صرب البوسنة يستوحون مثال اسكتلندا رغم رفض المسلمين
Read this story in Englishيأمل صرب البوسنة الراغبون في الاستقلال ان يفوز المؤيدون لانفصال اسكتلندا عن المملكة المتحدة في الاستفتاء المرتقب، رغم رفض المسلمين الحريصين على صون وحدة الجمهورية اليوغوسلافية السابقة التي قادوها الى الاستقلال في 1992 بعد حرب خلفت مئة الف قتيل.
فبعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في اذار الماضي ومع دنو موعد الاستفتاء حول استقلال اسكتلندا، لم يكف رئيس الجمهورية الصربية ميلوراد دوديك عن التحدث عن انفصال هذا الكيان عن البوسنة.
وقال مؤخرا "اننا نراقب ما يجري في ايطاليا واسكتلندا او ايضا في كاتالونيا (اسبانيا). انها تجارب اساسية بالنسبة للجمهورية الصربية".
واضاف "أكان ذلك يغيظ احدا ام لا (...) سنستخدم افضل الامثلة عندما يحين الوقت" للتوجه نحو الاستقلال.
وقد كرس اتفاق السلام الموقع في دايتون بالولايات المتحدة ووضع حدا للحرب بين المجموعات الاتنية (1992-1995) انقسام البوسنة الى كيانين متساويين تقريبا من حيث المساحة، الجمهورية الصربية والاتحاد الكرواتي المسلم.
وهذان الكيانان يتمتعان بحكم ذاتي واسع ويرتبطان بحكومة مركزية ضعيفة.
والصرب الذين قاطعوا في 1991 الاستفتاء حول استقلال البوسنة، عندما فازت "النعم" بفضل اصوات المسلمين والكروات، لم يقبلوا في الواقع على الاطلاق الدولة الجديدة رغم الاستقلالية التي حصلوا عليها.
وقال ميلوس سولايا استاذ العلاقات الدولة في جامعة بانيا لوكا "ان تم تنظيم استفتاء غدا فان معظم الصرب سيؤيدون الاستقلال".
واوضح سولايا ان جمهورية صرب البوسنة "اصبحت تدريجيا كيانا سياسيا متينا يشعر معظم سكانه، الصرب، بالانتماء اليه".
ويرى ان اي انشقاق "ليس واقعيا جدا في هذا الوقت" لكنه اضاف ان جمهورية صرب البوسنة "هي بالفعل دولة تمتلك مواصفات مهمة كدولة".
وقبل اقل من شهر على موعد الانتخابات العامة في البوسنة في 12 تشرين الاول، يشكل الاستقلال موضوعا مفضلا لدوديك.
واعلن الجمعة اثناء تجمع انتخابي اثار حماسة انصاره "ان هدف سياستي هو ان نكون اقل فاقل كيانا واكثر فاكثر دولة".
وصاح شاب يدعى رانكو ستانويفيتش وسط الحشد "انه حامينا وسيقودنا الى الاستقلال".
من جهته اكد الممثل الاعلى للمجتمع الدولي في البوسنة فالنتين انزكو ان "سيادة البوسنة ووحدة اراضيها يكفلهما اتفاق دايتون للسلام والقانون الدولي" والتشكيك فيهما "ممارسة عديمة الجدوى".
لكن تصريحات دوديك تثير سخط المسلمين الذين تتمثل اكبر قوة سياسية لديهم بحزب العمل الديمقراطي.
واكد حزب العمل الديمقراطي في بيان "ان كان لا بد من التشكيك بامر ما فهو الكيان الذي يقوده (دوديك)".
ويعتبر المحلل السياسي دراغان ستافليانين ان ذلك مجرد "خطاب انتخابي" لكن ردود الفعل ستكون "اكثر حزما بكثير ان تحققت تهديدات الاستقلال".
وقال "اعتقد ان ذلك لن يمر بدون حرب جديدة في البوسنة" مضيفا ان نزاعا كهذا قد يجذب ايضا "متطرفين مسلمين" سيأتون كما حدث في تسعينات القرن الماضي لمساندة مسلمي البوسنة.
وعبر هجر الدين جلوك وهو مسلم من ساراييفو وقاتل في حرب البوسنة عن اسفه لان "السياسة الانفصاليية الصربية تشل عمل الدولة" واعتبر ان اي انقسام للبلاد سيحول مجموعته الى نوع من "+فلسطينيي البلقان+ لن تريدهم اوروبا".
ولفت مصدر دبلوماسي اوروبي في ساراييفو طلب عدم كشف هويته ان الوضع في البوسنة والمملكة المتحدة "مختلفان تماما" لان الاستفتاء في اسكتلندا المقرر في 18 ايلول ينظم ب"موافقة كلية" من الحكومة البريطانية.
واضاف هذا الدبلوماسي "ان فكرة اعادة رسم حدود البوسنة ليس فقط غير واقعي بل بالغ الخطورة".