25 قتيلا إثر قصف عنيف في درعا وأربع دول بمجلس الامن تسعى لإصدار بيان لادانة القمع في سوريا
Read this story in Englishأعلن دبلوماسيون في الامم المتحدة الاثنين أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال يروجون داخل مجلس الامن الدولي، لمشروع إدانة للقمع الدامي للتظاهرات في سوريا.
وأشار دبلوماسي طلب عدم كشف اسمه ،الى أن "مشروع الاعلان هذا يمكن أن يتم نشره على الملأ الثلاثاء، إذا ما توصل الاعضاء ال15 داخل مجلس الامن الى اتفاق بالاجماع".
وصرح هذا الدبلوماسي لوكالة "فرانس برس" أن "الاعلان المشترك يندد بالعنف ويوجه نداء الى ضبط النفس".
وأكد المبعوث الدولي أن "الدول الاربع تشيد أيضا بمبادرة الرئيس السوري بشار الاسد لرفع حال الطوارئ الذي كان ساريا منذ خمسين عاما في البلاد، كما تشير الى أهمية سوريا لاستقرار الشرق الاوسط".
واوضح دبلوماسي في الامم المتحدة، أن "وضع سوريا يختلف عن ليبيا التي طالب ممثلوها في المنظمة الدولية المنشقون عن النظام مجلس الامن الدولي بإدانة أعمال العنف في البلاد، وفرض عقوبات على الزعيم الليبي معمر القذافي وأركان نظامه".
وأضاف هذا الدبلوماسي: "يجب رؤية ماذا يرغب مجلس الامن بفعله في موضوع سوريا. لسنا أمام وضع مماثل لليبيا"، لافتا الى أنه "ثمة احتمال ضئيل بأن تبدي روسيا حماسة كبيرة للقيام بخطوات تصعيدية بحق بلد ذات سيادة".
ولفتت الاوساط الدبلوماسية، الى أن "الفارق الاخر مع الوضع الليبي هو أن الشعب لم يبادر الى حمل الاسلحة لمقاتلة النظام".
ويأتي موقف الدول المذكورة، دعما للدعوة التي أطلقها الجمعة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى إجراء تحقيق شفاف، بعد مقتل متظاهرين في سوريا خلال الاسابيع الماضية.
وكان 25 شخصا قتلوا إثر قصف عنيف في درعا "جنوب سوريا" التي اقتحمتها صباح اليوم الاثنين قوات الامن السورية مدعومة بالدبابات والمدرعات للقضاء على حركة الاحتجاج المناهضة للنظام المستمرة منذ ستة اسابيع، على ما أفاد ناشط لوكالة "فرانس برس".
وعليه، قال الناشط عينه، عبد الله ابا زيد لوكالة "فرانس برس"، أن "25 شهيدا على الاقل سقطوا اثر قصف كثيف شنته قوات الجيش على المدينة".
وذكر أن "قوات الجيش والامن اقتحمت المدينة بقوة عند الساعة الرابعة والربع من اليوم "الاثنين"، وقامت برش الرصاص بدون تهاون".
وأشار أبا زيد الى أن القوات السورية قامت بتثبيت رشاشات من عيار 500 على الدبابات، وأخذت تطلق النار عشوائيا على المنازل والاحياء".
هذا و صرح مصدر عسكري مسؤول أنه "استجابة لاستغاثات المواطنين والأهالي في درعا ومناشدتهم القوات المسلحة ضرورة التدخل ووضع حد لعمليات القتل والتخريب والترويع الذي تمارسه المجموعات الارهابية المتطرفة، قامت بعض وحدات الجيش بالدخول صباح اليوم الاثنين الواقع في 25/4/2011 إلى مدينة درعا لإعادة الهدوء والأمن والحياة الطبيعية إلى المواطنين".
وأفاد المصدر أن "وحدات من الجيش السوري تقوم الآن بمشاركة القوى الامنية بملاحقة هذه المجموعات"، لافتا الى أنها "تمكنت من إلقاء القبض على العديد منهم إضافة إلى مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر".
وذكر أن "المواجهة أسفرت عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى، في صفوف الجيش والقوى الأمنية"
وأضاف:"سقط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المجموعات الإرهابية المتطرفة".
وكانت مئات من عناصر أجهزة الامن السورية مدعومين بمدرعات، دخلت فجر الاثنين مدينة درعا حيث سمع إطلاق نار، على ما أفاد ناشط سياسي سوري وكالة "فرانس برس".
وقال الناشط عبد الله الحريري في اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس" ان مئات من عناصر قوى الامن تنتشر في درعا مدعومة بمدرعات ودبابات، مشيرا الى حصول "اطلاق نار عشوائي" في المدينة.
واوضح الحريري ان اطلاق النار مصدره قوى الامن التي تتقدم خلف المدرعات التي تحميهم، لافتا الى انقطاع التيار الكهربائي ومعظم خطوط الاتصالات في درعا.
وذكرت المعارضة عبر صفحات الفيسبوك أن القوات الخاصة والفرقة الرابعة اقتحمت مدينة النعيمة المجاورة لدرعا واتجهت الى مدينة درعا حيث انتشرت قوات الأمن وبدأت اطلاق نار بشكل عشوائي و كثيف بجميع الشوارع و المناطق حيث يتواجدون.
كما تم قطع الكهرباء وخطوط الهاتف والشبكات النقالة عن مدينة درعا بالكامل.
وذكرت صفحة شبكة فلاش سوريا على الفيسبوك أن أعداد الشهداء بالعشرات و الجرحى أكثر من أن يحصوا والجثامين تملأ الشوارع، وأضافت إن القوات المقتحمه لا تفرق بين أحد و تطلق النار على كل شئ يتحرك، كما منعت سيارات الإسعاف من التحرك والتوجه نحو الضحايا.
وقال أحد الشهود بحسب شبكة شام: هناك حوالي 3000 جندي يقتحمون البيوت و يصَوِبون النار على السكان "كنا نيام و لسنا في مظاهرة.. حسبنا الله و نعم الوكيل".
وكشفت المعلومات عن انتشار كثيف للجيش وقوات الأمن في وسط مدينة دوما.
وكانت حركة الاحتجاجات الاخيرة في سوريا انطلقت من درعا حيث قتل عشرات السوريين في عمليات قمع شديد لتظاهرات من قبل قوات الامن.
والاحد دفن آلاف من سكان درعا العديد من ضحايا القمع.
واثر عملية التشييع نظمت تظاهرة لم تشهد تدخلا لقوات الامن، بحسب ناشط. ورفع المتظاهرون العلم السوري ويافطات تدعو الى الغاء الفصل الثامن من الدستور الذي يكرس هيمنة حزب البعث عل الحياة السياسية، بحسب الناشط الذي طلب عدم كشف هويته.
واغلقت اغلب المتاجر ابوابها حدادا.
وقتل اربعة اشخاص واصيب العديدون بجروح الاحد بايدي قوات الامن في جبلة قرب اللاذقية شمال غرب سوريا، في حين نفذت قوات الامن في الايام الاخيرة حملة اعتقالات في صفوف النشاطين المعارضين لنظام الرئيس بشار الاسد.
وارتفعت بذلك حصيلة القتلى الى 352 قتيلا على الاقل منذ بداية حركة الاحتجاج في سوريا في 15 آذار/مارس، بحسب ارقام جمعتها وكالة فرانس برس