تونسيون وليبيون يفرون من "كابوس ليبيا"
Read this story in Englishتسرع التونسية خديجة (34 سنة) الخطى وعلى كتفها رضيعها وبيدها حقيبة، فرارا من "كابوس ليبيا" عبر معبر رأس جدير الحدودي التونسي الذي يفتح السبت من حين لاخر بسبب الاشتباكات على الجانب الاخر من الحدود.
وقالت خديجة لفرانس برس في انتظار ان ينتهي زوجها من كشف جوازات السفر، اثناء فتح الحدود لبضع ساعات صباح السبت، "اخيرا اغادر كابوس ليبيا! افر من بلد منكوب بالنزاعات، لم يبق لي فيه مستقبل لعائلتي".
واضطرت خديجة القادمة من طرابلس كمئات الاخرين، الى الانتظار كامل الليل حتى فتحت تونس معبرها الرئيسي مع ليبيا بعد غلقه 24 ساعة اثر محاولة مئات اللاجئين اقتحامه عنوة.
وفتحت تونس السبت حدودها في معبر رأس جدير وسمحت بدخول خمسين سيارة مسجلة في ليبيا وعدد اقل من الراجلين الحاملين امتعتهم وقبل الظهر بقليل اغلقت تونس التي تعد ما بين خمسين الى ثمانين الف مواطن في ليبيا، المعبر مجددا.
وروى الليبي محمد بدري (54 سنة) الذي كان مع زوجته وابنيه الاثنين في سيارة رباعية الدفع، انه انتظر في الطابور 17 ساعة قبل التمكن من الدخول الى تونس.
وقال قبل ان يستبدل دولاراته بدنانير تونسية مع شبان تونسيين يعملون في صرف العملات في السوق السوداء تحت انظار شرطيين لا يحركون ساكنا ان "الاولوية بالنسبة لنا كانت مغادرة ليبيا والنجاة بارواحنا واختيار مكان اخر نقيم فيه في تونس، بعد ذلك سنرى ما نفعل".
اما الليبي عمر زدهي (27 سنة) الذي دخل تونس راجلا فانه قرر التوجه الى العاصمة التونسية في سيارة اجرة، في مرحلة اولى فرارا من انعدام الاستقرار في بلاده التي تسودها الفوضى بعد حرب اهلية دامية في 2011 قبل الاطاحة بالعقيد معمر القذافي.
وقال الشاب الذي كان يعمل في شركة سياحية "لن ابقى في تونس الا اسبوعا ثم سأذهب الى لندن، يؤسفني ان اقولها لكنه يستحيل العيش الان في ليبيا".
واكد الشاب ان الليبيين والتونسيين يتمكنون على الاقل من الفرار، في حين يبقى عالقا في الجانب الليبي من الحدود حوالى ستة الاف اجنبي معظمهم مصريون، ينتظرون العبور منذ ايام.
وانتهت حركة تمرد مئة منهم الجمعة بصدامات واطلاق خفر الحدود الليبيين النار ما ادى الى اغلاق المعبر الحدودي.
واوضح عمر لفرانس برس ان "المصريين محرومين من كل شيء، لا احد يعنى بهم، انهم يفترشون الارض في العراء بدون ماء ولا طعام" تحت شمس حارقة وسط حر شديد يفوق الاربعين درجة احيانا.
وقالت خديجة قبل ان يقاطعها زوجها "انا حزينة لان المصريين عالقين في ليبيا انهم حقا في وضع يرثى له يعامون معاملة سيئة جدا من السلطات، رأيت بعيني شرطيين ليبيين يضربون مصريين بالعصي".
وقال كمال وهو تونسي فار من ليبيا ايضا "ليس هناك انسانية ولا حقوق الانسان، ان المصريين يعاملون كالكلاب" داخل ليبيا.
وترفض تونس استقبال المواطنين غير الليبيين لا سيما الذين لا يستطيعون ان يثبتوا انهم سيغادرون اراضيها فورا.
وحذرت الحكومة التونسية من انها لن تتمكن من استقبال حشود العاملين الاجانب في ليبيا كما كان الحال في 2011 خلال الحرب الاهلية التي انتهت بسقوط العقيد معمر القذافي.
كذلك تخشى تونس من تسلل مقاتلين وتهريب الاسلحة.
وتشهد ليبيا منذ منتصف تموز مواجهات دامية بين عدة مليشيات في العاصمة طرابلس وبنغازي كبرى مدن الشرق، التي سقطت اكبر قواعدها العسكرية بين ايدي المقاتلين الاسلاميين.
وقال التونسي امير صدقاوي (38 سنة) "بين حر الطبيعة وايدي الشرطة الليبية القاسية واجراءات تونس الصارمة، حالة هؤلاء المصريين يرثى لها".
وبعيد ظهر السبت تمكن عشرات من المصريين يحملون امتعتهم، من عبور الحدود والصعود الى حافلة تقودهم الى مطار تونسي للعودة الى بلادهم.
وتعهد السفير المصري بتونس قبيل ذلك بان تقيم سلطات بلاده جسرا جويا لاعادة "الفين الى 2500 شخص" يوميا.