أوباما في وارسو يطمئن حلفاءه ويوجه رسالة قوية الى موسكو حول اوكرانيا
Read this story in Englishإقترح الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء في وارسو خطة امنية بقيمة مليار دولار لطمأنة حلفائه في اوروبا الشرقية القلقين من سلوك موسكو في اوكرانيا حيث كثف الجيش هجومه على الانفصاليين الموالين لروسيا.
وتنص "مبادرة طمأنة أوروبا" التي ينبغي ان تحظى بموافقة الكونغرس، على نشر قوات اميركية جديدة جوية وبرية وبحرية في اوروبا الشرقية. كما يفترض ان تساهم في بناء قدرات الدول غير الاعضاء في حلف شمال الاطلسي بما فيها اوكرانيا وجورجيا ومولدافيا بحيث تعمل مع الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين لبناء دفاعاتها.
في كلمة امام الصحافيين، دعا اوباما روسيا الى الضغط على الانفصاليين لوقف هجماتهم على القوات الحكومية في شرق اوكرانيا محذرا من ان اي "استفزازات" روسية اضافية في اوكرانيا يمكن ان تدفع الى زيادة العقوبات الاقتصادية على موسكو.
والى وارسو، وصل الرئيس الاوكراني المنتخب بيترو بوروشينكو حيث سيلتقي في اول زيارة له الى الخارج منذ انتخابه في 25 ايار، نظيره الاميركي حسب ما أعلنت السفارة الاوكرانية في بولندا.
ويشارك بوروشينكو مساء الثلاثاء في تسليم جائزة التضامن التي اسستها بولندا، للزعيم التاريخي لتتار القرم مصطفى جميليف في حفل يقام في قصر وارسو الملكي بحضور رؤساء دول وحكومات من اوروبا الوسطى والشرقية.
وسيعقد الرئيس الاوكراني الموالي للغرب لقاءات ثنائية مع نظيريه البولندي والنمساوي مساء الثلاثاء ثم مع اوباما ووزير الخارجية الاميركي جون كيري والرئيس الفرنسي هولاند الاربعاء وفقا للمتحدثة باسم السفارة الاوكرانية في وارسو يوليا بورودي.
واعلن الحلف الاطلسي الثلاثاء ان روسيا سحبت الجزء الاكبر من حوالى 40 الف جندي كانت حشدتهم قرب الحدود مع اوكرانيا وان القوة المتبقية تستعد للمغادرة.
في اوكرانيا كثف الجيش النظامي الثلاثاء هجومه على الانفصاليين حول معقل الموالين لروسيا في سلافيانسك ما ادى الى تبادل مكثف للنيران، وكذلك في منطقة لوغانسك، بحسب القادة الاوكرانيين.
وشهدت منطقة لوغانسك معارك عنيفة الاثنين فيما قام الطيران الاوكراني ب"تصفية" عدة ارهابيين بحسب الرئيس الاوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف.
والهجوم الذي اطلقته كييف منذ اكثر من شهرين اوقع اكثر من مئتي قتيل في صفوف المتمردين والقوات الاوكرانية والسكان المدنيين. وازداد عنف الهجوم في الايام الاخيرة فيما تكثف النشاط الدبلوماسي مع وصول الرئيس الاميركي الى بولندا.
ويشارك اوباما في الذكرى ال25 للانتخابات الديموقراطية الاولى في بولندا الدولة السابقة ضمن الكتلة السوفياتية. وترتدي هذه الاحتفالات طابعا خاصا على خلفية الازمة الاوكرانية.
وسيحضر ايضا الى وارسو الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند والالماني يواخيم غاوك بالاضافة الى العديد من القادة السياسيين من وسط وشرق اوروبا.
ومن المتوقع ايضا ان يصل في المساء الرئيس الاوكراني المنتخب بيترو بوروشنكو الذي سيقوم باول زيارة له الى الخارج منذ انتخابه في 25 ايار بتاييد 54% من الاصوات.
وفي اشارة الى الدعم القوي للحكومة الجديدة في اوكرانيا، سيلتقي اوباما بوروشنكو الاربعاء ويمكن ان يبحث معه في مساعدة عسكرية اميركية الى اوكرانيا.
وفي اشارة اخرى الى الدعم الغربي، اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس انه سيتوجه الى كييف لحضور مراسم تنصيب بوروشنكو.
واعلن مساعد وزبر الدفاع الاميركي ديريك شوليه خلال زيارة الى كييف الاثنين انه تباحث مع السلطات الاوكرانية حول تقديم "مساعدة بقيمة 18 مليون دولار بالاضافة الى تعاون على المدى الطويل من اجل تعزيز البنى الدفاعية الاوكرانية".
وستجري الاجتماعات على خلفية توتر سياسي وغداة معارك استخدمت فيها قذائف هاون وقاذفات صواريخ بين حرس الحدود وانفصاليين موالين لروسيا في لوغانسك (شرق).
وبعد المواجهات، نددت وزارة الخارجية الروسية ب"جريمة" ترتكبها السلطات في كييف "ضد شعبها".
من جهتها، اعلنت الولايات المتحدة الاثنين ان لديها "اثباتا" بان روسيا تواصل السماح بمرور "مقاتلين " و"اسلحة" الى شرق اوكرانيا.
وتنفي روسيا باستمرار هذه الاتهامات وتطالب في المقابل بان توقف كييف عمليتها العسكرية في شرق البلاد.
على صعيد الطاقة، امهلت روسيا اوكرانيا اسبوعا اضافيا عندما ارجات حتى التاسع من حزيران المهلة قبل بدء العمل بنظام الدفع المسبق للغاز تحت تهديد وقف التسليم مما يثير قلق اوروبا.
ولم يتم التوصل الى اي اتفاق الاثنين في بروكسل بين روسيا واوكرانيا حول سعر الغاز الذي تشتريه كييف وتسديدها لدين الغاز، الا ان المفاوضات تحقق تقدما ومن المقرر عقد اجتماع جديد في الايام المقبلة، حسبما اعلن المفوض الاوروبي لشؤون الطاقة غونتر اوتينغر.
على الصعيد الدبلوماسي، يتوقع ان يكون الاسبوع حافلا اذ سيشهد الاحتفال بالذكرى السبعين لانزال الحلفاء في النورماندي (غرب فرنسا) التي دعا اليها هولاند بوتين.
وسيجري رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في المناسبة محادثات على حدة مع بوتين "للتشديد على اهمية الحوار بين الحكومة الروسية والحكومة الاوكرانية الجديدة".