سليمان يوفر غطاء رئاسيا لمواقف الراعي الاخيرة
Read this story in Englishوفرت زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى الديمان امس الخميس غطاء رئاسيا للمواقف الاخيرة للبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي.
وذكرت صحيفة "النهار" إنه وعلى رغم تجنبه التعليق "على ما قاله هذا او ذاك" ممن انتقدوا أو أيدوا مواقف البطريرك الراعي، لم يترك الرئيس سليمان أدنى شك في دعمه القوي لمواقف البطريرك، الامر الذي فسرته اوساط سياسية معنية بأنه بمثابة رمي لثقل رئاسة الجمهورية بجانب الراعي، مما يستتبع سحب عاصفة الردود على الراعي من التداول.
بل ان هذه الاوساط ذهبت أبعد في اعتبارها الدعم العلني الذي حرص رئيس الجمهورية على صوغ عباراته بدقة، رداً مزدوجاً على بعض المواقف الخارجية التي انتقدت الراعي والمواقف الداخلية التي لم يتوقف بعضها عند حدود التوضيحات التي صدرت عن البطريرك لمواقفه.
وأشارت الى ان الرئيس سليمان لم يعلن هذا الدعم على سبيل زيادة الفرز السياسي في البلاد، بل انه كان على علم بتطورات مريحة حصلت في الايام الاخيرة وبددت الكثير من أجواء الاحتقان التي أثارتها ردود الفعل على مواقف الراعي، لكنه شاء تسجيل موقف مبدئي شكّل رسالة سياسية تبنى فيها جوهر المواقف التي أطلقها الراعي بعدما شرحها له البطريرك ولم يكن هناك أي تعارض بينهما في شأنها. ونفت ان يكون موقف سليمان مؤشرا "لأي شيء آخر، على غرار الكلام على تحالفات سياسية معينة، معيدة الى الاذهان ايضا صلابة العلاقة بين سليمان والراعي.
وقد أعلن رئيس الجمهورية عقب خلوة ثلاثية ضمته والراعي والكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في الديمان، ان "البطريرك الراعي ليس في حاجة الى من يدافع عنه وأن النقاشات التي حصلت دليل على نجاح زيارته لفرنسا". وأضاف: "انا متأكد من أن مواقف البطريرك لا تخضع للسياسة او للتوظيف السياسي فهي تنبع من دوره المهم كمسؤول عن مسيحيي لبنان والشرق الاوسط، وعن استقلال لبنان وسيادته وهو الدور القديم المتلازم مع دور بكركي". وأوضح ان البطريرك "قدم طرحا متكاملا في مصلحة لبنان أمام السلطات الفرنسية (...) ونجح في نقل الهواجس الى هذه السلطات".
وفي ما يعد تبنياً لهذه الهواجس لفت سليمان الى أن "البطريرك قال بوجود خطر على مسيحيي الشرق ومخطط لتقسيم الشرق الاوسط دويلات مذهبية وخطر اسرائيلي يتمثل بالاعتداءات المتكررة والاطماع وخطر التوطين ونحن يكفينا من غبطته اثارة هذه المواضيع الاربعة".
ويشار الى ان الخلوة الثلاثية انعقدت على هامش مشاركة الرئيس سليمان في قداس أقيم في حديقة البطاركة في الديمان حيث غرس كل من الرئيس والبطريرك الراعي والكاردينال صفير شجرة من اللزاب تحمل اسمه.
وطرحت صحيفة "اللواء" تساؤلات حول تشكيل جبهة مارونية قوامها الرئيس سليمان والبطريرك الراعي ورئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون ورئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية وحلفائهم في مقابل مسيحيي 14 آذار، مضيفةً "إن هذه الجبهة قد تنعكس على جهود بكركي نفسها لجمع الاقطاب الموارنة مجددا في 23 ايلول الحالي، رغم ان القيادات المسيحية لم تتواصل بعد الى تفاهم حول صيغة قانون الانتخاب المقبل المطروح ان يكون على جدول اعمال هذا اللقاء".