البولنديون يختارون رئيسهم في الدورة الثانية من الانتخابات
Read this story in Englishبدأ البولنديون صباح الاحد الادلاء باصواتهم في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية وسط غموض تام حول نتيجة المنافسة بين رئيس الدولة المنتهية ولايته برونيسلاف كوموروفسكي من يمين الوسط وخصمه مرشح المعارضة المحافظ اندري دودا.
وبرغم ان صلاحيات الرئيس في بولندا محدودة الى حد ما، يقول المحللون ان الانتخابات الرئاسية قد تكون مقدمة للانتخابات التشريعية المهمة في الخريف المقبل.
وفي البداية بدا كوموروفسكي متفائلا اذ انه مع بدء الحملة الانتخابية وصلت نسبة دعمه الى اكثر من 60 في المئة، الا ان الدورة الاولى من الانتخابات في العاشر من ايار جاءت بنتائج مغايرة اذ تفوق عليه دودا بحصوله على 34,76 في المئة مقابل 33,77 في المئة.
ووفق خبراء العلوم السياسية فانه من الصعب توقع النتائج مع بدء الدورة الثانية.
وقال استاذ العلوم السياسية في الاكاديمية البولندية للعلوم ستانيسلو مويك لوكالة فرانس برس السبت ان "من المستحيل توقع فوز احدهما بالاعتماد على استطلاعات الرأي".
وفي آخر استطلاع للرأي نشرته مجلة "بولسكا ذي تايمز" حصل دودا على 51 في المئة من اصوات المستطلعين مقابل 49 في المئة للرئيس المنتهية ولايته.
ورجح استطلاعان آخران فوز دودا، الا ان معهد "ميلوارد براون" اظهر عكس ذلك.
وقال احد الناخبين بوغدان جانوشا (62 عاما)، الذي ادلى بصوته في حي براغا بولودني الشعبي في وارسو، "انتخبت اندري دودا لان الطاقم في السلطة اثبت منذ ثمانية سنوات انه لا يستطيع ان يفعل شيئا".
واوضج جانوشا "انتظر من دودا تغييرا كاملا. آمل ان يتم التعامل مع البولنديين كبولنديين والا نرضخ للاتحاد الاوروبي"، مضيفا ان الوضع في بولندا خطير مع تراجع مستوى المعيشة.
اما بالنسبة للموظف مارك غراجييوفسكي (53 عاما) فان دودا لا يزال مجهولا، ولذلك "افضل ان اعتمد على ما كان سابقا، لقد انتخبت برونيسلاف كوموروفسكي وآمل ان يستطيع القيام بما هو اكثر من دودا".
وادلى دودا بصوته في كراكوف (جنوب) برفقة زوجته وابنته، ولم يدل باي تصريح للصحافة.
ودودا، النائب الاوروبي في الـ43 من العمر، مرشح حزب القانون والعدالة بقيادة ياروسلاف كازينشكي، اما كوموروفسكي (62 عاما) فيدعمه الحزب الليبرالي "البرنامج المدني" في السلطة منذ ثماني سنوات.
ولا يخفي زعيم حزب القانون والعدالة كازينشكي طموحه للعودة الى السلطة، وهو شقيق الرئيس السابق ليخ كازينشكي الذي قتل في حادث تحطم طائرة في روسيا. ومن شأن فوز دودا في الانتخابات الرئاسية ان يعيده الى دائرة الحكم، برغم انه منذ ثماني سنوات لم يستطع رئيس الحكومة السابق هذا سوى تسجيل الخسائر الانتخابية.
ومستذكرا خسارته امام برونيسلاف كوموروفسكي في انتخابات العام 2010، يراهن كازينشكي بالكامل على مرشحه الحزبي. وهو لم يظهر شخصيا في الحملة الانتخابية لدودا وانما اجرى مداخلات تلفزيونية على محطات اذاعية مقربة من حزبه.
وجال كل من كوموروفسكي ودودا البلاد حتى الساعات الاخيرة من الحملة الانتخابية في محاولة لاقناع الحائرين من اليسار ومناصري المرشح السابق المعارض للنظام السياسي باول كوكيز، الذي حل في المرتبة الثالثة في الدورة الاولى بحصوله على حوالى 20 في المئة من الاصوات.
ودعا كوكيز الناخبين الى التوجه الى مراكز الاقتراع من دون اعلان دعمه لاحد المرشحين.
وتواجه المرشحان في مناظرتين تلفزيونيتين، حيث اصر الرئيس المنتهية ولايته على ان موقع بولندا في الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي يشكل "ضمانة" للامن والازدهار، كما دافع عن حصيلته السياسية مذكرا بخبرته السياسية الطويلة.
اما دودا فوعد "بالدفاع عن المصالح القومية" للبولنديين في الساحة الدولية. وتعهد من جديد بخفض سن التقاعد من 67 الى 65 عاما، كما بتخفيض نسبة الضرائب.
وتقفل صناديق الاقتراع عند الساعة 19,00 تغ، حيث يفترض ان تصدر نتائج الاستطلاعات فور الخروج من مراكز الاقتراع لتظهر المؤشرات الاولى للنتائج.