامي السابق محمد مرسي، تشن السلطات حملة قمع شديدة ضد انصار مرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين المحظورة الآن اسفرت عن سقوط اكثر من 1400 قتيل، وفق منظمات حقوقية.
وتستهدف اغلب الهجمات المسلحة في القاهرة قوات الامن بالعبوات الناسفة او بالرصاص وتتبناها جماعة اجناد مصر، وهي بذلك في وضع اهدأ كثيرا من سيناء حيث تحارب السلطات جماعة انصار بيت المقدس التي اعلنت ولاءها لتنظيم الدولة الاسلامية وسمت نفسها "ولاية سيناء".
وفي هجوم نادر ضد السياح، تبنت هذه الجماعة هجوما انتحاريا في شباط 2014 ضد حافلة سياحية في طابا على الحدود بين مصر واسرائيل ما اسفر عن مقتل ثلاثة سياح من كوريا الجنوبية وسائقهم المصري واصابة 13 اخرين.
والاربعاء الماضي، قتل مسلحون على دراجة بخارية شرطيين مصريين في محيط منطقة الاهرامات في القاهرة، في هجوم لم يتضح "اذا ما كان ارهابيا ام لا" بحسب الشرطة.
واعلنت وزارة الاثار المصرية حينها ان الهجوم وقع في الظهير الصحراوي لمنطقة آثار الهرم "بعيدا تماما عن المداخل الرئيسة لدخول زائري المنطقة الأثرية".
وتراجع الاستثمار الاجنبي وعائدات السياحة احد اهم اعمدة الاقتصاد المصري بشكل كبير ومؤثر نتيجة للاضطرابات السياسية والامنية التي اعقبت اطاحة الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك في شباط 2011. وتوفر السياحة قرابة 20% من عائدات مصر من العملات الاجنبية.
وفي شباط الفائت، اعلن وزير السياحة المصري السابق هشان زعزوع ان 10 مليون سائح زاروا مصر في العام 2014 ما ادخل قرابة 7,5 مليار دولار اميركي للبلاد، حسب ما نقلت عنه وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية في البلاد آنذاك.
لكن هذه المداخيل تعد اقل بكثير من 14 مليار دولار اميركي التي حققتها مصر بنهاية العام 2010 اي اشهر قبل اندلاع الثورة الشعبية التي اطاحت مبارك مطلع العام 2011.
وتعافت المدينة بصعوبة من هجوم كبير اودى بحياة 68 شخصا من بينهم 58 سائحا في 1997.
وكان هذا الهجوم الاكبر في سلسلة هجمات دامية ضد السياح في مصر خاصة في جنوب البلاد في عقد التسعينات الذي شهد مواجهات دامية مع المتشددين الاسلاميين.
واستهدف المتشددون حينها كثيرا من الحافلات السياحية والمواقع الاثرية في عدد من مدن البلاد.
وتحاول مصر جذب السياح والاستثمار الاجنبي للخروج من وضعها الاقتصادي المتأزم ونظمت مؤتمرا اقتصاديا دوليا في اذار الماضي من اجل هذا الغرض.
وانُتخب قائد الجيش السابق والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي رئيسا للبلاد في حزيران الفائت وسط آمال ضخمة بتحقيق الاستقرار السياسي والامني اثر موجة من الهجمات المسلحة التي تستهدف الامن المصري عبر البلاد.
وقتل اكثر من 500 من رجال الامن وعدد من المدنيين في هذه الهجمات حسب ما اعلنت الحكومة.