عائلات رهبان تيبحيرين ينددون بـ"مصادرة الادلة" من قبل الجزائر

Read this story in English W460

نددت عائلات رهبان تيبحيرين الفرنسيين الخميس ب"مصادرة الادلة" من قبل الجزائر التي رفضت السماح للمحققين الفرنسيين بنقل العينات التي اخذت من جماجم الرهبان الذين قتلوا في 1996.

وبحسب المحامي باتريك بودوان فان الرواية الجزائرية "الرسمية" و"المبسطة" لجريمة اسلامية فقدت المزيد من مصداقيتها بعد ظهور الملاحظات الاولى لقضاة التحقيق الذين عادوا من الجزائر.

وبعد عشر سنوات من فتح التحقيق في فرنسا حول الاغتيال الذي صدم المجتمع الدولي، تمكن القاضيان مارك تويفيديك وناتالي بو من زيارة دير سيدة الاطلس بتيبحيرين لنبش جماجم الرهبان السبعة. اما الجثث فلم يتم العثور عليها كما لم تخضع لاي تشريح من قبل.

ومع ان المحامي بودوان عبرعن بعض "الارتياح لتمكن القضاة بالقيام بهذه الزيارة" الا انه عبر في مؤتمر صحفي عن "احباطه الشديد" لرفض الجزائر السماح للخبراء الفرنسيين بنقل العينات التي اخذوها من الجماجم رغم ان هؤلاء "يعدون من احسن الخبراء في العالم".

وقال محامي الاطراف المدنية الذي كان مصحوبا بالعديد من اقارب الرهبان "انهم بصدد حرماننا من الادلة (...) ان السلطات الجزائرية صادرت الادلة وبالتالي مواصلة العراقيل التي طالما واجهناها"، منددا  ب "وضع لم يعد مقبولا البتة".

وبحسب بودوان فان الملاحظات الاولى التي قام بها القاضيان لدى اخراج جماجم الرهبان "تسمح بتحقيق تقدم كبير لمعرفة ظروف مقتلهم".

وهناك ثلاث فرضيات لشرح الجريمة، فبالاضافة الى الرواية التي تؤكد مسؤولية الجماعة الاسلامية المسلحة، فان القاضيان يدرسان ايضا فرضية قتلهم على يد الجيش الجزائري عن طريق الخطأ او ان المخابرات الجزائرية ارتكبت ذلك لنزع المصداقية عن الجماعة المسلحة او للتخلص من الرهبان.

وبحسب بودوان، فان "الخبراء الفرنسيين يعتقدون ان الرهبان كانوا امواتا عندما قطعت رؤوسهم" قبل ان يضيف ان " الخبراء ليس لديهم قناعة اكيدة بذلك".

واذا تاكدت فرضية قطع الرؤوس بعد وفاة الرهبان، فمن شان ذلك ان يدعم فرضية التلاعب لاخفاء السبب الحقيقي والصاق التهمة بالاسلاميين.

كما ان المحامي اكد ان الشك مازال قائما حول تاريخ مقتل الرهبان اي 21 ايار بحسب بيان الجماعة الاسلامية المسلحة التي تبنت العملية. واوضح ان "الخبراء اكدوا هذه الشكوك".

وتابع "نقول للسلكات الجزائرية: اذا واصلتم هذه العراقيل فهذا يعني ان لديكم ما تخفونه (...) ويمكن ان نستنتج ان هذا اعتراف بالمسؤولية من طرفكم ونوع من الاعتراف بان المخابرات او الجيش الجزائريين اعدام الرهبان".  وبالمقابل فان فرضية القتل الخطأ من طرف الجيش الجزائري اصبحت "ضعيفة" لعدم وجود اثر لطلقات رصاص في جماجم الرهبان. وكانت هذه الفرضية تستند الى شهادة غير مباشرة بان مروحية تابعة عسكرية اطلقت النار على مكان احتجاز الرهبان.

ودعا دوبوان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الى العمل على اقناع الجزائر "واحراز تقدم في الملف".

اما اليزابيث بونبان شقيقة الراهب كريستوف لوبروتون، فقالت "هدفنا ليس الانتقام" لكن " نحتاج لمعرفة الحقيقة لكي نغفر" لمن قتلهم. 

من جهتها، طالبت فرانسواز بوجات قريبة الراهب بول فافر، بالحقيقة قائلة انها "مطلب شرعي لتخليد ذكرى رجال عادلين كانوا يحبون الجزائريين".

وفي ليل 26 الى 27 اذار تم خطف الرهبان كريستيان دو شارجي ولوك دوشيي وبول فافر وميشال فلوري وكريستوف لوبروتون وبرونو لومارشان وسيليتان رانجار، من ديرهم حيث اختاروا البقاء رغم الخطر الذي كان يتهددهم اثناء الحرب الاهلية التي عصفت بالجزائر.

التعليقات 0