إطلاق سراح المعارضة السودانية مريم الصادق المهدي
Read this story in Englishأفرجت السلطات السودانية الثلاثاء عن شخصية بارزة في حزب الامة المعارض اعتقلت الشهر الماضي بعد توقيع اتفاق تعاون بين حزبها ومجموعة تمرد.
وبعد ساعات من اطلاق سراحها بواسطة جهاز الامن والمخابرات تحدثت مريم المهدي للصحافيين قائلة "قالوا لي فقط اننا اتصلنا بحاملي سلاح وهذا امر غير مشروع وانهم لن يسمحوا لنا بالقيام بهذا".
وكتب احد قيادات الشباب في حزب الامة محمد حسن المهدي على صفحته على فيسبوك "اطلق سراح مريم الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الامة".
ولم يعط تفاصيل اضافية لكنه نشر صورة لمريم المهدي وهي تتحدث عبر الهاتف وتجتمع بشقيقاتها.
واكدت وكالة الانباء السودانية الرسمية (سونا ) نبأ اطلاق سراح مريم المهدي.
وفي ايار الماضي اعتقل جهاز الامن والمخابرات السوداني والد مريم، الصادق المهدي وزعيم حزب الامة وقضى شهرا رهن الاعتقال قبل ان يطلق سراحه.
وزاد اعتقاله من قلق الحكومات الغربية واثار لديها تساؤلات حول مدى التزام النظام السوداني "بالحوار الوطني" الذي يهدف لحل مشكلات البلد الذي يعاني الحروب والفقر.
واعتقل جهاز الامن والمخابرات مريم المهدي في 12 اب الماضي في مطار الخرطوم وهي عائدة من باريس حيث شاركت في محادثات بين حزبها و"الجبهة الثورية السودانية"، التحالف بين ثلاث حركات تقاتل الحكومة في اقليم دارفور غرب السودان منذ عام 2003 اضافة للحركة الشعبية التي تقاتل الحكومة في منطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق منذ عام 2011.
واضافت مريم "نحاول ان ناتي بكل السودانيين بمختلف رؤاهم لطاولة الحوار لايجاد حلول لمشكلات السودان".
وكان جهاز الامن والمخابرات اعتقل والد مريم الصادق المهدي في ايار الماضي وامضى شهرا رهن الاعتقال.
ووقع الصادق المهدي في باريس اتفاقا مع رئيس الجبهة الثورية السودانية مالك عقار للعمل سويا من اجل ايجاد حل لمشكلات السودان.
وجاء اتفاق المهدي للعمل سويا مع حاملي السلاح رغم عن ان حزب الامه يعتمد العمل السلمي لاحداث التغيير في السودان.
ودعا الرئيس السوداني عمر البشير الذي وصل للسلطة بانقلاب عسكري قبل خمسة وعشرين عاما باسناد من الاسلاميين اطاح بحكومة المهدي المنتخبة.
وفي كانون الثاني الماضي دعا لحوار سياسي يشمل حتى حاملي السلاح.
لكن مريم المهدي قالت "على المؤتمر الوطني الاعتراف بانه دفن حواره الوطني".
وحزب الامه واحد من الاحزاب الرئيسية التي استهدفها البشير بدعوته للحوار وشارك الحزب في الاجتماعات التمهيدية قبل ان ينسحب.
ووصف سفير الاتحاد الاوروبي بالخرطوم توماس اليوشيني اطلاق سراح مريم ب"التطور الكبير".
وطالب بيان سفير الاتحاد الاوروبي باطلاق سراح بقية المعتقلين السودانيين وعلى رأسهم زعيم حزب المؤتمر السوداني المعارض ابراهيم الشيخ المعتقل منذ ثلاثة اشهر.
وقال في البيان ان "الهدف من اطلاق سراح كل السجناء السياسيين هو خلق بيئة مواتية لاتخاذ تدابير وبناء الثقة بين جميع الأطراف السودانية لتحقيق المصالحة والسلام الدائم والتحول الديمقراطي والحماية لحقوق الإنسان في السودان".
ويشهد السودان ازمة سياسة واقتصادية خطيرة منذ استقلال جنوب السودان في تموز 2011 الذي كان ينتج ثلاثة ارباع النفط السوداني.
وفي السنوات الثلاث الماضية دارت مواجهات عنيفة بين حركات تمرد والجيش السوداني.
وينشط الصادق المهدي في السياسة السودانية منذ عام 1960 .