القرم تطلب رسميا الإنضمام لروسيا و إجراء استفتاء ...اوكرانيا تتخذ اجراءاتها بحل البرلمان والاتحاد الاوروبي يتحضر لفرض عقوبات على موسكو

بدأ البرلمان الاوكراني اجراء لحل البرلمان المحلي في شبه جزيرة جمهورية القرم، التي طلب برلمانها الذي يهيمن عليه التيار الموالي لروسيا الخميس من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بضم هذه الجمهورية الى روسيا و تنظيم استفتاء في 16 اذار حول مصير شبه الجزيرة الاوكرانية.

وقال الرئيس الانتقالي اولكسندر تورشينوف اليوم الخميس ، ان "البرلمان في كييف سيبدأ الاجراء لحل" برلمان القرم الذي طلب ضم شبه الجزيرة الاوكرانية الى روسيا ، واعلن عن تنظيم استفتاء في 16 اذار للموافقة عليه.

واليوم تم اطلاع بوتين بطلب برلمان القرم ، كما اعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف.

ونقلت وكالة انباء ريا نوفوستي عن بسكوف ، ان مجلس الامن الروسي عقد اجتماعا غير متوقع لبحث الوضع في أوكرانيا وخصوصا طلب برلمان القرم، من دون مزيد من التفصيل حول مضمون المناقشات.

ويضم مجلس الامن الروسي رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف ، ورئيس هيئة الامن الفدرالية نيكولاي بوتنيكوف ، ورئيس الاستخبارات ميخايل فرادكوف ، ووزير الدفاع سيرغي تشويغو ، ورئيس ديوان الرئاسة سيرغي ايفانوف.

وسيكون على الناخبين الاختيار بين الانضمام الى الاتحاد الروسي او تعزيز الحكم الذاتي لشبه جزيرة القرم، كما قال النائب غريغوري لوف.

وكان برلمان القرم في السابق يعمل على تنظيم استفتاء حول الحكم الذاتي فقط في 30 اذار.

يشار الى أن المتحدرين من اصل روسي متواجدون باعداد كبيرة في القرم، شبه الجزيرة الواقعة في جنوب اوكرانيا، والتي كانت قسما من روسيا ومنحها الاتحاد السوفياتي عام 1954 لاوكرانيا. وفي العام 1992 نالت شبه الجزيرة وضع جمهورية تحظى بحكم ذاتي.

وإثر ذلك، وصف رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك قرار البرلمان بطلب الانضمام الى روسيا بانه "غير شرعي".

وقال في اعقاب لقاء دام حوالى ثلاث ساعات مع رؤساء الدول والحكومات الاوروبيين المجتمعين في بروكسل، ان الاستفتاء المزمع تنظيمه في القرم في 16 آذار "ليس له اي اساس قانوني".

وكان اتهم ياتسينيوك روسيا بتصعيد التوتر والقيام باعمال "استفزازية" في بلده.

وتساءل امام الصحافيين بعد لقاء مع رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز، "هل روسيا مستعدة لتسوية هذا النزاع واجراء مناقشة حقيقية حول طريقة احلال الاستقرار ام انها ستتحفظ على ذلك وتحاول زيادة التوتر كما فعلت في الساعات الاخيرة بعودتها الى تطويق القوات الاوكرانية؟".

وتحدث عن "اعمال استفزازية" روسية في القرم، موضحا انها ستكون "وضعا دراماتيكيا فعلا" اذا تأكدت.

وبعد اجتماعه في البرلمان توجه ياتسينيوك مباشرة الى مجلس اوروبا، حيث استقبله رئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي.

وأعلن رئيس الوزراء الاوكراني أيضا ان بلاده مستعدة "باسرع ما يمكن" لتوقيع اتفاق الشراكة مع الاتحاد الاوروبي الذي رفض توقيعه الرئيس فيكتور يانوكوفيتش في تشرين الثاني. وقال: "نحن مستعدون لتوقيعه باسرع ما يمكن".

وعليه، اعلن رئيس المجلس الاوروبي هرمان فان رومبوي الخميس ، ان الاتحاد الاوروبي سيوقع اتفاق شراكة مع كييف قبل انتخابات 25 ايار في اوكرانيا.

وقال فان رومبوي في ختام قمة اوروبية طارئة: "نحن نقف الى جانب اوكرانيا ونجدد الالتزام الاوروبي بتوقيع اتفاق شراكة". واضاف "سنوقع الشق السياسي من الاتفاق في وقت قريب جدا، قبل الانتخابات".

