بوتفليقة سيترشح للانتخابات الرئاسية الجزائرية بـ17 ابريل
Read this story in Englishتقدم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة السبت للترشح لولاية رئاسية رابعة في الانتخابات المقررة في 17 نيسان، رغم عدم شفائه التام من المرض بعد اصابته بجلطة دماغيةابعدته عن الجزائريين الذين لا يخاطبهم سوى عبر البيانات.
واعلنت رئاسة الجمهورية الجزائرية ان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة اودع لدى وزارة الداخلية طلب ترشحه وسحب وثائق جمع التوقيعات للانتخابات الرئاسية المقررة في 17 نيسان، بحسب التلفزيون الجزائري الرسمي السبت.
ومنذ نقله للعلاج في فرنسا في 27 نيسان 2013 تعالت اصوات المعارضة للمطالبة باعلان شغور منصب رئيس الجمهورية باعتبار ان بوتفليقة لم يعد قادرا على القيام بمهامه، وهو ما تنص عليه المادة 88 من الدستور.
وتسبب غياب الرئيس الذي عاد الى الجزائر بعد 80 يوما من العلاج في المستشفى العسكري فال دوغراس ثم مؤسسة انفاليد المتخصصة، في صراع في المؤسسة العسكرية دفع ثمنه قادة مهمين في المخابرات.
واضطر بوتفليقة للتدخل ببيان رئاسي قبل خمسة ايام لوضع حد لهذا الصراع في هرم السلطة وندد بما وصفه بانه "عملية مدروسة" لضرب استقرار الجيش والمخابرات والرئاسة، قبل شهرين من الانتخابات الرئاسية.
وبعدها اصدر بوتفليقة تعليمات عبر بيان رئاسي ايضا يدعو فيه الحكومة الى تنظيم انتخابات رئاسية نزيهة "لا يرقى الشك إلى مصداقيتها"، في مسعى منه لطمأنة المعارضة المتخوفة من احتمال تدخل الجيش لصالحه كما فعل خلال الولايات الثلاث السابقة.
وبخلاف المرات السابقة لم يعلن بوتفليقة ترشحه بصفة مباشرة وانما كلف رئيس الوزراء الذي هو في نفس الوقت رئيس اللجنة الحكومية لتحضير الانتخابات، باعلان ترشحه على هامش "ندوة افريقية حول الاقتصاد الاخضر" في وهران غرب الجزائر.
وقال سلال ان "الرئيس بصحة جيدة ولديه كل القدرات العقلية والرؤيا الضرورية لتحمل هذه المسؤولية"، بحسب وكالة الانباء الجزائرية.
واضاف "ان الرئيس اعطى كل شيئ للجزائر وسيواصل العطاء (...) وانه من الضروري اخذ بعين الاعتبار مصلحة البلد والاستقرار والتنمية".
واوضح سلال ان الرئيس لن يقوم بحملة انتخابية فهو" ليس ملزما بفعل كل شيء و ان اعضاء لجان المساندة يمكنها التكفل بالعملية".
وانتقد رئيس الحكومة الاسبق ومرشح الانتخابات الرئاسية المقبلة علي بن فليس اعلان سلال لترشح بوتفليقة، كما جاء في بيان لحملته الانتخابية.
وقال متحدث باسم حملته الانتخابية، حمزة عبيد "من المدهش ان يتم هذا الاعلان من طرف رئيس اللجنة الوطنية لتحضير الانتخابات الذي يفترض ان لا ينحاز لاي طرف".
وكان سلال مديرا للحملة الانتخابية لبوتفليقة في 2004 و2009 وعين رئيسا للوزراء في 4 ايلول 2012 خلفا لاحمد اويحيى.
وكان اخر خطاب القاه بوتفليقة بصفة مباشرة امام الجزائريين في ايار 2012 دعا فيه الجزائريين للمشاركة بكثافة في الانتخابات التشريعية التي جرت اسبوعا بعد ذلك.
وجاء في خطابه ما اوحى للمحللين انه لن يستمر في السلطة، خاصة عندما قال "لقد انتهى عهد جيلي وعلينا تسليم المشعل للشباب" في وقت كانت الدولة المجاورة تونس تشهد ما سمي ب "الربيع العربي".
ومنذ ذلك الوقت لم يسمع صوت بوتفليقة، ويكتفي التلفزيون الحكومي ببث صور له مع شخصيات يتم استقبالها او اثناء رئاسته لمجلس الوزراء.
ويحكم بوتفليقة الذي سيحتفل بعيد ميلاده ال77 في 2 اذار، الجزائر منذ 1999 واعيد انتخابه مرتين في 2004 و2009.
وكان الدستور الجزائري ينص على تحديد عدد الولايات الرئاسية باثنتين فقط، لكن بوتفليقة عدل الدستور في 2008 ليتمكن من الترشح لولاية ثالثة في 2009.
وكان الحزب الحاكم وحزب بوتفليقة جبهة التحرير الوطني ومعه حليفه في البرلمان والحكومة التجمع الوطني الديموقراطي واحزاب اخرى عدة اعلنت دعمها لاستمرار الرئيس في الحكم "ضمانا للاستقرار ولاتمام المشاريع الاقتصادية".
وعلى كل مرشح جمع 600 توقيع من الاعضاء المنتخبين في البرلمان والمجالس المحلية او جمع 60 الف توقيع من المواطنين المسجلين في القوائم الانتخابية.
وينتهي موعد تقديم الترشيحات في الرابع من اذار على ان يفصل فيها المجلس الدستوري في مهلة اقصاها عشرة ايام بعد هذا التاريخ.
ووصل بوتفليقة الى السلطة في 1999 بفضل دعم الجيش وكذلك الامر بالنسبة لاعادة انتخابه في 2004 و2009 عندما حسم الجنرال توفيق (اسمه الحقيقي الفريق محمد مدين) الامر لصالحه ضد منافسه رئيس الحكومة الاسبق علي بن فليس، بحسب الصحف والمحللين.
وتبع هذه الانتخابات اقالة رئيس اركان الجيش الفريق محمد العماري لانه كان احد الداعمين لبن فليس، بحسب الصحف.
وجرت اخر انتخابات رئاسية في الجزائر في نيسان 2009 بمشاركة خمسة مترشحين وفاز بها بوتفليقة باكثر من 90% من الاصوات.