بعد عام على حركة الاحتجاج في ميدان يستخلص الاتحاد الاوروبي دروس توسعه الى المعسكر الشرقي
Read this story in Englishقبل عام قررت اوكرانيا الغاء شراكتها مع الاتحاد الاوروبي تحت ضغط موسكو، ما ادى الى اندلاع حركة احتجاج في ساحة ميدان فاجأت الاتحاد الذي لم يدرك بحسب خبراء ابعاد هذا التقارب ولم يتوقع عدوانا روسيا.
وقال فيفين برتوسو المسؤول في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية في بروكسل "وصلنا الى الصدام من دون حتى ان ندرك الامر".
واضاف "حتى الخبراء والاساتذة الجامعيين الذين كانوا يتابعون هذه العملية عن كثب فوجئوا". وقالت الاخصائية جيزيل بوس الاستاذة المساعدة في جامعة ماستريشت "لم يتوقع احد ردود الفعل هذه ولا حتى الروس".
وفي 21 تشرين الثاني 2013 خلال قمة فيلنيوس قرر الرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش عدم توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي لصالح تعاون اكبر مع روسيا. وتسبب ذلك بتظاهرات مؤيدة لاوروبا لاسابيع وفرار يانوكوفيتش بعد حمام دم في شباط اسفر عن مقتل عدد من المتظاهرين اعقبه اعلان روسيا ضم شبه جزيرة القرم مطلع اذار.
واوقع النزاع في شرق اوكرانيا الذي اندلع في نيسان مع الانفصاليين الموالين لروسيا اكثر من 4300 قتيل الى هذا اليوم.
فهل زرع الاتحاد الاوروبي الذي وعد بارساء السلام والاستقرار في اوروبا بذور الانفصال لا بل الحرب من خلال التعدي على دائرة نفوذ روسيا الراغبة في اعادة ترسيخ سلطتها على دول سابقة في المعسكر السوفياتي؟.
وقال برتوسو ان "المفوضية الاوروبية لم تدرك البعد الجيوسياسي لاتفاق الشراكة الذي كانت تتفاوض بشأنه" مع اوكرانيا مذكرا بان هذا البلد الذي يعد 45 مليون نسمة يجب ان "يكون قدوة".
وركز الخبراء والموظفون الاوروبيون على الاوجه التقنية في حين ان بولندا ودول البلطيق كانت تامل سياسيا "ترسيم حدود لا يمكن تعديلها" مع روسيا لانها "لم ترغب في ان تهيمن وحدها في هذه الدول" وفقا للباحث.
وقالت بوس ان "الاتحاد الاوروبي ربما حرك عملية عن غير قصد".
وكتب الباحثان لور دولكور وهرانت كوستانيان في مذكرة من مركز الدراسات للسياسة الاوروبية "اشرك الاتحاد الاوروبي اكثر واكثر مع حلف شمال الاطلسي في المفهوم الروسي وعندما افضت الشراكة الشرقية الى عرض ملموس على شكل اتفاقات شراكة وتبادل حر تبنت روسيا موقفا عدائيا مع الاتحاد الاوروبي".
وارادت موسكو الرد من خلال اطلاق اتحاد جمركي واتحاد اقتصادي اوروبي-اسيوي يضم كازاخستان وبيلاروسيا وارمينيا يدخل حيز التنفيذ في الاول من كانون الثاني 2015.
واثبتت ازمة الغاز مع اوكرانيا مطلع 2009 او الحرب الخاطفة التي شنتها روسيا دعما للجمهوريتين الانفصاليتين في جورجيا بعد اشهر انها قادرة على ابداء عدائية اكبر.
وفي هذا الاطار ابرم الاتحاد الاوروبي في ايار 2009 الشراكة الشرقية مع اوكرانيا وجورجيا ومولدافيا وارمينيا واذربيجان وبيلاروسيا مع مساعدة قيمتها مئات ملايين اليورو سنويا.
ووقعت اوكرانيا وجورجيا ومولدافيا في حزيران اتفاق شراكة وتبادل حر مع الاتحاد الاوروبي ما يشكل تقاربا اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا غير مسبوق مع بروكسل لكنه استبعد انضماما كاملا.
وفي موازاة ذلك ولعدم التوصل الى توافق بين الدول ال28 اهمل الاتحاد الاوروبي "الشراكة الاستراتيجية" التي كان يرغب في اقامتها مع روسيا.
ولا يمكن القاء اللوم على الشراكة الشرقية وحدها للتسبب بالتدخل الروسي في اوكرانيا منذ اذار. وقالت بوس "هذا مرتبط اكثر بمسألة الدفاع عن المصالح الامنية لروسيا بينما تعد اوكرانيا بلدا استراتيجية بالنسبة لها".
وبعد فرار الرئيس يانوكوفيتش ردت روسيا التي نشرت في شبه جزيرة القرم قسما كبيرا من اسطولها، على الوصول الوشيك لسلطة موالية لاوروبا. وقالت الباحثة ان روسيا "وسعت منطقتها الامنية" بضم القرم وبدعم المتمردين الانفصاليين في شرق اوكرانيا.
وفي المستقبل ولبناء سياسة حقيقية في الشرق "على الاتحاد الاوروبي الا ينسى بان حلف شمال الاطلسي ظله وان عليه ان يدرك" ان روسيا تراه كذلك.