اجتماع طارىء للحكومة المصرية غداة الصدامات الدموية

دعا رئيس الوزراء المصري عصام شرف الى اجتماع طارئ للحكومة الاثنين غداة الصدامات الدموية التي وقعت في القاهرة بين متظاهرين أقباط وقوات الامن والجيش وأسفرت عن 24 قتيلا.

وأفاد التلفزيون الرسمي أنه "من المقرر أن تعقد الحكومة اجتماعها الطارئ بعد الظهر، وذلك في الوقت الذي أثارت فيه هذه الصدامات مخاوف من تحولها الى مواجهات طائفية على نطاق واسع".

واعتقلت السلطات ما لا يقل عن 40 شخصا ليل الاحد الاثنين اثر هذه الصدامات التي أسفرت أيضا عن أكثر من 200 جريح، كما أكد مصدر أمني لوكالة "فرانس برس"، من دون أن يوضح كم هو عدد الاقباط او المسلمين من بينهم.

وأعمال العنف هذه هي الاكثر دموية منذ الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك في شباط، وقد جرت على هامش تظاهرة نظمها الاقباط احتجاجا على احراق كنيسة في محافظة اسوان (جنوب).

واثر الصدامات فرضت السلطات حظر تجول في وسط القاهرة بين الثانية والسابعة صباحا (00,00 الى 05,00 تغ) في مسعى منها لاعادة الهدوء، كما تم تعزيز الامن حول مبنى البرلمان ومقر مجلس الوزراء والمتحف الوطني في القاهرة.

وليلا أكد شرف أن مصر "في خطر" بعد أعمال العنف الدامية، مشددا في تصريحات للتلفزيون الحكومي أن "هذه الاحداث أعادتنا الى الوراء (...) بدل أن تأخذنا الى الامام لبناء دولة عصرية على قواعد ديموقراطية سليمة".

ودعا رئيس الحكومة المصريين "الا يستجيبوا لدعاوى الفتنة"، معتبرا ان "الفتنة نار تحرق الجميع".

وقال في تصريح صحافي "أتوجه الى كل ابناء الوطن الحريصين على مستقبله الا يستجيبوا لدعاوى الفتنة لانها نار تحرق الجميع ولا تفرق بيننا".

وأشار الى أن "ما يحدث الان ليس مواجهات بين مسلمين ومسيحيين، وانما هو محاولات لاحداث فوضى واشعال الفتنة بما لا يليق بأبناء الوطن الذين كانوا وسيظلون يدا واحدة ضد قوى التخريب والشطط والتطرف".

كما دعا شيخ الازهر أعلى سلطة دينية في مصر، كبار رجال الدين المسلمين والمسحيين في البلاد الى اجراء مناقشات بسرعة .

وذكر التلفزيون الحكومي المصري أن امام الازهر أحمد الطيب دعا أعضاء "بيت العائلة المصرية" المنظمة التي تضم رجال دين مسلمين ومسيحيين الى الاجتماع "بهدف احتواء الازمة".

وأضاف: " الطيب أجرى اتصالا مع بابا الاقباط شنودة الثالث".

وتأتي دعوة شيخ الازهر على اثر مقتل 24 شخصا معظمهم من الاقباط، وجرح أكثر من مئتين آخرين في مواجهات رافقت تظاهرة للاقباط في القاهرة احتجاجا على احراق كنيسة لهم في الصعيد.

وكان