اطلاق سراح الداعية الاسلامي ابو قتادة من سجنه جنوب الاردن بعد تبرأته من تهم الارهاب
Read this story in Englishأفرجت السلطات الامنية الاردنية الاربعاء عن الداعية الاسلامي الاردني المتشدد عمر محمود عثمان المعروف باسم ابو قتادة من سجنه جنوب المملكة بعدما برأته محكمة امن من تهمة التخطيط لتنفيذ هجمات ارهابية ضد سياح في 2000 وامرت باطلاق سراحه فورا.
وذكر مصور لوكالة فرانس برس ان نحو 15 شخصا من افراد عائلة ابو قتادة (53 عاما) كانوا بانتظاره على بوابة سجن الموقر (45 كلم جنوب شرق عمان). وقام ابو قتادة بتقبيل والده وابنه قبل ان يستقل احدى سيارات العائلة ويتوجه الى منزل والدته في عمان.
وقال ابو قتادة الذي تسلمته عمان من لندن في تموز/يوليو 2013 حيث خاض معركة قضائية طويلة لمنع ترحيله من بريطانيا، في تصريح مقتضب للصحافيين قبيل مغادرته المكان "اشكر الله عز وجل، كما اشكر المحامين الاردنيين والمحامية البريطانية الذين وقفوا الى جانبي".
وكان مصدر قضائي اردني طلب عدم كشف هويته صرح لوكالة فرانس برس ان "محكمة امن الدولة برأت اليوم ابو قتادة من تهمة التخطيط لتنفيذ هجمات ارهابية ضد سياح اثناء احتفالات الالفية في الاردن عام 2000، لعدم قيام الدليل القانوني المقنع وامرت بالافراج عنه فورا ما لم يكن موقوفا او محكوما بقضية اخرى".
وقال المصدر ان "محكمة امن الدولة برأت اليوم ابو قتادة من تهمة التخطيط لتنفيذ هجمات ارهابية ضد سياح اثناء احتفالات الالفية في الاردن عام 2000، لعدم قيام الدليل القانوني المقنع وامرت بالافراج عنه فورا ما لم يكن موقوفا او محكوما بقضية اخرى".
واوضح المصدر ان المحكمة رأت انه "لم يرد في ملف هذه القضية أية بينة تربط المتهم بالتهمة المسندة اليه"، مشيرا الى ان "الاحكام الجزائية تبنى على الجزم واليقين وليس على الشك والتخمين".
وتابع "اذا ما شاب الدليل الاحتمال فسد به الاستدلال مما يستوجب معه اعلان براءة المتهم لعدم قيام الدليل القانوني المقنع".
وعند اعلان الحكم بكى ابو قتادة فيما عبر 12 من افراد عائلته حضروا جلسة المحاكمة عن فرحتهم وبدأوا بالتكبير والتصفيق.
وقال شقيقه ابو عمر لوكالة فرانس برس "نشكر الله على قرار البراءة الذي كنا نتوقعه".
وقال حسين مبيضين محامي ابو قتادة لوكالة فرانس برس "الحمد لله على هذا القرار الذي يعد سبق وانجاز للقضاء الاردني وخاصة انهم عملوا بنص اتفاقية المساعدة القانونية مع بريطانيا".
والاتفاق الذي وقعه الاردن مع بريطانيا ينص على الضمانات اللازمة لمنع استخدام ادلة تم الحصول عليها تحت التعذيب ضده.
وكان القضاء الاردني اسقط في 26 من حزيران/يونيو الماضي التهمة الاولى والمتعلقة بالمؤامرة للقيام بعمل ارهابي ضد المدرسة الاميركية في عمان في نهاية 1998 لنقص الادلة.
وكان ابو قتادة نفى في اولى جلسات محاكمته امام محكمة امن الدولة في الاردن تهم الارهاب الموجهة اليه في قضيتين.
وكان حكم غيابيا على ابو قتادة بالاعدام عام 1999 بتهمة التآمر لتنفيذ هجمات ارهابية من بينها هجوم على المدرسة الاميركية في عمان، لكن تم تخفيف الحكم مباشرة الى السجن مدى الحياة مع الاشغال الشاقة.
كما حكم عليه غيابيا في العام 2000 بالسجن 15 عاما اثر ادانته بالتخطيط لتنفيذ هجمات ارهابية ضد سياح اثناء احتفالات الالفية في الاردن.
وابو قتادة المولود في 1960 في بيت لحم، وصل في 1993 الى بريطانيا لطلب اللجوء وتم ترحيله منها الصيف الماضي الى الاردن اثر مصادقة البلدين على اتفاق يهدف الى تاكيد عدم استخدام اي ادلة يتم الحصول عليها تحت التعذيب ضده خلال اي محاكمة في المملكة.
وكان ابو قتادة الذي قام طوال السنوات الاخيرة بمساع امام القضاء البريطاني والقضاء الاوروبي لمنع تسليمه الى الاردن، اعلن عن طريق محاميه موافقته على العودة الى بلده بعد ابرام الاتفاقية التي تضمن محاكمته بشكل عادل.
ومنذ العام 2002، اعتقل ابو قتادة في بريطانيا بموجب قانون مكافحة الارهاب وبقي مسجونا او خارج السجن بكفالة وتحت رقابة مشددة مذاك استنادا الى معلومات استخبارية اكدت انه زعيم روحي لمجندي القاعدة الجدد.
لكنه لم يحاكم لاي جريمة في بريطانيا.
وبدأت بريطانيا الاجراءات الرسمية لترحيله في 2005 في معركة قضائية اكدت الحكومة انها كلفتها اكثر من 1.7 مليون جنيه (2.7 مليون دولار).
وأنتقد ابو قتادة الذي كان يوصف في الماضي بانه "سفير بن لادن في اوروبا" في السابع من الشهر الحالي اعدام الصحافيين الاميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف على يد تنظيم الدولة الاسلامية، مشيرا الى ان "داعش" هو "آلة قتل وهدم".
وقال في رده على اسئلة الصحافيين حول رأيه باعدام الصحافيين الاميركيين، ان "الصحافي كالرسول لا يقتل".