المساعدة للمنكوبين تتسارع بوصول الاميركيين الى الفيليبين

Read this story in English W460

تسارعت عمليات اغاثة المنكوبين اليائسين في الفيليبين الجمعة مع وصول وسائل هائلة للجيش الاميركي بعد اسبوع على مرور الاعصار هايان في وسط هذا البلد حيث ما زالت جثث عالقة تحت انقاض مدن مدمرة فيه.

وبينما يسود التباس حول عدد الضحايا الذي يقدر بآلاف القتلى، رست حاملة الطائرات جورج واشنطن التي تقل خمسة آلاف بحار، وسبع سفن اخرى ترافقها قبالة سواحل الجزر الاكثر تضررا.

ونقل الاسطول الصغير الذي يملك خصوصا 21 مروحية، معدات طبية وخبرة ينتظرها بفارغ الصبر الناجون الجائعون بعد مرور هايان الذي يعد واحدا من اقوى الاعاصير التي ضربت الارض، ورافقته رياح قوتها اكثر من 300 كلم في الساعة وامواج بلغ ارتفاعها خمسة امتار.

ويقوم الاميركيون صباح اليوم الجمعة بتفريغ المساعدة الانسانية في مطار تاكلوبان احدى المدن الاكثر تضررا بالاعصار في جزيرة لييتي التي يحاول مئات من سكانها النكوبين المحرومين من كل شئ الرحيل منها جوا.

من جهة اخرى، اعلنت القوات الاميركية للمحيط الهادئ مساء الخميس عن نشر الف جندي من مشاة البحرية (المارينز) في الفيليبين للمساهمة في عمليات المساعدة العاجلة.

وقالت قوات المارينز للمحيط الهادئ ان حوالى 900 عسكري من الوحدة الحادية والثلاثين للمارينز سيصلون على متن السفينتين البرمائيتين للبحرية الاميركية جرمان تاون واشلاند اللتين ستصلان، خلال حوالى ستة ايام.

وسيلتحق مئة من جنود المارينز من الوحدة نفسها بهؤلاء جوا.

ويفترض ان تنقل السفن معدات ثقيلة للورشات وحفارات وشاحنات مزودة بقلابات وقاطرات الى جانب آليات مجنزرة يمكنها ان تعمل على الارض والمياه ومولدات للكهرباء وخزانات لمياه الشرب.

وستقلع ثماني طائرات من طراز ام-في 22 اوسبري الى مطار مانيلا الدولي في الايام المقبلة، مما سيضاعف عدد الطائرات المتوفرة في المنطقة.

وفي طوكيو، اعلنت اليابان زيادة مساعدتها الى الفيليبين ثلاثة اضعاف لتصل الى ثلاثين مليون دولار وتستعد لارسال الف جندي للمشاركة في عمليات الانقاذ.

وكانت طوكيو اعلنت عن تقديم عشرة ملايين دولار الى الفيليبين. لكن وزارة الخارجية اليابانية قالت اليوم انها ستقدم مساعدة اضافية قدرها 20 مليون دولار.

واوضحت ان القيمة الاجمالية للمساعدة اليابانية ستبلغ بذلك 52 مليون دولار اذا تم احتساب عشرين مليونا قدمت الى صندوق خفض الفقر في البنك الآسيوي للتنمية ومليونين سلمت الى منظمات غير حكومية يابانية لمساعدة الفيليبين.

من جهتها، اعلنت صحيفة صينية رسمية ان بكين انه على الصين ارسال سفن حربية الى الفيليبين لتقديم مساعدة افضل الى المنكوبين وتطويق نفوذ الولايات المتحدة واليابان.

وكتبت صحيفة فوبال تايمز في افتتاحية ان "ارسال سفن حربية في هذه الظروف سيأتي بنية حسنة، واذا عارضت مانيلا ذلك فسيكون بسبب ضيق افقها".

وتحدثت منظمات العمل الانساني عن صعوبات كبيرة لوجستية بدون وسائل نقل او كهرباء. لكن يفترض ان تساهم هذه العمليات في تسريع وصول المساعدات الذي اعترفت الامم المتحدة ببطئها.

