خبراء لا يشاطرون اليمين الاوروبي المتطرف تلويحه بخطر تسلل متطرفين اسلاميين بين مهاجرين

Read this story in English W460

يلوح اليمين المتطرف في اوروبا بخطر تسلل اسلاميين متطرفين بين مهاجرين يقصدون اوروبا بمراكب تنطلق من ليبيا، لكن خبراء اعتبروا ان هذا التهديد ضئيل مقارنة بمخاطر الاعتداءات التي يمكن ان ينفذها متطرفون اوروبيون يعودون من العراق وسوريا.

ولوح العديد من قادة اليمين المتطرف الاوروبي على غرار حزب رابطة الشمال في ايطاليا او يوكيب في بريطانيا، بشبح "ارهابيين" يستغلون التدفق غير المسبوق للمهاجرين باتجاه السواحل الاوروبية، للتخفي بينهم.

وزاد من حدة الجدل بهذا الشان توقيف شاب مغربي في ايطاليا، يشتبه في ضلوعه في الاعتداء على متحف باردو بالعاصمة التونسية، كان وصل في شباط/فبراير 2015 في مركب يقل مهاجرين سريين انطلق من ليبيا.

وتاتي هذه التطورات في الوقت الذي تنقسم فيه الدول الاوروبية حول كيفية التعامل مع ازمة المهاجرين.

وقال مستشار للحكومة الليبية الاحد لهيئة الاذاعة البريطانية ان تنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف الموجود في ليبيا يرسل في هذه المراكب اسلاميين متطرفين الى اوروبا.

واقر الامين العام للحلف الاطلسي ينس ستولتنبرغ الاثنين ان "احد المشاكل يكمن في انه يمكن ان يكون هناك مقاتلون اجانب، يمكن ان يكون هناك ارهابيون يختبؤون ويختلطون بمهاجرين".

وقال شارلي وينتر الباحث في مركز كيليام للتفكير في لندن انه "يستحيل اثبات" هذ الظاهرة.

لكن بحسب مارك بيريني الباحث والسفير السابق للاتحاد الاوروبي في ليبيا "التهديد قائم. هناك على الاقل تصريح لداعش بهذا المعنى وهناك عملية التوقيف الاخيرة في ايطاليا".

ويضيف بيريني "يمكن بسهولة ان تحدث عمليات تسلل فردية (..) وحين تنقذون 800 شخص في البحر يجب تاليا ان تجري عملية فرز بعناية لمعرفة +من ومن+ يوجد بين هؤلاء الناس الذين لا يملكون وثائق هوية".

ويتابع "وعند وصولهم الى الشارع (الاوروبي) يصبحون داخل فضاء شنغن" ويمكنهم التنقل بحرية في 22 من 28 من دول الاتحاد الاوروبي.

ويضيف بيريني "ومع ذلك فان هذا لا يشكل التهديد الارهابي الاكبر، فاعتداءات 2014 و2015 في اوروبا جميعها ارتكبت من مواطنين اوروبيين. وهذه الوسيلة هي التي تغير فعليا المعطيات" مذكرا بان ما لا يقل عن اربعة آلاف اوروبي انضموا الى صفوف مجموعات اسلامية متطرفة في العراق وسوريا.

من جانبه قال وينتر ان "الهجمات الاخيرة في كندا وفرنسا والدنمارك والولايات المتحدة (..) نفذه افراد يتحركون منفردين لكن باسم +الدولة الاسلامية+".

واعتبر هذا الخبير ان لهذا التنظيم المتطرف "اولويات" اخرى وخصوصا "تعزيز حضوره حيث هو متمركز. ويسعى بالتالي الى التمدد انطلاقا من قواعده في ليبيا".

وقالت متحدثة ان "المفوضية الاوروبية تحرص على الاشارة الى انه لا يجب وضع طالبي اللجوء والارهابيين ضمن فئة واحدة" مضيفة لوكالة فرانس برس "لم يتم تاكيد اي حالة حتى الان" بشان مثل هذا التسلل.

ولاحظ اندرو سترويلين من منظمة هيومن رايتس ووتش "هذا الموضوع يشتت اهتمامنا بالمشكل الحقيقي وهو ان هناك اشخاص يموتون في البحر" مضيفا "يجب ان تكون اولوية الاتحاد الاوروبي هي انقاذ الارواح وزيادة عمليات الانقاذ".

من جانبه اعتبر كريستين نيلمان مدير مركز تفكير نروجي "ان وضع جهادي مدرب قاتل وتدرب مع تنظيم الدولة لعدة اشهر وربما سنوات، في مركب يمكن ان يغرق (..) لا يمثل وسيلة فعالة جدا لارساله الى اوروبا" خصوصا وان التنظيم "يملك طرقا معبدة" لاعادة عناصره الى اوروبا.

واضاف "هذا لا يعني ان مثل هذا الامر لم يحدث، لكن بشكل ضئيل جدا (..) ولجهة (تنفيذ) هجمات ارهابية وشيكة يشكل الامر هدرا وخسارة".

ويؤكد نيلمان "ان الامر الاخطر بكثير هو ان تنظيم الدولة يحصل على المال من تهريب مهاجرين" مضيفا ان التنظيم بلغ به الامر حد مهاجمة مخيمات لاجئين سوريين في لبنان والاردن لتغذية "تجارته بين الشرق والغرب".

التعليقات 0