تجدد النيران في منطقة فتري وسليمان: التجاذبات السياسة تؤجّل جميع الانجازات
Read this story in Englishتجددت النيران في أسفل جبل بلدة فتري وهناك تخوف من ان تمتد النيران الى بساتين زيتون قريبة.
وأقام الدفاع المدني بركة مياه اصطناعية في بير الهيت تقوم آلياته بتعبئتها باستمرار لتسهيل مهمة طوافات الجيش الذي كثف من طلعاته الجوية لاخماد الحريق في فتري الذي يتمدد الى وادي أدونيس.
وأفادت معلومات الدفاع المدني ان النيران التهمت الاشجار الحرجية ولا سيما الصنوبر والزيتون، على مساحة اكثر من مليون متر مربع في منطقة منحدرة من نهر ابراهيم الى قمة الجبل.
ويهدد هذا الحريق الذي اندلع كنذ اسبوع في البلدة التي تقع في قضاء جبيل بالوصول الى المنازل بعد ان قضى على حوالى 150 الف متر مربع من المساحات الحرجية، حسبما افاد رئيس بلدية فتري عماد ضو لوكالة فرانس برس.
وقال ضو في اتصال هاتفي "قضي على ثمانين في المئة من الاحراج في البلدة. البلدة كلها تحترق، من النهر والوادي حتى الجبل، ولا يوجد عدد كاف من عناصر فرق الاطفاء للاحاطة بالنار".
وتقع فتري على بعد 45 كلم من بيروت وتبلغ مساحتها حوالى 94 كلم مربع تمتد من مجرى نهر ابراهيم في واد اثري اقل من 500 متر صعودا حتى ارتفاع اكثر من 800 متر، معظمها احراج وغابات واراض زراعية. ويبلغ عدد سكانها حوالى 2250 شخص.
وقال عماد ضو ان سيارات الاطفاء تقف قرب المنازل التي تهدد النيران بالوصول اليها، مشيرا الى ان الاجهزة التي تشارك في عملية الاطفاء "عاجزة عن السيطرة عن الحريق".
واندلع الحريق قبل اسبوع، وكان ينحسر كلما تدخلت فرق الاطفاء ليعود ويندلع من جديد. وشاركت طوافات تابعة للجيش اللبناني وطائرة خاصة بعمليات الاطفاء تابعة للدفاع المدني في عمليات الاطفاء من دون نتيجة.
واوضح رئيس بلدية فتري ان عمليات الاطفاء صعبة "بسبب عدم وجود طرق تقود الى المساحات المشتعلة ووعورة المسالك، وخصوصا بسبب نقص الامكانات والعناصر".
واكد ان كل الاجهزة تبذل كل ما في وسعها "وليست مقصرة لكن الامكانات متواضعة"، مشيرا الى ان "الحريق قد يصل قريبا الى القرى المجاورة بسبب الهواء".
واوضح ان "المساحات المحترقة فيها اشجار عمرها مئة عام واكثر، اشجار صنوبر وسنديان وزيتون واشجار مختلفة".
ودب الهلع بين السكان الذين يحاولون حماية بيوتهم من امتداد النار بوسائل بدائية. ودفعت النداءات المتكررة التي توجه عبر وسائل الاعلام رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى التوجه الى البلدة التي غطتها سحب الدخان الكثيف.
واكّد رئيس الجمهورية ميشال سليمان من بلدة فتري التي توجّه اليها اثناء اشتعال النار فيها ووصولها الى مرحلة خطيرة بعد اسبوع من اشتعالها، ان نقص التخطيط من احد اهم اسباب تفاعل الحريق.
واشار في حديث لـLBC الى ان التجاذبات السياسة تؤجّل جميع الانجازات في لبنان، ومنها خسارة الثروة الخضراء .
واوضح سليمان ان لبنان بدأ يفقد الاخضر وعدم انشاء لجان تخطيط لمكافحة الحرائق متسائلا ًسليمان عن ذنب المواطنين الذين لا علاقة لهم بالسياسة.
واكّد عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب سيمون أبي رميا خلال زيارته موقع الحريق، أنه يتمّ التواصل الآن مع دول خارجية لتؤمن طيارات تنهي هذه الحرائق وتركيا أخذت قرارا بمساعدة لبنان.
وذكر "ان المواطن الذي يرى منزله يحترق يريد أن تعطيه الدولة يد المساعدة سريعاً".
واوضح أن الكارثة حلّت والدفاع المدني وأهالي المنطقة قاموا بعمل جبار على الصعيد البشري ولكن ما زال لدينا نقص على صعيد إطفاء الحرائق عبر الجو.