المجلس العسكري في مصراتة يعلن أن مقاتليه دخلوا مسقط رأس القذافي

Read this story in English W460

قال المجلس العسكري في مصراتة ان مقاتلي المجلس الانتقالي توغلوا باتجاه مدينة سرت من ثلاث جبهات الخميس حيث شنوا هجوما كبيرا على مسقط رأس معمر القذافي واحد جيوب المقاومة الاخيرة للقوات الموالية له.

وقال بيان للمجلس العسكري "وصل ثوار مصراتة الى جسر الغربيات داخل سرت"، واضاف "ثوارنا دخلوا سرت اليوم من ثلاثة محاور رئيسية".

من جانبه اضاف متحدث بلسان قوات المجلس ان "قوة كبيرة" دخلت المدينة. وقال المتحدث لمراسل وكالة فرانس برس في بلدة وادي بيه "ما زالت هناك مقاومة ولكن مقاتلينا سيتغلبون عليها".

وكان جزء من القوات المشاركة في الهجوم على سرت قد توقف عند وادي بيه البلدة الصحراوية حيث تقع اشتباكات مع انصار القذافي.

وتابع المتحدث "انهم (انصار القذافي) يهاجموننا بقذائف هاون عيار 40 و43 مم وكافة انواع الاسلحة".

وذكرت السلطات العسكرية للمجلس الانتقالي ان مستشفى مصراتة تلقى حتى الان "شهيدا وخمسة جرحى" من جراء القتال في سرت، استنادا الى تقارير اولية من ساحة القتال.

غير ان طبيبا يدعى ابراهيم قرطة تحدث عن 20 جريحا وقتيل واحد من قوات المجلس الانتقالي.

وفي تلك الاثناء، قال حلف شمال الاطلسي الخميس ان نحو 15 بالمائة من قوات الزعيم الليبي الفار معمر القذافي ما زالت عاملة.

وقال الجنرال فنسنت تيسنير في مؤتمر عبر الهاتف من ايطاليا ان القوات المتبقية متمركزة في منطقة تمتد من طرابلس حتى مدينة سبها الصحراوية جنوبا والى مدينة سرت الساحلية.

وكان الرئيس الفرنسي قد صرح في وقت سابق الخميس خلال زيارة خاطفة لليبيا ان القذافي مازال "خطرا".

وقال ساركوزي ان "التدخل في ليبيا لم ينته بعد وفرنسا ستبقى الى جانب الليبيين .. القذافي يعتبر خطرا، وهناك عمل يجب انجازه" في ليبيا.

وتابع "التزام حلف الاطلسي لم ينته بعد".

واضاف ساركوزي في بنغازي انه يؤمن "بليبيا الموحدة وليس بليبيا مقسمة"، وذلك اثناء كلمة امام حشود من الليبيين تجمعوا في ساحة التحرير.

ومن جهته، اعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي كان الى جانبه، عن دعم بلاده لليبيا مع استقبال حشود من الليبيين للزعيمين وهم يلوحون بالاعلام الفرنسية والبريطانية، وهما اول زعيمين غربيين يزوران ليبيا منذ سقوط معمر القذافي.

كما توجه وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو الى طرابلس، في اول زيارة لمسؤول عربي الى العاصمة الليبية منذ "انتصار الثورة".

وكانت القوات الموالية للمجلس الانتقالي قد تمكنت في وقت سابق من رفع علمها على مشارف سرت حسبما قالت قوات المجلس في بيان منفصل.

وانطلقت قافلة من قوات ذات خبرة قتالية من مصراتة في وقت مبكر الخميس قبل ان تنقسم عند مفرق الطريق عند ابو قرين حيث قال احد القادة الميدانيين ان قوات المجلس الانتقالي ستقترب من سرت على عدة محاور لتطويقها.

وقال المجلس العسكري ان القافلة تتكون من اكثر من 900 مدرعة تضم راجمات صواريخ وصواريخ كاتيوشا فضلا عن امدادات غذاء وماء وذخيرة.

