بوتفليقة يعد بـ"دستور جديد" في اول يوم من حملة الانتخابات الرئاسة بالجزائر
Read this story in Englishوعد الرئيس الجزائري المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة الاحد في اول يوم من حملة انتخابات 17 نيسان/ابريل الرئاسية بـ"تغيير النظام الدستوري الجزائري لتوسيع الديموقراطية التشاركية"، بحسب مراسل وكالة فرنس برس.
وبدأ رئيس الوزراء السابق ومدير حملة بوتفليقة عبد المالك سلال الحملة الانتخابية بتجمع في ولاية ادرار (1500 كلم جنوب الجزائر) قبل ان يتوجه الى تمنراست على متن طائرة خاصة.
وقال امام حوالي الف شخص في قاعة المركز الثقافي بالمدينة الصحراوية انه "ابتداء من 2014 سيتغير النظام الدستوري الجزائري من اجل ديموقراطية تشاركية".
واضاف "سيشارك كل افراد الوطن في تسيير البلاد، كما سنوسع صلاحيات ممثلي الشعب.. والمعارضة ستصبح حقا دستوريا".
وامام غياب بوتفليقة (77 سنة) عن التجمعات الانتخابية بسبب المرض، فان ستة من قيادات الدولة والحزب الحاكم توزعوا في البلاد لتنشيط حملته الانتخابية.
وشارك الامين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني في تجمع في المدية على بعد 100 كيلومتر جنوب غرب الجزائر، بينما خاطب رئيس مجلس الامة وزعيم التجمع الوطني الديموقراطي عبد القادر بن صالح ناخبيه في وهران بغرب البلاد.
وينشط الوزيران عمارة بن يونس رئيس حزب الحركة الجزائرية الشعبية وعمار غول رئيس تجمع امل الجزائر، في تجمعين منفصلين في ولاية البويرة. اما مستشار الرئيس المعين حديثا عبد العزيز بلخادم فيتوجه الى قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري.
وفي رسالة الى الجزائريين نشرتها وكالة الانباء الجزائرية الحكومية السبت أكد الرئيس الجزائري ان مشاكله الصحية لا تعني عدم اهليته لولاية رئاسية رابعة.
وقال "ان الصعوبات الناجمة عن حالتي الصحية البدنية الراهنة لم تثنكم على ما يبدو عن الإصرار على تطويقي بثقتكم واراكم أبيتم إعفائي من أعباء تلك المسؤوليات الجلى التي قوضت ما قوضت من قدراتي".
واكد بلخادم في تصريح للاذاعة الجزائرية الاحد ان بوتفليقة "يحتاج الى مزيد من التاهيل الوظيفي ليستعيد قدرته على الحركة" لكن "قدرته على التحليل والنقاش وتسيير شؤون الدولة لم تتاثر ابدا".
واعتبر بلخادم ان مراجعة الدستور اصبحت "حتمية" مهما كان الرئيس الذي سيختاره الشعب في 17 نيسان/ابريل.
وقال "يجب أن تعزز (مراجعة الدستور) الفصل بين السلطات وتوازنها من خلال منح المزيد من الصلاحيات للمجلس الشعبي الوطني الذي يجب ان يعكس حكومة منبثقة من الأغلبية البرلمانية".
ومنذ اعلان ترشح بوتفليقة في 22 شباط/فبراير لولاية رابعة من خمس سنوات شهدت الجزائر تظاهرات احتجاجية على ترشحه بسبب مشاكله الصحية وشكوك حول قدرته على تولي ولاية رابعة.
وتبدو صحة بوتفليقة الذي يحكم الجزائر منذ 15 عاما، متراجعة منذ تعرضه لجلطة دماغية في نيسان/ابريل 2013 ودخوله مستشفى بباريس.
وينظم المرشحون الخمسة الاخرون مهرجانات انتخابية في مدن مختلفة، منهم المنافس الاول لبوتفليقة علي بن فليس الذي يبدأ حملته من معسكر بجنوب غرب البلاد لرمزيتها التاريخية فهي مدينة الامير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة.
ودعا بن فليس من جهته الى "بديل ديموقراطي" ووعد في حال فوزه بدستور جديد "لاعادة توازن السلطات".
وفي حديث الاحد لمجلة جون افريك قال بن فليس "علينا اولا معالجة تشرذم نظامنا السياسي. لقد وصل الى حدوده واوصل البلاد الى طريق مسدود وهدد استقرار الدولة وتماسك الامة. يجب ان يترك المجال لبديل ديموقراطي حقيقي".
وانتقد "عمل المؤسسات والوضع الاقتصادي والتفكك الاجتماعي والفساد المعمم".
وفي معسكر طالب رئيس الحكومة السابق المواطنين ب "حماية صناديق الاقتراع لان ذلك من حقهم"، بحسب وكالة الانباء الجزائرية.
وقال " لن نقبل التزوير ولن نسمح به" مشيرا الى ان الحكومة "تحولت الى لجنة مساندة للرئيس المترشح".
وانتقلت المرأة الوحيدة في السباق الرئاسي لويزة حنون الى عنابة باقصى شرق البلاد، حيث عاشت جزءا من حياتها وحيث بدأت نضالها النقابي.
كما ان عنابة تعد قطبا صناعيا بالجزائر بوجود مصنع الحديد والصلب لارسيلور ميتال الذي يشغل ستة الاف عامل وهو وعاء انتخابي مهم بالنسبة لزعيمة حزب العمال.
وتدوم الحملة الانتخابية 22 يوما وتنتهي في 13 نيسان/ابريل يجوب خلالها المرشحون وممثلوهم ارجاء البلاد الواسعة (2,2 مليون كيلومتر مربع) كما تجري الحملة عبر وسائل فضائيات انشئت لهذا الموعد مثل قناة "وئام" و"الرئيس" بالنسبة لبوتفليقة و"الامل" بالنسبة لبن فليس.
وفي هذه الاثناء تجري حملة اخرى للمقاطعين للانتخابات بقيادة احزاب اسلامية وعلمانية تعتبر موعد 17 نيسان/ابريل "بلا جدوى".
وقررت هذه الاحزاب المقاطعة بمجرد اعلان بوتفليقة ترشحه لولاية رابعة لانه بذلك "اكد ان النتائج محسومة مسبقا لصالحه" كما اكد المقاطعون ومنهم الحركات الاسلامية، مجتمع السلم والنهضة وجبهة العدالة والتنمية، وكذلك الحزبان العلمانيان التجمع من اجل الثقافة والديموقراطية وجيل جديد بالاضافة الى مرشح الانتخابات المنسحب احمد بن بيتور.
واكد رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري ان الائتلاف "لا يكتفي فقط بالمقاطعة ولكن يحمل مشروعا بديلا لفشل النظام الحالي".