وقالت ميرلي ارانيتا (28 عاما) "سمعت ان طائرات اميركية وصلت، ساحاول الذهاب الى المطار". واضافت "لم اتناول طعاما سوى مرتين خلال خمسة ايام وشربت من مياه الامطار التي جمعتها في آنية من البلاستيك. اشعر بتعب كبير".

وبعد اسبوع على مرور العاصفة، ما زال تحديد عدد الضحايا صعبا.

فبعد ان تحدثت عن احتمال مقتل عشرة آلاف شخص في هذا الاعصار، اعلنت الامم المتحدة الجمعة ان هايان اسفر عن مقتل 4460 شخصا على الاقل.

وردا على سؤال عن مصدر هذه الحصيلة، قالت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة اورلا فاغان ان الامم المتحدة تلقتها الاربعاء من الوحدة العملانية الاقليمية في المجلس الوطني لادارة الكوارث الطبيعية.

واعلن المجلس الوطني لادارة الكوارث الطبيعية في الفيليبين ان الاعصار اسفر عن سقوط 3621 قتيلا. وقال الناطق باسم هذه الهيئة الحكومية رينالدو باليدو لفرانس برس ان 1140 شخصا مفقودون منذ مرور الاعصار الاسبوع الماضي.

وكان المتحدث باسم هذه الهيئة رينالدو باليدو اكد في حصيلة سابقة ان الحصيلة الرسمية لا تزال عند 2360 قتيلا، مشيرا الى ان الرقم الذي اعلنته الامم المتحدة انه "غير صحيح".

وكان الرئيس الفيليبيني بينينيو اكينو قال الثلاثاء ان الحصيلة النهائية لضحايا الاعصار يفترض ان تكون بحدود 2500 قتيل لا اكثر، وذلك بعد اعلان الامم المتحدة عن خشيتها من ان يصل عدد الضحايا الى عشرة الاف قتيل في مدينة تاكلوبان لوحدها، وهي عاصمة جزيرة ليتي واحدى اكثر مدن البلاد تضررا بالاعصار.

وفي تاكلوبان، قالت البلدية انها جمعت حتى الآن الفي جثة. وما زالت عشرات من هذه الجثث وضعت في اكياس سوداء على اطراف الطرق، بانتظار ان تجمعها شاحنات قليلة.

وتدل الروائح المنتشرة في المدينة على وجود جثث تحت اكوام الانقاض وتثير مخاوف من انتشار امراض.

ودفنت حوالى مئة جثة الخميس في حفر جماعية قبل ان تتوقف العملية بسبب عطلة في حفارة.

ووعدت دول عديدة ومنظمات غير حكومية ووكالات دولية بتقديم مساعدات مالية ومادية كبيرة بينما دعت الامم المتحدة الى جميع 301 مليون دولار (225 مليون يورو) لمساعدة المنكوبين.

واعلن البريطانيون ارسال اكبر سفينة في بحريتهم "اتش ام اس ايلوستريوس"، يفترض ان تصل بحلول 25 تشرين الثاني/نوفمبر.

ويفترض ان يعمل الاميركيون في تاكلوبان ومواقع اخرى مثل اورموك في لييتي وغويوان في جزيرة سامار التي دخل الاعصار منها.

ورحبت اللجنة الدولية للصليب الاحمر بالتدخل الاميركي. وقال الناطق باسم ادارتها الاقليمية باتريك فولر لوكالة فرانس برس ان العملية الاميركية "ستسمح باستقرار الوضع على الارجح".

لكنه اكد ان تعاونا بين منظمات العمل الانساني والجيش "امر حاسم".

واوضح فولر انه في مثل هذه الكوارث "يحتاج الامر الى اسبوعين على الاقل ليصبح كل شىء عملانيا"، مؤكدا "سنرى تحسنا حقيقا على الارض خلال اسبوع".

وعبر رئيس بلدية تاكلوبان الفريد روموالديز عن "امتنانه الكبير" للتدخل الاميركي.

لكن في الشوارع الوضع سىء.

واصطف عدد كبير من السكان امام البلدية لشحن هواتفهم النقالة او اجراءات اتصالات هاتفية مجانية من اجل الانتقال الى اقارب لهم يقيمون في جزر اخرى في الارخبيل.

التعليقات 0