تعزيزات امنية في القدس غداة مقتل شرطي بهجوم نفذه فلسطيني بسيارة
Read this story in Englishعززت قوات الامن الاسرائيلية الاجراءات الامنية في القدس بعد يوم من هجوم شنه فلسطيني صدم بسيارته عددا من المارة الاسرائيليين مما ادى الى مقتل شرطي من حرس الحدود،بينما دعت جماعات يهودية الى التوجه الى مدخل المسجد الاقصى الخميس.
واعلنت جماعات متطرفة يهودية نيتها التظاهر والتوجه ابتداء من الساعة الخامسة بعد ظهر الخميس، "حتى ابواب جبل الهيكل" اي الى مدخل المسجد الاقصى.
واندلعت اشتباكات عنيفة صباح الاربعاء في باحة المسجد الاقصى حيث دخل شرطيون اسرائيليون لتفريق متظاهرين ملثمين.
وفي خطوة نادرة، دخلت الشرطة الاسرائيلية بضعة امتار داخل المسجد وصولا الى منبر الامام.
وجاءت الاشتباكات بالتزامن مع زيارة مئة ناشط يهودي متطرف توجهوا الى الاقصى للتعبير عن دعمهم ليهودا غليك احد قادة اليمين المتطرف الذي تعرض لمحاولة اغتيال في 29 تشرين الاول في القدس.
ويخشى تجدد المواجهات مساء الخميس بسبب هذه التظاهرة.
وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الاردن في 1994 باشراف المملكة الأردنية على المقدسات الاسلامية في مدينة القدس.
وتسمح السلطات الاسرائيلية لليهود بزيارة الباحة في اوقات محددة وتحت رقابة صارمة، لكن لا يحق لهم الصلاة فيها.
ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الاسرائيلية بدخول السياح الاجانب لزيارة الاقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، للدخول الى المسجد الاقصى لممارسة شعائر دينية والاجهار بانهم ينوون بناء الهيكل مكانه.
والحرم القدسي الذي يضم المسجد الاقصى وقبة الصخرة، هو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.
ويعتبر اليهود حائط المبكى الذي يقع اسفل باحة الاقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 وهو اقدس الاماكن لديهم.
من ناحية اخرى، بدأت قوى الامن الاسرائيلية صباح الخميس بوضع مكعبات اسمنتية في مواقف القطار الخفيف في القدس بعد الحادث.
واندلعت مواجهات ليل الاربعاء الخميس بين شبان فلسطينيين والشرطة الاسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة، خاصة في مخيم شعفاط للاجئين، الذي كان يعيش فيه سائق السيارة.
والهجوم بسيارة في مدينة القدس هو الثاني خلال اسبوعين.
وقام عبد الرحمن الشلودي (21 عاما) من حي سلوان في 22 من تشرين الاول الماضي بصدم مجموعة من الاسرائيليين في محطة للقطار الخفيف في القدس ما ادى الى مقتل طفلة اسرائيلية-اميركية وامرأة من الاكوادور، وقتلته الشرطة الاسرائيلية في الموقع.
وقالت المتحدثة باسم الشرطة لوبا سمري في بيان ان الشرطة "اعتقلت 16 شخصا للاخلال بالنظام" الخميس.
وبحسب سمري فانه منذ الهجوم الاول بالسيارة الشهر الماضي فان الشرطة اعتقلت "188 مشتبها مقدسيا من بينهم 71 من القاصرين".
وتشهد القدس الشرقية المحتلة منذ بضعة اشهر اعمال عنف شهدت تصعيدا خلال الاسبوع الاخير وتثير مخاوف من اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة ضد الاحتلال الاسرائيلي. ويمثل ملف المسجد الاقصى احدى ابرز نقاط التوتر بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي.
ومن جهته، دان وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الخميس الزيارات المتكررة مؤخرا للنواب الاسرائيليين الى المسجد قائلا انها تزيد الوضع سوءا.
وقال زعيم حزب اسرائيل بيتنا القومي المتطرف "هذا عبارة عن استغلال سياسي ماكر لوضع معقد وعدم ادراك (من قبل النواب)".
واضاف "انا مع السياسة الذكية، لا اذهب انا او اي من نوابي الى جبل الهيكل (الاسم اليهودي للمسجد الاقصى)، ولا ندعو للسيطرة عليه".
ومن جانبه، اعلن الجيش الاسرائيلي الخميس ان فلسطينيا صدم ثلاثة جنود اسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة الاربعاء، قام بتسليم نفسه.
ووقع الحادث بالقرب من مفترق كتلة غوش عتصيون الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة مساء الاربعاء بعد ساعات من هجوم بسيارة يقودها فلسطيني في القدس.
وقال بيان صادر عن الجيش "قام الفلسطيني الذي يشتبه في قيامه بصدم ثلاثة جنود الليلة الماضية بتسليم نفسه لقوات الامن وتم اخذه للتحقيق".
وعثر الجيش الاسرائيلي على السيارة متروكة قرب المخيم وتتبعوا مالكها الى قرية بيت عوا جنوب غرب الخليل، بحسب شهود عيان.
واكد اقارب همام مسالمة (23 عاما) انه سلم نفسه لقوات الامن الاسرائيلية وانه اصر على انه تورط في حادث سير.
وقال عمه عمر مسالمة لوكالة فرانس برس "سلم نفسه للقوات الاسرائيلية وينفي بشكل قاطع ان تكون عملية مدبرة، ويصر انه حادث سير عادي وانحرفت فيه السيارة".