أعمال التنظيف تلي الفيضانات التي سببت اضرارا جسيمة في البلقان
Read this story in Englishيبذل الاف المسعفين مع تراجع منسوب المياه اليوم الجمعة جهودا جبارة لتنظيف الوحل والحطام بعد اسوأ فيضانات منذ قرن ضربت منطقة البلقان واوقعت 51 قتيلا وعشرات الاف المنكوبين.
وعلى الارض يستفيد عمال الانقاذ من احوال جوية معتدلة وتراجع منسوب مياه الانهر لتسريع اعمال التنظيف.
ويعود قسم من حوالى 150 الف شخص تم اجلاؤهم من البوسنة وصربيا خصوصا وكذلك في كرواتيا، الى منازلهم تدريجيا كما في باريتش في صربيا قرب اوبرينوفاتش.
وفي البوسنة حيث تراجعت المياه في مغلاي ودوبوي (شمال)، يعمل السكان ومئات المتطوعين على رفع الركام والحطام، بينما تقوم السلطات الصحية برش المبيدات في المدينتين.
لكن مصلحة الارصاد الجوية توقعت امطارا جديدة في نهاية الاسبوع ما يشكل خطرا على المناطق المتضررة بفعل انزلاقات التربة خصوصا.
واعلن ابراهيم حاجيمايلوفيتش العامل في الارصاد الجوية ان "الامطار لن تكون غزيرة، لكن الارض في هذه المناطق لم يعد بامكانها استيعاب قطرة ماء واحدة وهناك خطر كبير من اهتزازات جديدة للتربة".
وفي صربيا وحدها، ضربت الفيضانات نحو اربعين بلدة يبلغ عدد سكانها 1,6 مليون نسمة من اصل حوالى 7,1 مليون نسمة في البلد. وفي البوسنة، طاولت الفيضانات ربع ال3,8 ملايين نسمة ولا يزالون محرومين من مياه الشفة.
والاضرار التي لحقت بالبنى التحتية وخصوصا شبكات الطرق والطاقة، تمثل عبئا اضافيا على الاقتصادات الهشة اصلا في دول المنطقة.
واوضح رئيس الوزراء الصربي الكسندر فويتشيتش الذي قدر خسائر صربيا بمئات ملايين اليورو وفقا للتقديرات الاولى، ان نظام الطاقة في البلد تضرر بشكل كبير جدا.
وقال ان "منجم كولوبارا المفتوح الذي يزود محطة التوليد في اوبرينوفاتش تحول الى بحيرة كبيرة. وستتطلب عودة الانتاج اسابيع وحتى اشهرا".
وتوفر محطة اوبرينوفاتش لوحدها 50 بالمئة من الطاقة الكهربائية في صربيا.
واوضح رئيس البنك الاوروبي لاعادة الاعمار والتنمية سوما شاكرابارتي ان تقييما كاملا لحجم الخسائر قد يستمر "اشهرا عدة".
وقال "لن ننتظر الارقام النهائية لتقديم المساعدة"، موضحا انه "اعتبارا من الاسبوع المقبل، سنعقد اجتماعات لنقرر كيفية مساعدة صربيا في اسرع وقت".
وفي البوسنة، تضررت اكثر من مئة شركة. وقال رئيس غرفة التجارة الخارجية في البوسنة احمد ايغرليتس ان "بعض الشركات توقفت كليا عن الانتاج".
واضاف ان "النشاط الاقتصادي سيتراجع بنسبة 30 بالمئة في البلد ولا نملك حتى الان اي فكرة واضحة حول استنهاضه".
واوضح ان ذلك يتعلق بغالبية الشركات الاكثر فعالية في البلد التي كانت تصدر خصوصا الى سوق الاتحاد الاوروبي.
وقال ايضا ان "كبار المصدرين البوسنيين متواجدون في المناطق المتضررة من الفيضانات".
من جهتها، تقدر البوسنة خسائرها بنحو 70 مليون يورو.
من جهة اخرى، سيجتمع ممثلون عن وكالات نزع الالغام في البوسنة وكرواتيا وصربيا الجمعة في سبتشفا في كرواتيا لوضع خطة عمل وذلك نظرا الى ان العديد من حقول الالغام قد تكون جرفتها السيول وغيرت مكانها.
وبحسب ارقام رسمية، فان اكثر من 120 الف لغم في البوسنة فقط لا تزال موزعة على مساحة 2 بالمئة من اراضي هذا البلد منذ نهاية الحرب الطائفية في 1992-95.