غير ان الدعم المحلي بدأ يخفت مع مواصلة القافلة العسكرية الطريق عبر القرى نحو سرت، اذ تدفق الصغار للمشاهدة بينما وقف الكبار بعيدا لا يحركون ساكنا ولا يتفاعلون مع قدومها.

وقال فوزي الزواوي قائد الكتيبة الجبلية "اننا نقلب الطاولة على القذافي. نهاجم من مصراتة على ثلاثة محاور وسوف نهاجم سرت على ثلاث جبهات".

فقد توجه قسم من القافلة عبر الطريق الساحلي الى سرت بينما توجه اخر عبر الطريق المتعرج في الصحراء، فيما توغل جناح الزواوي جنوبا قبل تعرضه للنيران عند وادي بيه حيث قال القائد ان ثلاثة من مقاتلي المجلس جرحوا.

وحاوطت القوات القادمة من الجنوب قاعدة جوية قرب سرت غير انها لم تتمكن من السيطرة عليها، حسبما قال متحدث بلسان القوات.

ومع وصول المقاتلين الى مسافة ابعد شرقا، تلقى مراسل فرانس برس تقارير غير مؤكدة بأن الحلف الاطلسي ضرب قافلة مدرعات تابعة للقذافي كانت متجهة جنوبا على مسافة نحو خمسين كيلومترا من سرت.

وقالت انباء ان اعلى المركبات التي انطلقت من مصراتة دهنت باللونين الاصفر والاحمر في علامة لطائرات الاطلسي لتمييزها عن مركبات القذافي.

وفي وادي بيه توقف احد اجنحة الهجوم اغلب اليوم بعد تعرضه لنيران كثيفة من جانب الموالين للقذافي.

ويقول مراسل فرانس برس ان القتال اندلع عندما اقتربت القوات مدججة بالسلاح من منازل بعد دخولها بلدة وادي بيه الصحراوية على بعد 130 كيلومترا جنوب غرب سرت.

وبعد عدة ساعات بدا ان كفة مقاتلي المجلس الانتقالي ترجح وان المقاومة من البلدة آخذة في التراجع.

ودخل المقاتلون من اطراف وادي بيه وانتقل القتال نحو وسط البلدة مع تبادل كثيف للرصاص ولنيران أسلحة ثقيلة.

وقال مرزن سويسي احد المقاتلين الذين جاءوا من وسط البلدة برفقة نحو عشرة رجال "هناك الكثير من القناصة يطلقون علينا النار من اسلحة ثقيلة. سنقاتل فإما النصر او الشهادة".

ولم يخفت دوي صوت رصاص القناصة والمدفعية الثقيلة الا مع غروب الشمس مع دخول المقاتلين قلب البلدة وانخراطهم في مفاوضات من شارع الى آخر.

ويقول القائد الميداني بشير علي "سنمكث هنا الليلة. اذا اطلق احد الرصاص علينا سنرد. لن يمكننا القول ان تلك البلدة استسلمت الا بعد تمشيطها من دار الى دار".

وفي احد الشوارع بوسط البلدة جلس اربعة رجال وظهورهم للحائط بعد استسلامهم.

وقال المقاتل سراج جمعة "في هذا الشارع استسلموا جميعا وسلموا اسلحتهم ولكن في الشارع التالي لم يفعلوا بعد"، مشيرا الى المنازل المتضررة من جراء القتال والتي رفعت الاعلام الخضراء المؤيدة للقذافي على اسطحها.

ومن ناحية اخرى اعلنت بريطانيا استعدادها للافراج عن 12 مليار جنيه لليبيا حال موافقة الامم المتحدة على ذلك.

وكانت الحكومة البريطانية اعلنت صرف 600 مليون جنيه استرليني من الاموال الليبية، فيما قررت اليابان الافراج عن جزء من الاموال الليبية المجمدة لديها والبالغ اجماليها 4,4 مليار دولار.

التعليقات 0