مسؤول مخضرم وشاب وطموح يمثلان السعودية في القمة مع واشنطن

Read this story in English W460

اختارت السعودية لتمثيلها في القمة الخليجية الاميركية الاربعاء قائدين يختلفان في صفاتهما وصلاحياتهما لكن يجمع بينهما اتساع سلطاتهما.

فولي العهد الامير محمد بن نايف (55 عاما) هو كذلك وزير الداخلية الذي نجا من محاولة اغتيال نفذها تنظيم القاعدة بعد ان قاد حملة قمع لا هوادة فيها ضد التنظيم المتطرف حظيت بتقدير واشنطن.

اما ولي ولي العهد وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان فهو رجل اعمال سابق في الثلاثينات من العمر انضم قبل بضع سنوات الى الحكومة التي كان يقودها والده قبل ان يصبح ملكا في 23 كانون الثاني.

ويمثل الامير محمد بن نايف والامير محمد بن سلمان السعودية في القمة التي يعقدها الرئيس باراك اوباما مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي في كمب ديفيد وتضم كذلك البحرين والامارات العربية المتحدة وعمان وقطر والكويت بهدف اعادة الثقة الى العلاقات المترنحة مع هذه الدول وطمأنتها بشأن سياسته ازاء ايران.

وتبدي دول الخليج قلقا ازاء "المد الشيعي" لايران المتهمة "بالتدخل" في دول المنطقة ويزيد من قلقها سعي واشنطن مع الدول الكبرى للتوصل الى اتفاق نهائي حول البرنامج النووي الايراني.

يتمتع الامير محمد بن نايف بسلطات واسعة في مجال الامن في حين يتولى الامير محمد بن سلمان شؤون الدفاع ويشرف على الحملة العسكرية التي تقودها بلاده ضد المتمردين الحوثيين وحلفائهم في اليمن والمتهمة ايران بدعمهم.

يقول المحلل السعودي جمال خاشقجي ان ترؤسهما لوفد السعودية الى الولايات المتحدة "يساوي حضور الملك سلمان شخصيا" للقمة.

ويرى فريدريك وهري الباحث في قسم الشرق الاوسط لدى مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي في واشنطن "يمكن اعتبارهما الشخصيتين الأكثر تأثيرا في العائلة الحاكمة" بعد ان باتا يحتلان الموقع الأول والثاني في خلافة العهد منذ نيسان.

ويصف انتوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن الرجلين بانهما "بين المسؤولين الأعلى شأنا" في المملكة الغنية بالنفط.

درس محمد بن نايف العلوم السياسية في الولايات المتحدة وتلقى عدة دورات تدريب عسكرية احداها لدى وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) وفق المختصين بشؤون العائلة السعودية.

وقاد محمد بن نايف حملة مطاردة تنظيم القاعدة التي نفذت هجمات دامية في المملكة بين 2003 و2007 ونجا بنفسه في 2009 من محاولة اغتيال عندما قام الانتحاري بتفجير نفسه بحضوره بعد ان ادعى انه سيسلم نفسه.

وحظي بتقدير كبير لدى واشنطن بعد نجاح حملته ضد القاعدة وجهوده في اطار برنامج "المناصحة" وفق ديفيد اوتواي الباحث في مركز ولسن في واشنطن. ويضيف اوتاواي "تربطه علاقات شخصية قوية مع الكثير (من اصحاب القرار) في واشنطن".

ويختلف عنه الامير محمد بن سلمان الذي لا يتجاوز عمره 35 عاما وفق المحللين ووسائل الاعلام المحلية.

وورد في سيرته التي نشرتها مؤسسة مسك الخيرية السعودية التي اسسها بهدف تشجيع المشاريع الابداعية الشابة انه امضى عشر سنوات في مجال الاعمال قبل ان يصبح في 2009 المستشار الخاص لوالده وفي ما بعد رئيسا لمكتبه عندما اصبح سلمان وليا للعهد.

وبعد تعيينه وزيرا للدفاع تولى مسؤولية جسيمة في تشكيل الائتلاف الذي بدأ في 26 اذار/مارس الحملة الجوية على المتمردين الحوثيين في اليمن.

وهو يقود كذلك المجلس الاقتصادي ويشغل منصب النائب الثاني لرئيس الوزراء وهذا ما يجعل منه "الرجل القوي في السعودية" وفق دبلوماسي غربي.

ويقول بروس ريدل المسؤول السابق في السي آي ايه الذي يتولى مشروع بروكنغ للمعلومات في واشنطن ان الامير محمد بن سلمان "معروف بجرأته وطموحه".

ويقول وهري ان البعض في واشنطن "مترددون" في موقفهم من الأمير الشاب الذي "يسعى "إلى إثبات قدراته" لا سيما وان الحملة على اليمن اثارت الكثير من الأسئلة بسبب الضحايا المدنيين وأمور أخرى مقلقة.

التعليقات 0