غارة على المتمردين الكولومبيين تزعزع علية السلام في كولومبيا
Read this story in Englishأدت غارة جوية في جنوب غرب كولومبيا الخميس الى مقتل 26 عنصرا على الاقل من القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) في ما يشكل اكبر خسارة في الارواح للمتمردين منذ بدء مفاوضات السلام قبل اكثر من عامين.
واعلن الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس في خطاب بثه التلفزيون من القصر الرئاسي في بوغوتا ان "الحصيلة الاولية" لهذه الغارة المشتركة للجيش والشرطة التي استهدفت معسكرا لفارك في مقاطعة كاوكا احد معاقل هذه الحركة الماركسية بلغت "26 قتيلا".
واكد الرئيس سانتوس ان هذه الغارة التي تأتي بعد شهر ونيف على قرار الرئيس سانتوس استئناف عمليات والقصف والغارات الجوية على الحركة المتمردة "عمل مشروع".
وكان سانتوس قال الرئيس سانتوس في تغريدة على تويتر ان "الهجوم مستمر حتى نتوصل الى السلام الذي آمل ان نتمكن من ابرامه في اسرع وقت ممكن".
من جهته، صرح مصدر في وزارة الدفاع رفض الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان "هذه اول ضربة كبرى تتلقاها فارك منذ امر الرئيس سانتوس باستئناف الغارات الجوية على هذه الحركة المتمردة في 15 نيسان".
وكان سانتوس مهندس مفاوضات السلام مع فارك التي انتقلت الى كوبا منذ تشرين الثاني 2012، قرر استئناف الهجمات العسكرية على فارك ردا على نصب الحركة لكمين ضد الجيش مما ادى الى مقتل 11 عسكريا.
وتزامنت غارة الخميس مع استئناف جولة جديدة من المفاوضات في هافانا بمشاركة وفدي الحكومة الكولومبية والمتمردين.
ودان احد قادة التمرد في تغريدة على تويتر الغارة. وكتب من هافانا ان "السلام هو الطريق الوحيد ضد الوحشية. لم نعد نريد مزيدا من القتلى بلا سبب". واضاف ان المتمردين سقطوا "بدون ان يتمكنوا من القتال ومزقتهم قنابل زنتها 250 كلغ".
واضاف ان الهدنة الاحادية التي اعلنتها حركة التمرد في كانون الاول الماضي "في طريقها لان تصبح مستحيلة".
واعتبر كريستيان فولكيل ممثل منظمة الازمات الدولية غير الحكومية في كولومبيا ان "الجانبين لديهما دوافع قوية للاستمرار في المفاوضات لكن ذلك يوجه رسالة يمكن ان توصف بالمتناقضة في الوقت الذي نتوقع فيه تحقيق تقدم اكبر لنزع فتيل التوتر".
كما توقعت الخبيرة السياسية لورا جيل حصول "ازمة سنخرج منها " و"تصعيد في اعمال العنف على الارجح".
ويقع معسكر المتمردين الذي استهدفته الغارة في منطقة غوابي على بعد 480 كلم من بوغوتا وهي منطقة تنشط فيها عصابات تهريب المخدرات.
وبعد الغارة التي اصيب فيها ايضا اثنان من المتمردين بجروح، ضبطت السلطات مجموعة من الاسلحة من بينها رشاش وعدة بنادق ومسدسات.
وكانت السلطات تستهدف معسكرا تابعا لوحدة للمقاتلين في المنطقة متهمة بالوقوف خلف هجوم اسفر في تشرين الثاني الماضي عن مقتل ضابط في جزيرة غورغونا الكولومبية في المحيط الهادئ.
وقامت السلطات باغلاق الجزيرة امام السياح اثر الهجوم غير المسبوق للمتمردين الذين استخدموا زوارق سريعة.
وبعيد استئناف الغارات الجوية الشهر الماضي، استهدف الجيش مصنعا سريا للمتفجرات مما ادى الى مقتل اثنين من المتمردين.
واسفر النزاع المسلح في كولومبيا الذي شارك فيه الجيش وحركات تمرد شيوعية وقوات خاصة من اليمين المتطرف وعصابات اجرامية عن سقوط اكثر من 220 الف قتيل ونزوح اكثر من خمسة ملايين شخص خلال نصف قرن، حسب الارقام الرسمية.
والقوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) وجيش التحرير الوطني، الحركتان اللتان تأسستا في الستينات، هما آخر حركتي تمرد يساريتين متطرفتين تضمان على التوالي 8500 و2500 مقاتل ينتشرون في المناطق الريفية النائية خصوصا.
وتجري بوغوتا وحركة التمرد منذ تشرين الثاني 2012 في كوبا مفاوضات سلام تهدف الى تسوية اقدم نزاع في اميركا اللاتينية.