انفجار سيارة مفخخة قرب مديرية امن طرابلس وتجدد الاشتباكات غرب العاصمة الليبية

Read this story in English W460

استمرت دوامة العنف والتصعيد العسكري الثلاثاء في ليبيا بين القوات الموالية للحكومة ومسلحي مليشيا "فجر ليبيا" خصوصا عند المناطق النفطية شرق البلاد ولكن ايضا في غربها قرب الحدود التونسية.

ونددت بعثة الامم المتحدة بهذا التصعيد العسكري ودعت الى وقفه فورا ملوحة بعقوبات على المخالفين.

واعلنت القوات الحكومية الليبية ان مقاتلة حربية تابعة لميليشيات "فجر ليبيا" الاسلامية أغارت الثلاثاء على مرفأ السدرة النفطي بشرق البلاد دون وقوع خسائر في الارواح أو الممتلكات.

وقال علي الحاسي المتحدث باسم غرفة عمليات حرس المنشآت النفطية في منطقة ما يعرف ب"الهلال النفطي" (المنطقة النفطية بين بنغازي وسرت) ان مقاتلة حربية أغارت على المنطقة قرب مرفأ السدرة النفطي وألقت صواريخها في أرض خلاء دون ان تحدث أضرارا قبل ان تجبرها المضادات الارضية  على الفرار.

وتاتي الغارة الجوية الاولى على شرق البلاد من قبل هذه الميليشيا بعد يوم من إرسال رئاسة الاركان العامة تعزيزات عسكرية الى مطار رأس لانوف لدعم حرس المنشآت النفطية في منطقة "الهلال النفطي" بهدف صد مسلحي فجر ليبيا.

وقالت الحكومة في بيان مساء الثلاثاء تلقت فرانس برس نسخة منه إن "مثل هذه الاعمال التي تهدد أمن ليبيا ودول جوارها تدل دلالة واضحة على يأس هذه المجموعات المسلحة الخارجة عن الشرعية وتخبطها وبحثها عن تحقيق مكسب عسكري وهمي".

وحذرت الحكومة من اجندات بعض اعضاء المؤتمر الوطني العام (البرلمان المنتهية ولايته) الساعين، كما قالت، لتقسيم ليبيا وتوطين الارهاب والتآمر على الجيش والشرطة والاجهزة الامنية ما يهدد امن ليبيا والمنطقة.

في الاثناء ماتزال تدور في عدة محاور في مدينة بنغازي معارك بين الجيش وقوات موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر من جهة ومليشيات اسلامية من جهة اخرى وسط تقدم الجيش الذي سيطر على معظم أرجاء المدينة.

ونددت بعثة الامم المتحدة بالتصعيد العسكري في ليبيا داعية إلى وقف فوري للعمليات القتالية لاعطاء فرصة للحوار السياسي بين الاطراف المتنازعة، ملوحة بتطبيق عقوبات مجلس الأمن على المخالفين.

واعتبرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في بيان ليل الإثنين الثلاثاء إن "التصعيد العسكري هو بمثابة محاولة مباشرة لتقويض جهود الحوار السياسي" مؤكدة ان "أولئك الذين يقفون وراءه يهدفون بشكل واضح إلى إفشال العمل الجاري للوصول إلى حل سياسي".

وحذرت من انه "لن يكون هناك رابح في النزاع العسكري الحالي" مؤكدة ان "استخدام العنف وقوة السلاح لن ينجحا في تحقيق الاهداف السياسية".

كما أكدت البعثة على أن "النفط الليبي هو ملك لكل الليبيين، وينبغي ألا تقوم أي جماعة بالتلاعب به".

وتدور اشتباكات عنيفة منذ السبت بين القوات الحكومية وميليشيات فجر ليبيا التي تحاول الاستيلاء على ما يعرف بمنطقة "الهلال النفطي" بشرق ليبيا.

وتضم هذه المنطقة مجموعة من المدن بين بنغازي وسرت (500 كلم شرق العاصمة وتتوسط المسافة بين بنغازي وطرابلس) تحوي المخزون الأكبر من النفط إضافة إلى مرافئ السدرة وراس لانوف والبريقة الأكبر في ليبيا.

وأطلقت ميليشيات فجر ليبيا على عملية زحفها باتجاه "الهلال النفطي" اسم "عملية الشروق لتحرير الحقول النفطية" قائلة إنها جاءت بتكليف من المؤتمر الوطني العام (البرلمان المنتهية ولايته).

وأعلنت مليشيات فجر ليبيا الإسلامية أنها ستسلم الموانئ النفطية "للدولة الليبية" فور الانتهاء من هذه العملية.

وقالت هذه المليشيات في بيان تلاه المتحدث إسماعيل شكري مساء الثلاثاء ان القوات المكلفة بتنفيذ هذه العملية حريصة كل الحرص على تنفيذ مهمتها بكل دقة ومهنية عسكرية لتفادي حدوث أي أضرار بهذه المؤسسات النفطية.

ويأتي هذا التصعيد بعد إعلان الأمم المتحدة أنها سترعى حوارا ثانيا هذا الاسبوع بين أطراف النزاع الليبي بغية حل الازمة في البلاد التي تتنازع شرعيتها حكومتان وبرلمانان، في الوقت الذي اعتبر فيه البرلمان المعترف به من الأسرة الدولية في بيان إن "الهجوم على منشآت النفط يأتي للاستيلاء على مصادر تمويل للانشطة الإرهابية".

وأعلن المتحدث الرسمي باسم المؤسسة الوطنية للنفط محمد الحراري الثلاثاء أن إنتاج البلاد من الخام تراجع بشكل كبير، بعد توقف العمل في مرافيء السدرة ورأس لانوف وزويتينة بسبب القتال القريب منهما.

وقال الحراري إن العمل أصبح يقتصر على مرفأي البريقة والحريقة والحقول البحرية.

وفيما لم يذكر الحراري رقما محددا لحجم الإنتاج، إلا أن خبراء رجحوا أن يكون الإنتاج تدنى ليصل الى نحو 250 ألف برميل مقابل 800 ألف برميل يوميا، قبل أيام من الازمة الاخيرة.

من جهة اخرى تجددت الاشتباكات الثلاثاء بين القوات الحكومية وميليشيات "فجر ليبيا" الاسلامية غرب العاصمة في منطقة أبو كماش، قرب معبر رأس جدير الحدودي مع تونس.

وكان مسؤول في الغرفة العسكرية لمناطق غرب ليبيا، أعلن أن الهجوم على معبر رأس جدير لم يكن الغرض منه السيطرة على المعبر، وإنما لتنفيذ مهمة محددة في منطقة أبو كماش تمت بنجاح، على حد وصفه.

وقال إن الجيش يسيطر على الطريق الساحلي بين طرابلس ورأس جدير الحدودي، فيما تنفي ميليشيات فجر ليبيا ذلك.

وجاء الهجوم غداة مقتل 17 شخصا على الأقل، وإصابة أكثر من 10 آخرين بجروح في قصف جوي على بلدة أبو كماش، غربي طرابلس، قرب معبر رأس جدير مع تونس.

وفجر مجهولون ظهر الثلاثاء سيارة مفخخة بالقرب من مديرية امن العاصمة الليبية طرابلس دون تسجيل خسائر في الارواح كما أفاد مسؤول امني.

وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه في تصريح لوكالة "فرانس برس" إن "سيارة كانت مركونة بالقرب من مبني مديرية امن طرابلس تم تفجيرها عن بعد ما أدى إلى إحداث أضرار مادية كبيرة في المكان".

التعليقات 0