رسالة من الحريري الى دمشق تؤكّد التزامه بما تطلبه منه الرياض على صعيد التسوية
Read this story in Englishأكدت مصادر دبلوماسية عربية في بيروت ان التواصل السعودي السوري لم يتوقف، وأن الرئيس السوري بشار الأسد والأمير عبد العزيز بن عبدالله، تواصلا أكثر من مرة منذ سفر الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز الى الولايات المتحدة لتلقي العلاج.
وكشفت المصادر لصحيفة "السفير" أن القيادة السورية تلقت رسالة من رئيس الحكومة سعد الحريري يؤكد فيها التزامه بكل ما يتمّ التفاهم عليه بين الجانبين السعودي والسوري.
ورأت المصادر الدبلوماسية أن ذلك جاء بمثابة ردّ على بعض ما تّم تداوله مؤخراً، من أن الحريري لا يلتزم بما تطلبه منه الرياض على صعيد التسوية، وأنه قام بتحريض الأميركيين على الضغط على المملكة بدلاً من الضغط عليه أو على أية جهة لبنانية أخرى.
وتؤكّد المصادر الدبلوماسية العربية أن التقارير الواردة اليها، تشير الى أن الحوار لم يتوقف بين الحريري والمعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين الخليل، وأن الخليل تواصل بعد زيارة الحريري الى طهران وباريس مع الاخير، وأن الخطوط مفتوحة بصورة مستمرة بين الخليل ومدير مكتب رئيس الحكومة نادر الحريري.
وأوضحت المصادر أن مبدأ التسوية صار متفاهماً عليه محلياً وعربياً وأن بعض العواصم مثل باريس والدوحة وأنقرة تنخرط بشكل كامل في عملية المشاورات سواء لتذليل بعض العقبات الداخلية أم لأجل توفير مناخات في دوائر دولية بما يساعد على انجاز التسوية.
وذكرت المصادر أمثلة على وجود مناخات أميركية مع التسوية وضدها كما هو الحال في فرنسا وحتى في بعض العواصم العربية المعنية، فضلا عن وجود اتجاهات متعددة للتعامل مع التسوية لبنانياً.
واشارت المصادر الى انه "وربما حصل تواصل أيضاً بين الملك عبدالله والرئيس الأسد، حيث اتفقا على المضي في خيار تحصين الاستقرار اللبناني، بكل ما يقتضيه ذلك من عناصر تحفظ وحدة لبنان وأمنه واستقراره وعيشه المشترك".
واوضحت المصادر، إن نجل الملك السعودي سيزور دمشق لكن لا موعد نهائياً للزيارة، وإن بعض القيادات اللبنانية التي زارت دمشق في الساعات الأخيرة، عادت من هناك بأجواء متفائلة، وإن ثمة أياماً فاصلة ولا بد من انتظار ما يمكن أن يتمخض من اتصالات ومشاورات، من أجل تثبيت الايجابيات التي تم التوصل اليها حتى الآن.
وأشادت المصادر بمبادرة رئيس الجمهورية ميشال سليمان لإجراء مشاورات مع أطراف هيئة الحوار الوطني، وقالت "إن هذه المشاورات ستلاقي عملياً التسوية الآتية حتماً ولو تأخرت، خاصة أن الإخراج سيكون لبنانياً بالكامل".
وشددت المصادر على أن الجميع منخرط في التسوية ويعرف عناوينها وتبقى الترجمة التي تحتاج الى صياغات أخيرة، يصار بعدها الى تحديد التوقيت.