أجهزة الامن الاسرائيلية تخرج خلافاتها الى العلن رغم التهديدات

Read this story in English W460

تشهد اسرائيل خلافا استثنائيا يدور في العلن بين الجيش والشرطة واجهزة الاستخبارات في ظل التصعيد الجاري في اعمال العنف مع الفلسطينيين والتي يفترض بالاجهزة تحديدا التصدي لها.

وبعدما رأى ان القضية خطرة وفي مرحلة حرجة من التهديدات، جمع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو رئيس اركان الجيش بيني غانتز ورئيس جهاز الامن الداخلي الشين بيت.

وقالت الحكومة ان نتانياهو امر خلال اجتماع عقده الاربعاء مع غانتز ويورام كوهين بحضور وزير الدفاع موشي يعالون "بالوقف الفوري للتسوية في العلن للقضايا التي يجب ان تحل بين اجهزة الامن".

واضافت ان رئيس الوزراء "ذكر محادثيه بمسؤوليتهما الوطنية" بضمان امن الاسرائيليين "والتعاون بشكل كامل لهذه الغاية".

ويتعلق الخلاف بين غانتس وكوهين بالحرب على غزة هذا الصيف. الا انه خرج الى العلن في اوج العنف في القدس واسرائيل والضفة الغربية حيث الجيش والامن الداخلي في الصف الاول لضمان امن اسرائيل.

وياتي هذا الخلاف بينما تتساءل اسرائيل ما اذا كانت على طريق مواجهة انتفاضة ثالثة نظرا للهجمات واعمال العنف التي تشهدها.

ومنذ حزيران قتل عشرة اشخاص في القدس بينما اصيب احد قادة اليمين المتطرف بجروح خطرة خلال محاولة لاغتياله وامتد العنف الى المدن العربية في اسرائيل وتل ابيب. وفي الضفة الغربية قتل 17 فلسطينيا في مواجهات مع جنود اسرائيليين منذ حزيران.

وكتبت صحيفة هآرتس الخميس ان الجيش ليس الجهة الوحيدة التي عبرت عن استيائها من الشين بت. فالشرطة ايضا تأخذ على جهاز الامن الداخلي عدم تبليغها بمعلومات عن استعدادات لهجمات واضطرابات في القدس الشرقية وفي باحة المسجد الاقصى.

وقالت الصحيفة ان رئيس الوزراء ووزير الامن الداخلي اسحق اهارونوفيتش اضطرا للتدخل ليوافق الشين بت على نقل معلومات جزئية ولتتحسن الامور قليلا.

اما التوتر القائم بين الجيش والشين بت فخرج الى العلن بعد برنامج استقصائي شعبي جدا عرضته القناة الثانية الاسرائيلية.

وقال مسؤولون من جهاز الامن الداخلي لم تكشف هوياتهم في البرنامج انهم ابلغوا الجيش في كانون الثاني بان حماس التي تسيطر على قطاع غزة تستعد لنزاع مسلح في تموز. واضافوا ان الجيش لم يأخذ هذه المعلومات في الاعتبار.

وردا على ذلك، ووجه رئيس الاركان رسالة الى نتانياهو "للاحتجاج على ذلك بشدة". ونشرت صحيفة يديعوت احرونوت الرسالة التي تدين "الاخطاء الاخلاقية" للشين بت.

وكتب غانتس ان "مشاركة الشين بت في هذا البرنامج التلفزيوني يعد خللا اخلاقيا". 

وسعى الشين بت المرتبط برئيس الوزراء مباشرة الى التهدئة. وفي بيان اكد ان مسؤوليه الذين ردوا على اسئلة التلفزيون "لم يؤكدوا انهم ابلغوا الجيش بحرب على حماس في تموز بل باستعدادات للحركة الاسلامية لمواجهة محتملة مع اسرائيل".

وعبرت الصحف الاسرائيلية عن استيائها من هذا الخلاف في الوقت الراهن.

وقال عاموس هاريل المرسال العسكري لهآرتس ان هذا الخلاف هو "خصوصا مسألة اعتراف للرأي العام".

والشين بت السري في معظم الاحيان، وافق على ما يبدو على كشف هذه المعلومات على التلفزيون "لتسوية حسابات قديمة" مع الجيش الذي يبدي سهولة اكبر في الاتصال.

وقال يوآف ليمور زميله في صحيفة اسرائيل هايوم انه في مواجهة العنف في القدس والضفة الغربية وغياب الاستقرار على الحدود السورية، "يجب على الجيش والشين بت وضع اعتباراتهما الذاتية جانبا والعمل معا".

التعليقات 0