انتخابات رئاسية في موريتانيا اليوم والرئيس عزيز الاوفر حظا للفوز فيها
Read this story in Englishبدأ الموريتانيون السبت التصويت في انتخابات رئاسية يبدو الرئيس محمد ولد عبد العزيز الاوفر حظا للفوز فيها في غياب ابرز معارضيه الذي دعوا الى مقاطعة الاقتراع، حسبما افاد مراسلون لوكالة فرانس برس.
وفي مدرسة تفرغ زينة حيث فتحت ثلاثة مراكز للاقتراع قال ابراهيم البالغ من العمر حوالى سبعين عاما ان موريتانيا التي واجهت حتى كانون الثاني/يناير 2010 "اعمال الجهاديين استعادت السلام". واضاف "انه امر اساسي واريد ان يستمر لان السلام لا غنى عنه".
اما لالا، الناخبة الشابة، فجاءت لتدلي بصوتها على الرغم من دعوة قسم من المعارضة الى مقاطعة الانتخابات. وقالت ان الاقتراع واجب "وعلى الجميع ان يأتوا للتصويت ولو وضعوا بطاقات بيضاء".
ودعي اكثر من 1,3 مليون ناخب مسجل الى التصويت بعد حملة استمرت اسبوعين هيمن عليها الرئيس المرشح الذي طغت صوره الكبيرة على الصور الصغيرة والنادرة لخصومه الاربعة.
ولدى توجهه الى الادلاء بصوته في العاصمة، اكد الرئيس عبد العزيز انه لا يخشى ارتفاع عدد الممتنعين "نظرا الى التزام الموريتانيين والتزام الذين ابدوا اهتمامهم باللقاءات" التي عقدها.
وبين المرشحين الاربعة سيدة هي مريم بنت مولاي ادريس (57 سنة) والناشط الحقوقي بيرام ولد الداه ولد اعبيد رئيس منظمة المبادرة من اجل احياء الكفاح ضد العبودية التي ما زالت تمارس رغم حظرها قانونيا منذ 1981.
والمرشحان الاخران فينتميان الى حزبين في المعارضة التي توصف "بالمعتدلة"، وهما بيجل ولد هميد رئيس حزب الوئام (سبعة نواب في الجمعية الوطنية)، والقيادي الزنجي إبراهيم مختار صار النائب والصحافي السابق ورئيس تحالف الديموقراطية والعدالة من اجل التجديد (نائبان معارضان).
وينتقد معارضو الرئيس المجتمعون في المنتدى الوطني للديموقراطية والوحدة الطابع "الديكتاتوري" لنظامه. وقد دعوا الى مقاطعة الانتخابات التي وصفوها بانها "مهزلة انتخابية" تنظم "من جانب واحد".
ويضم المنتدى الذي يعول على مقاطعة نسبة كبيرة من الناخبين للتصويت، 11 حزبا من تنسيقية المعارضة الديمقراطية وحزب تواصل الاسلامي (16 نائبا في الجمعية الوطنية) وشخصيات مستقلة ونقابات ومنظمات من المجتمع المدني.
وتولى الجنرال السابق عبد العزيز الحكم اثر انقلاب عسكري في 2008 ثم نظم انتخابات في 2009 فاز بها لولاية اولى تستمر خمس سنوات.
وتبدو موريتانيا اليوم واحة سلام في منطقة الساحل الصحراوي التي تهزها اضطرابات شديدة اثر ازمتي مالي وليبيا. وهي نتيجة قال الرئيس انها تمت بفضل "اعادة تنظيم قدرات الجيش وقوات الامن" بمساعدة تقنية من فرنسا القوة الاستعمارية السابقة.
وكان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ينشط كثيرا في موريتانيا حيث ارتكب عدة اعتداءات وعمليات خطف.
ولا يزال الرئيس الذي يتولى رئاسة الاتحاد الافريقي حتى 2015، مشاركا بجد في تسوية النزاع في مالي حيث نجح في 23 ايار/مايو في انتزاع اتفاق وقف اطلاق النار بين حركة تمرد الطوارق والجيش بعد استئناف مفاجئ لاعمال العنف في كيدال شمال شرق مالي.
الا انه اكد ان "العمل الذي قمنا به مؤخرا في مالي هو تحرك آني هدفه التوصل الى وقف لاطلاق النار. انه ليس حلا نهائيا للمشكلة ولم ادع يوما انني الوسيط في هذا النزاع".
وعلى الصعيد الاقتصادي سجلت موريتانيا البلد الصحراوي الذي يبلغ عدد سكانه 3,8 ملايين نسمة ويقع على المحيط الاطلسي نموا بلغت نسبته 6 بالمئة في 2013.
وقال عبد العزيز انه ساهم في خفض نسبة التضخم الى اقل من خمسة في المئة، في هذا البلد الغني بالحديد وتزخر مياهه بالسمك ويستغل النفط منذ 2006.
وتدفع هذه النجاحات في مكافحة المجموعات الاسلامية المسلحة وفي المجال الاقتصادي الرئيس وانصاره الى التأكيد على ان موريتانيا قامت منذ توليه الحكم "بخطوات عملاقة".
وقال محمد فال ولد عمير المحلل السياسي ومدير صحيفة لاتريبون ان "النقطة الاولى التي يعتبر فيها نجاح عبد العزيز لا جدال فيه هو فعلا امن واستقرار البلاد وابتعاد شبح الخطر الارهابي".
وتجري الانتخابات باشراف 700 مراقب بينهم مئتان جاؤوا من الخارج. ويقود وفد مراقبي الاتحاد الافريقي رئيس الوزراء التونسي السابق الباجي قائد السبسي.
وصوت حوالى 18 الف عسكري وشرطي ودركي الجمعة بهدوء، قبل يوم واحد من الاقتراع.