واردف: "قررنا وفق الاولوية اننا سنوقع الشق السياسي من الاتفاق في وقت قريب جدا. هذا يعني قبل الانتخابات في اوكرانيا في 25 ايار".

واشارت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الى ان ذلك يشكل "اشارة سياسية".

ويتعلق الامر بالمبادئ العامة للتعاون، والتعاون السياسي، والتعاون في مجال السياسة الخارجية والامن، كما اوضح رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو. واضاف "هذا سيثبت الشراكة السياسية بين الاتحاد الاوروبي واوكرانيا".

وذكر فان رومبوي بالالتزام الذي اعلنته الاربعاء المفوضية والمتعلق بتقديم مساعدة مالية كبيرة بقيمة 11 مليار يورو على الاقل لاوكرانيا التي تقف على شفير الافلاس.

وفي اشارة الى ان "الاولوية الفورية" هي "الاستقرار في القطاعات الاقتصادية"، قال فان رومبوي ان الاتحاد الاوروبي "سيعمل فورا" لكي "يتبنى اجراءات" في المجال التجاري بهدف افادة اوكرانيا من تسهيلات واردة في اتفاق التبادل الحر المرتبط باتفاق الشراكة. وهذا يعني بالدرجة الاولى خفض التعرفات الجمركية بما يسمح بوصول المنتجات الاوكرانية الى اسواق الاتحاد الاوروبي.

وذكر باروزو بان ذلك يمكن ان يؤمن مئات ملايين اليورو لاوكرانيا.

لكن ميركل اعتبرت ان الاوروبيين "يتعين عليهم بحث هذا الامر مجددا وربما ضمن مجموعة اتصال". واضافت "نريد تفادي تاثيرات سلبية على الصادرات الاوكرانية الى روسيا. ينبغي ان نكون حذرين حول هذه النقطة".

هذا، وقرر القادة الاوروبيون الخميس تعليق المفاوضات حول تأشيرات الدخول مع روسيا وهددوا بفرض عقوبات اضافية على موسكو ولا سيما اقتصادية اذا استمر الوضع في اوكرانيا في التدهور.

وأعلن هرمان فان رومبوي ان القادة الاوروبيين اتفقوا على استراتيجية تدريجية للعقوبات على ثلاث مراحل لارغام روسيا على "التفاوض" على مخرج للازمة في اوكرانيا.

وقال فان رومبوي في ختام اجتماع القمة الاوروبية، أن "الوضع في اوكرانيا يجب ان يبدأ عملية وقف التصعيد. اذا لم تقم روسيا بذلك فستكون هناك عواقب خطيرة على العلاقات بين الاتحاد الاوروبي وروسيا".

كما اعتبر الاتحاد الاوروبي قرار برلمان القرم المحلي طلب الحاق شبه الجزيرة الاوكرانية بروسيا وتنظيم استفتاء على هذا الانضمام بانه قرار "غير شرعي".

وقال فان رومبوي ان "هذا القرار الصادر عن برلمان القرم يخالف الدستور الاوكراني وبالتالي هو غير شرعي".

من جهته قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند انه "من المهم جدا" ان تتحدث الدول ال28 الاعضاء "بصوت واحد"، وذلك عقب الاجتماع الذي استقبل خلاله القادة الاوروبيون رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك.

واضاف هولاند ان موقف الاتحاد الاوروبي "يتيح اعطاء فرصة للحوار والتفاوض اي السلام".

اما بالنسبة للموقف الاميركي، فلقد حذرت الولايات المتحدة الخميس من ان تنظيم استفتاء في جمهورية القرم حول انضمامها الى روسيا دون مشاورات مع سلطات كييف، سيشكل انتهاكا للقانون الدولي.

وقال مسؤول اميركي كبير ان "الولايات المتحدة تعتبر ان اي قرار حول القرم يجب ان يتخذ من قبل حكومة كييف" مضيفا انه لا يمكن القبول "بوضع تكون فيه الحكومة الشرعية لبلاد ما مستبعدة من عملية اتخاذ القرار بشان بعض اجزاء هذا البلد. هذا انتهاك واضح للقانون الدولي".

ولفت المسؤول الى ان اوكرانيا "بلد له حدود مرسمة بشكل واضح وفي نهاية الامر فالاوكرانيون وحدهم من يختارون مستقبلهم السياسي".

وشدد على ان السلطات الاوكرانية المؤقتة يجب "ان تكون حاضرة" في اي مباحثات تجري.

