مقتل جميع ركاب الطائرة الجزائرية في مالي والعثور على صندوق اسود
Read this story in Englishقتل جميع ركاب طائرة مستاجرة من الخطوط الجوية الجزائرية تحطمت فجر الخميس في شمال مالي وعددهم 118 شخصا، وعثر الجمعة وسط حطام الطائرة، على احد الصندوقين الاسودين الذي يؤمل ان يساعد في تحديد اسباب سقوطها.
واعلنت السلطات الفرنسية الجمعة ان التحقيق في تحطم الطائرة سيشمل مسؤولين ومحققين من عدة دول معنية.
واجرى الرئيسان الفرنسي والمالي محادثة هاتفية صباح الجمعة واتفقوا، وبطلب من مالي، على "التعاون عن قرب" لمعرفة اسباب الحادث.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مؤتمر صحافي ان "التحقيق سيجري بالتعاون التام مع السلطات المالية والجزائرية والاسبانية وسلطات بوركينا فاسو". وتابع "لقد تقدم كل من لبنان، بوركينا فاسو، كندا، التشيلي، لوكسمبورغ ورومانيا، الدول التي فقدت مواطنين لها، بطلبات مساعدة. ونحن سنحترم ذلك طبعا".
وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اعلن في تصريح متلفز مقتضب "ليس هناك للاسف اي ناج".
واضاف انه "عثر على صندوق اسود نقله الى غاو في شمال مالي العسكريون الفرنسيون الذين تولوا تأمين المنطقة، موضحا ان كل الفرضيات قيد الدراسة لا سيما الاحوال الجوية لشرح اسباب الحادث.
ومن جهتها اعلنت مفوضية المحيط الهندي تأجيل عقد قمتها الرابعة التي كانت مقررة يوم السبت في موروني في جزر القمر. وقالت وزارة خارجية جزر القمر ان التأجيل هو عبارة عن خطوة تضامن مع "فرنسا، العضو في منظمتنا الاقليمية وشريكتنا المتميزة". ولم يحدد موعد آخر لعقد القمة.
وفي الجزائر قرر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام ابتداء من الجمعة وجاء في بيان الرئاسة الجزائرية "اثر الحادث الذي تعرضت له أمس الخميس رحلة شركة الخطوط الجوية الجزائرية الرابطة بين واغادوغو والجزائر(...)، قرر رئيس الجمهورية حدادا وطنيا لمدة ثلاثة أيام ابتداء من اليوم الجمعة".
واثر ذلك امر رئيس الوزراء عبد المالك سلال بتنكيس الاعلام فوق المؤسسات والهيئات الحكومية.
وقضى ستة جزائريين في حادث الطائرة المستاجرة من شركة سويفت اير الاسبانية، من بينهم طيار في الخطوط الجوية الجزائرية ورئيس مضيفين كانا في مهمة عمل في واغادوغو.
واكد عمار غول وزير النقل الجزائري في مؤتمر صحافي ان موقع تحطم الطائرة يقع على بعد 804 كم من باماكو، و324 كم من واغادوغو "ما يجعل الوصول اليه والعثور على الجثث صعب جدا".
وتنقل غول مع اعضاء من خلية الازمة الجمعة الى باماكو "من اجل المعاينة الميدانية لهذه الكارثة ومتابعة الملف عن قرب".
كذلك افادت مصادر رسمية في باماكو ووغادوغو ان رئيس بوركينا فاسو ورئيس مالي زاروا الجمعة موقع تحطم الطائرة.
ورصدت مروحية تابعة لجيش بوركينا فاسو حطام الطائرة مساء الخميس في منقطة غوسي، شمال مالي قرب الحدود مع بوركينا فاسو.
وسرعان ما اكدت الرئاسة الفرنسية هذا الخبر موضحة ان الطائرة تناثرت قطعا. وحلقت طائرة فرنسية بدون طيار قادمة من نيامي في النيجر فوق المنطقة ليل الخميس الجمعة.
واعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الجمعة ان 54 فرنسيا، بمن فيهم الاشخاص الذين يحملون جنسية مزدوجة ينتمون الى 21 اسرة، كانوا على متن الطائرة المنكوبة. وعلم في وقت لاحق ان عشرة من الضحايا الفرنسيين من اسرة واحدة.
