إسرائيل تعيد فتح الاقصى لمن هم فوق الخمسين وواشنطن تطالبها بدخول جميع المصلين
Read this story in Englishقررت اسرائيل الخميس اعادة فتح المسجد الاقصى في القدس الشرقية المحتلة وذلك بهدف نزع فتيل وضع يهدد بالتفجر اذا ما ابقت قرارها بغلق الاقصى الجمعة.
وقالت لوبا السمري المتحدثة باسم الشرطة مساء الخميس ان المسجد الاقصى اولى القبلتين وثاني الحرمين سيعاد فتحه منتصف ليل الخميس الى الجمعة (22,00 تغ من الخميس)، وذلك بعد ان بقي مغلقا طوال نهار الخميس.
وهي المرة الاولى التي تغلق فيها السلطات الاسرائيلية الاقصى منذ احتلال اسرائيل القدس الشرقية في 1967.
واغلقت السلطات الاسرائيلية الاقصى الذي تراقب مداخل باحته بعد تصعيد جديد للتوتر في القدس الشرقية المحتلة.
ومنذ مساء الاربعاء شهدت المدينة محاولة لاغتيال قيادي يميني اسرائيلي متطرف ثم قتل الفلسطيني الذي اشتبه في ضلوعه في هذه المحاولة بايدي شرطيين اسرائيليين كما شهدت عدة صدامات بين شبان فلسطينيين وشرطيين اسرائيليين.
واضافت المتحدثة باسم الشرطة انه مع اعادة فتح الاقصى فقد قررت السلطات منع الرجال المصلين الذين تقل اعمارهم عن خمسين عاما من دخوله.
ولو استمرت اسرائيل في اغلاق المسجد الاقصى لكانت تخوض مغامرة كبيرة.
وكان المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة قال لوكالة فرانس برس تعليقا على اغلاق الاقصى "ان استمرار هذه الاعتداءات والتصعيد الإسرائيلي الخطير هو بمثابة إعلان حرب على الشعب الفلسطيني ومقدساته وعلى الامتين العربية والاسلامية".
واضاف "نحمل الحكومة الاسرائيلية مسؤولية التصعيد الخطير في مدينة القدس المحتلة والذي وصل ذروته باغلاق المسجد الاقصى المبارك،صباح اليوم الخميس".
واعتبر ابو ردينة ان القرار "يعتبر تحديا سافرا وتصرفا خطيرا،الامر الذي سيؤدي الى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار وخلق اجواء سلبية وخطيرة".
واعتبر الاردن غلق الاقصى "تصعيدا خطيرا من قبل سلطات الاحتلال وارهاب دولة لا يمكن قبوله او السكوت عليه".
وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الاردن في 1994 باشراف المملكة الأردنية على المقدسات الاسلامية في مدينة القدس.
وتشهد القدس الشرقية المحتلة منذ بضعة اشهر وخصوصا منذ اسبوع، اعمال عنف تثير مخاوف من اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة ضد الاحتلال الاسرائيلي. ويمثل ملف المسجد الاقصى احدى ابرز نقاط التوتر بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي.
وتزايد التوتر مساء الاربعاء مع محاولة قتل الحاخام يهودا غليك احد قادة اليمين الاسرائيلي المتطرف الذي يسعى منذ سنوات للحصول على تصريح للصلاة في باحة الاقصى التي طردته منها الشرطة الاسرائيلية عدة مرات.
وغليك (48 عاما) استهدف باطلاق النار من راكب دراجة نارية في القدس الغربية حين كان يغادر حوارا حول المسجد الاقصى. وقد اصيب في البطن والصدر والعنق واليد بحسب والده وهو في المستشفى بحالة خطرة لكن مستقرة.
وقال الناطق باسم الشرطة ميكي روزنفيلد لوكالة فرانس برس ان "الفلسطيني الذي كان المشبوه الوحيد في هجوم مساء الاربعاء تم القضاء عليه في منزله في حي ابو طور في القدس من قبل وحدة للقوات الخاصة للشرطة في تبادل لاطلاق النار" فجر الخميس.
وذكرت مصادر فلسطينية ان الفلسطيني الذي قتلته الشرطة يدعى معتز حجازي (32 عاما).
واعتبر العديد من سكان القدس الشرقية ان الشرطة الاسرائيلية نفذت "ببساطة عملية اغتيال".
وقالت الاذاعة الاسرائلية ان حجازي امضى عقوبة بالسجن عشر سنوات في سجن اسرائيلي بعد ان دين بارتكاب "انشطة ارهابية".
وقال مدير الهلال الاحمر الفلسطيني في مدينة القدس الدكتور امين ابو غزالة لوكالة فرانس برس ان "الشرطة الاسرائيلية قامت بالاستيلاء بالقوة على سيارة الاسعاف التي نقلت جثمان الشهيد (حجازي) وادخلت في سيارة الاسعاف عناصر من رجالها واقتادتها الى مكان غير معروف".
وقال شهود عيان ان الشرطة احتجزت افرادا من عائلة حجازي.
واعلنت الشرطة الاسرائيلية اثر ذلك اغلاق المسجد الاقصى ومنع المسلمين من الدخول اليه.
وقالت الناطقة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا السمري لوكالة فرانس برس ان دخول "جبل الهيكل (باحة الاقصى) محظور حتى اشعار آخر على كل الزوار وبصورة استثنائية على المسلمين الذين جاؤوا للصلاة بسبب التوتر الحالي".
واضافت ان الشرطة قررت ايضا نشر تعزيزات من مئات الرجال في القدس.
وفي بيان، نعت حركة الجهاد الاسلامي حجازي وقالت انها "تحتسب عند الله شهيدها المجاهد معتز حجازي الذي استشهد في حي الثوري بالقدس بعد اشتباك مع قوات الاحتلال".
وباركت حركة حماس في قطاع غزة العملية واكد فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة في بيان "نبارك عملية القدس البطولية والشجاعة التي استهدفت مسؤولا في ما يسمى امناء جبل الهيكل الاسرائيلية العنصرية المتطرفة".
واثر مقتل حجازي والتدخل العنيف للشرطة شهدت المنطقة مواجهات عنيفة استمرت لساعات بين شبان فلسطينيين وشرطيين اسرائيليين.
ووضعت الشرطة في حالة تاهب قصوى وانتشرت عناصر الشرطة بكثافة في القدس القديمة التي يطل عليها المسجد الاقصى في حين اغلق التجار محلاتهم.
والحرم القدسي الذي يضم المسجد الاقصى وقبة الصخرة، هو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.
ويعتبر اليهود حائط المبكى (البراق عند المسلمين) الذي يقع اسفل باحة الاقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 وهو اقدس الاماكن لديهم.
وتسمح السلطات الاسرائيلية لليهود بزيارة الباحة الباحة في اوقات محددة وتحت رقابة صارمة، لكن لا يحق لهم الصلاة فيها.
ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الاسرائيلية بدخول السياح الاجانب لزيارة الاقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، للدخول الى المسجد الاقصى لممارسة شعائر دينية والمجاهرة بانهم ينوون بناء الهيكل مكانه.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس انه لا ينوي تغيير وضع هذا المكان المقدس.
لكن التوتر تأجج اكثر بعد سلسلة احداث منذ حزيران بينها خصوصا الهجوم الاسرائيلي على غزة واستمرار الاستيطان في الاراضي الفلسطينية والاعتداءات التي يؤكد الفلسطينيون انهم يتعرضون اليها باستمرار.