مقتل الفتى الفلسطيني يكشف الوجه البشع للمتطرفين الاسرائيليين
Read this story in Englishمع توقيف ستة يهود متطرفين متورطين في قتل الفتى الفلسطيني الذي خطف واحرق، بدأت اسرائيل تعي حقيقة الخطر المتمثل بتنامي ايديولوجيا عنيفة معادية للعرب تبثها مجموعات صغيرة على درجات متفاوتة من التنظيم.
وقالت صحيفة معاريف الاثنين في افتتاحيتها ان "جريمة قتل محمد ابو خضير المروعة تشكل كابوسا لجهاز الامن الداخلي الاسرائيلي (الشين بيت)، وهو سيناريو يتحول في اطاره الصراع الاسرائيلي-الفلسطيني الى اقتتال عرقي بين مجموعتين".
واعترف ثلاثة متطرفين يهود بقتل وحرق ابو خضير حيث اكد مصدر مطلع على الملف اشترط عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس "ان ثلاثة من اصل ستة مشتبه بهم اعترفوا بقتل وحرق محمد ابو خضير وقاموا باعادة تمثيل الجريمة".
وكان الفتى محمد (16 عاما) اختطف فجر الاربعاء ثم عثر على جثته وهي محروقة في وقت سابق من اليوم نفسه، الامر الذي ادى الى اندلاع مواجهات عنيفة بين فلسطينيين غاضبين والجيش الاسرائيلي في مختلف احياء مدينة القدس لاربعة ايام على التوالي.
واظهر تقرير التشريح الاولي وجود اثار دخان في رئتي الفتى ابو خضير، وهو امر يعزز فرضية حرقه وهو على قيد الحياة.
ووجهت وسائل الاعلام الاسرائيلية اصبع الاتهام الى مجموعتين اثنتين. الاولى هي المجموعة المعروفة باسم "العائلة" وتضم المشجعين اليمينيين المتطرفين لنادي بيتار القدس لكرة القدم المعروفين بممارساتهم العنصرية، ومنظمة "لاهافا" التي تنشط ضد الزواج المختلط خاصة بين العرب واليهود.
ويظهر نشاط هاتين المجموعتين على شبكات التواصل الاجتماعي خاصة، بعكس المتطرفين من سكان المستوطنات او المتشددين الدينيين الذين ينشطون في اطار مجموعات سرية مثل مجموعة "شبان التلال"التي تضم مستوطنين شبان متطرفين.
ويتخصص بعض هؤلاء المستوطنين بالهجمات المعادية للعرب التي يتم توقيعها بكتابة عبارة "تدفيع الثمن" بالعبرية في اماكن الهجوم.
ويدعي بعض هؤلاء الانتماء لحركة كاخ العنصرية المعادية للعرب والتي اسسها مئير كاهانا عام 1971 والتي حظرت في عام 1994 بعد ان قتل احد اتباعه باروخ غولدشتاين 29 مصليا فلسطينيا مسلما في الحرم الابراهيمي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
وطالب عدد من الوزراء ورؤساء سابقين لاجهزة الاستخبارات باعتبار منفذي هذه الاعتداءات "ارهابيين" وليس فقط اعضاء في "منظمات غير قانونية".
وبعد العثور على جثث ثلاثة اسرائيليين اختفت اثارهم في الضفة الغربية في 12 حزيران الماضي،اتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بصب الزيت على النار خلال جنازتهم عندما ادلى بتصريحات اعتبرت مشجعة للتطرف.
وبعد دقائق على تصريحات نتانياهو تجمع نحو 200 متطرف يهودي تلبية لنداء عبر الفيسبوك وتظاهروا في القدس مرددين شعارات تدعو بالموت للعرب. وبعدها بيوم تم العثور على جثة ابو خضير وهي محروقة في غابة.
وحاولت السلطات الاسرائيلية الحد من الحملات العنصرية على الشبكات الاجتماعية حيث هددت بملاحقة المسؤولين عن التحريض على الكراهية.
وقالت المعلقة سيما كدمون في صحيفة يديعوت احرونوت "لربما حدث شيء سيء لمجتمعنا، حيث استولت الكراهية والعنصرية والعنف والتطرف على حياتنا دون ان ننتبه لهذا المرض الخبيث".
ونظمت تظاهرات مضادة للعنصرية في مدن الخضيرة والقدس وتل ابيب ويافا بينما دعا حاخام كبير الى اعدام قتلة الفتى الفلسطيني.