واكدت فلور بيلوران وزيرة الدولة المكلفة شؤون الفرنسيين في الخارج في واغادوغو انه لم يكن هناك "اي شخص مشبوه" على متن الطائرة .
وقالت الوزيرة في ختام اجتماع لخلية الازمة التي انشئت في بوركينا فاسو "وفقا للتحقيقات التي اجريت مع سلطات بوركينا فاسو ولما نعرفه من الجانب الفرنسي لم يكن هناك اي شخص مشبوه بين المسافرين. لكن للتاكد علينا ان ننتظر بدء التحقيق على الارض".
واضافت "موقع سقوط الطائرة والصور التي شاهدانا صباحا في مركز الازمة تدفعنا الى الاعتقاد بان الحادث ناجم على الارجح عن عطل ميكانيكي مرتبط بسوء الاحوال الجوية".
واظهرت الصور التي التقطها في الموقع جنود محليون اجزاء من حطام الطائرة مبعثرة على عشرات الامتار. ولم تكن العناصر الاساسية للطائرة ظاهرة.
وكان الوزير الفرنسي المنتدب لشؤون النقل فريديريك كوفيلييه قال الجمعة "لقد استبعدنا منذ البداية احتمال تعرض الطائرة لصاروخ من الارض، هذا امر غير مرجح وحتى مستحيل" مذكرا بان "الاحوال الجوية كانت سيئة جدا".
وصرح لقناة فرانس 2 "لكن هل كان ذلك السبب الرئيسي ام كان خللا فنيا، ام الاثنين؟ يجب تحديد ذلك الان".
ومنطقة غاو منطقة خطرة ما زال المقاتلون الاسلاميون ينشطون فيها علاوة على عصابات مجرمين ومهربين ينشطون مستفيدين من امتداد المنطقة الصحراوية الشاسعة التي تصعب السيطرة عليها.
واستقر فيها الجنود الفرنسيون منذ بداية تدخلهم في كانون الثاني 2013 لطرد مجموعات المقاتلين الاسلاميين من شمال مالي الموالين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الذين احتلوا هذه المنطقة تسعة اشهر.
وعلاوة على الفرنسيين كان على الطائرة 23 بوركينابيا وبقية الركاب من عدة بلدان منها كندا ولبنان والجزائر، في حين تكون طاقم الطائرة التي استأجرتها الشركة الجزائرية من ستة اسبان.
وغادرت قافلة فرنسية من مئة جندي على متن ثلاثين آلية مدينة غاو الكبيرة في شمال مالي التي تبعد مئة كلم جنوب غوسي ووصلت الى مكان الحادث في وقت مبكر من صباح الجمعة.
واعلنت وزارة الدفاع الفرنسية ان مهمتهم تتمثل في "تامين المنطقة" وجمع العناصر المفيدة للتحقيق وكذلك جثث الركاب.
وقد اقلعت الطائرة من واغادوغو وعلى متنها 112 راكبا وطاقم اسباني من ستة افراد متوجهة الى الجزائر ليل الاربعاء الخميس واختفت من شاشات الرادارات بعد خمسين دقيقة على اقلاعها وفق الخطوط الجزائرية.
واعلنت الجمعية الدولية للنقل الجوي (ياتا) الجمعة انها "ستبذل كل ما في وسعها" لتحسين الامن الجوي الذي يظل اولوية بعد اسبوع اسود سقطت خلاله ثلاث طائرات ما اسفر عن مصرع 460 شخصا.
وقبل تحطم الطائرة التي اتسأجرتها الخطوط الجوية الجزائرية من شركة سويفت-اير تحطمت طائرة ماليزية في 17 تموز جراء اصابتها بصاروخ وسقطت في شرق اوكرانيا في منطقة يسيطر عليها الانفصاليون الموالون للروس، ما اسفر عن 298 قتيلا.
وتحطمت الاربعاء طائرة تايوانية لشركة ترانس-آسيا في جزيرة قبالة تايوان بعد محاولة هبوط فاشلة في احوال جوية رديئة جدا ما ادى الى مصرع 48 من 58 شخصا كانوا عليها.