كما اعلن رئيس الوزراء الاوكراني أيضا امام الحلف الاطلسي اثر لقاء مع اعلى لامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن في مقر الحلف في بروكسل، ان حكومته "لا تملك خيارا عسكريا"، داعيا روسيا الى "القيام بالخطوة الاولى الى الوراء".

وقال ياتسينيوك : "نحن مصممون على تسوية هذه الازمة سلميا".

وتابع: "لا يوجد خيار عسكري، لكن لنكن واضحين: على روسيا ان تقوم بالخطوة الاولى الى الوراء". وقال ايضا "هم الذين بداوا، ويتعين عليهم ان يتوقفوا".

وردا على سؤال حول طلب الانضمام الى الحلف الاطلسي، اجاب رئيس الوزراء الاوكراني "هذا ليس ضمن برنامجنا".

وفي نيسان 2008، في قمة بوخارست، اتفق قادة دول الحلف الاطلسي على ان اوكرانيا مؤهلة للانضمام للحلف، الامر الذي اثار موسكو بقوة.

لكن في 2010، رفضت الحكومة التي انتخبت لتوها برئاسة فيكتور يانوكوفيتش، الموالي للروس، هذا الهدف، من دون ان تتوقف مع ذلك عن التعاون مع الحلف الاطلسي.

ميدانيا، طردت الشرطة الاوكرانية صباح الخميس متظاهرين موالين لروسيا كانوا يحتلون مبنى الادارة المحلية في دونيتسك، المدينة الناطقة بالروسية في شرق البلاد، واوقفوا 75 شخصا في اثناء الهجوم على ما علم من مصدر في الشرطة.

بعد العملية واصل حوالى 100 متظاهر محاصرة المبنى الذي احتله منذ الاثنين معارضون للسلطات الجديدة المؤيدة لاوروبا في كييف مطالبين بالانضمام الى موسكو.

وكانت السلطات استعادة السيطرة على المبنى الاربعاء قبل تعرضها بعد ساعات لهجوم جديد من المتظاهرين تعذر عليها صده.

الى ذلك، اعلنت منظمة الامن والتعاون في اوروبا الخميس في فيينا ، ان المراقبين الذين ارسلوا الى اوكرانيا بطلب من السلطات الجديدة في كييف منعوا من دخول القرم.

وقالت متحدثة باسم المنظمة ، ان العسكريين غير المسلحين البالغ عددهم 40 شخصا ويمثلون 21 دولة من اعضاء المنظمة، ارغموا على العودة ادراجهم في اتجاه مدينة هيرسون حيث سيقررون كيفية متابعة مهتمهم.

واكدت المنظمة بذلك تصريحات ادلى بها مصدر غربي سابقا لوكالة فرانس برس.

وطالبت الولايات المتحدة الاثنين بارسال مراقبين "فورا". وفي المقابل عبرت روسيا، العضو في المنظمة ايضا، عن شكوكها، مذكرة بالمهمة السابقة لمنظمة الامن والتعاون في اوسيتيا الجنوبية التي لم تؤد بحسب قولها الى "تهدئة الوضع وانما الى تصعيده".

وقبل صدور التاكيد الرسمي من منظمة الامن والتعاون، اعتبر الوفد الاميركي لدى المنظمة الخميس ان عرقلة وصول المراقبين "امر غير مقبول".

وكانت كييف وجهت طلبا الى منظمة الامن والتعاون في اوروبا لارسال هذه البعثة من 5 الى 12 اذار.

وتندرج المهمة في اطار وثيقة فيينا التي تشجع خصوصا الدول الاعضاء في منظمة الامن والتعاون في اوروبا على دعوة دول اعضاء اخرين لمراقبة بعض الانشطة العسكرية ، وتنص ايضا على اجراء مشاورات وتعاون "في حال حصول انشطة عسكرية غير معتادة او تصاعد التوتر".

وأفاد مصدر دبلوماسي غربي في وقت سابق لوكالة "فرانس برس"، أن مسلحين منعوا مراقبي منظمة الأمن والتعاون الأوروبية الـ40، والذين جاؤوا إلى أوكرانيا بطلب من النظام الجديد، من الدخول إلى القرم.

وأوضح المصدر أن المراقبين محتجزون، إلا أنهم "لن يعودوا أدراجهم". وتابع أن "مجموعتين من المسلحين المتمرسين منعوا المراقبين من دخول القرم"، مشيراً إلى أنهم محتجزون منذ الساعة 13:00 بالتوقيت المحلي (11:00 ت غ) فوق جسر على الطريق المؤدي إلى تلك المنطقة الجنوبية في أوكرانيا والواقعة تحت سيطرة القوات الروسية بحكم الامر الواقع منذ 28 شباط الماضي.