بوادر حياة شبه طبيعية تعود الى قطاع غزة
Read this story in Englishعادت بوادر حياة شبه طبيعية الى قطاع غزة حيث فتحت المحلات التجارية ابوابها وخرج الصيادون بقواربهم الى البحر بعد وقف اطلاق النار الدائم الذي تم التوصل اليه بعد خمسين يوما من حرب مدمرة يؤكد كل من الطرفين انتصاره فيها.
وامضى الفلسطينيون في قطاع غزة والاسرائيليون حوله ليلة هادئة بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ عند الساعة 19,00 مساء الثلاثاء (16,00 تغ) على اثر حرب ادت الى مقتل 2143 فلسطينيا معظمهم من المدنيين وحوالى 70 اسرائيليا معظمهم من العسكريين.
وفتحت المحال التجارية ابوابها بينما وقف عمال من بلدية غزة لتنظيف الشوارع وازالة الركام،وبدأت شركة الكهرباء باصلاح خطوط الكهرباء الرئيسية بين قطاع غزة واسرائيل التي دمرت خلال الحرب.
وقال ايهاب ابو جبل وهو في الثلاثينيات من عمره الذي عاد الى منزله في حي الشجاعية شرق غزة الذي دمرت اجزاء كبيرة منه بفعل القصف الاسرائيلي "املنا ان تستمر الهدنة.يكفينا حروب ولا يوجد شعب يتحمل الذي تحملناه بالحرب".
واكد ابو جبل ان الفلسطينيين حققوا "نصرا" موضحا "سيكون لنا ميناء ومطار ومعابر ويرفع الحصار ونعيش حياة كريمة". واعرب الرجل عن امله بفتح المعابر وادخال مواد البناء الى قطاع غزة ليتمكن اخوته من العمل.
ويتضمن الاتفاق، بحسب الوسيط المصري، فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل لإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثة ومستلزمات الاعمار والصيد البحري، وتخفيف للحصار الذي تفرضه اسرائيل منذ 2006 على القطاع الذي يضم 1,8 مليون نسمة.
واضاف"كل اخواني عاطلون عن العمل منذ سنتين نامل برفع الحصار ان تتوفر فرص عمل خاصة ان اخوتي يعملوا بقطاع البنا وتدخل مواد البناء والاعمار وانا متفائل ان الامور ستسير باتجاه الافضل والاحسن وان يرفع الحصار".
وبعد سيطرة حماس على غزة عام 2007، فرضت اسرائيل حصارا على غزة ومنعت دخول الاسمنت والحصى والحديد الى القطاع، خشية ان تستخدم لبناء انفاق تنطلق منها هجمات ضد اسرائيل.
وسيتم تأجيل النظر في قضيتي المطار والميناء وغيرها من القضايا.
وصباح الاربعاء، خرجت قوارب الصيد الى البحر المتوسط بعد ان سمحت اسرائيل بالصيد على مسافة ستة اميال بحرية.
وقال نزار عياش نقيب الصيادين في غزة "لا يوجد اي تغيير ولا يوجد اي جديد (...) هي نفس المسافة التي كان مسموح لنا ان نصيد بها قبل الحرب ولكنا تلقينا وعودا بانهم سيسمحون لنا بالصيد في مسافات اكبر من ستة اميال بحرية وصولا الى 12 ميلا بحريا".
واضاف "خلال الحرب لم يسمحوا لاي صياد بالنزول الى البحر حتى لمسافة مئة متر وكان الاسرائيليون يطلقون النار عليهم".
وبحسب عياش فانه "بعد حجم الضحايا والدمار يجب فك الحصار بشكل كامل حتى لا تتحكم بنا اسرائيل كل يوم".
واعتبر الصياد ابو احمد بصلة انه "لم يتم تحقيق اي شيء جديد على الارض. نحن غير متفائلين فالعدو عودنا على نقض وعوده".
واضاف "مقابل تضحياتنا يجب ان نحقق شيئا ما وان يسمح لنا بالصيد لمسافات اكبر من ستة اميال" بحرية.
من جهته، اكد جواد عياد (50 عاما) الذي عاد الى منزله بعد ان اخلاه ل38 يوما "كانت اياما صعبة عشناها مشردين (..) النصر من الله ونشعر باننا انتصرنا لاننا اصحاب حق".
واكد "نأمل ان تكون هذه الحرب هي الاخيرة. مررنا بايام صعبة ورغم الدمار فاننا انتصرنا".
وقد عمت الاحتفالات قطاع غزة المحاصر مساء الثلاثاء فور الاعلان عن التوصل الى الاتفاق الذي انهى الحرب.
وفي تمام الساعة 19,00 موعد البدء بوقف اطلاق النار نزل آلاف الفلسطينيين الى الشارع بينما صدحت التكبيرات من المساجد واطلقت العيارات النارية في الهواء فرحا.
وخلال العملية الاسرائيلية "الجرف الصامد" نزح حوالى 475 الف شخص وتضرر 55 الف منزل بينها 17 الفا و200 دمرت بشكل كامل او شبه كامل، حسب مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة.