سرعة سيطرة جيش جنوب السودان على هجليج تثير القلق وتطرح تساؤلات
Read this story in Englishتطرح السهولة التي استولت بها قوات جنوب السودان على هجليج تساؤلات في السودان حيث تزيد من احتدام الازمة في هذا البلد مع اعلان برلمانه الاثنين حكومة جنوب السودان "عدوا" للخرطوم بسبب النزاع على هذه المنطقة التي تضم نصف الاحتياطي النفطي للبلاد.
فقد اصدر مجلس النواب السوداني الاثنين اعلانا جاء فيه "نعلن حكومة جنوب السودان عدوا للسودان وعلى مؤسسات الدولة السودانية معاملتها على هذا الاساس".
وبعد التصويت قال رئيس المجلس احمد ابراهيم الطاهر "نعلن اننا سنصادم الحركة الشعبية (الحزب الحاكم في جنوب السودان) الى ان ننهي حكمها للجنوب". واضاف الطاهر "سنعمل على لململة كل مواردنا لتحقيق هذا الهدف".
والثلاثاء الماضي سيطر جيش جنوب السودان على الحقل الرئيسي لانتاج النفط السوداني في منطقة هجليج التي تشهد قتالا يعد الاسوأ منذ ان اعلن الجنوبيون الانفصال عن السودان في يوليو 2011 بموجب اتفاق سلام وقع 2005 وانهى الحرب الاهلية الدامية بين شمال السودان وجنوبه التي استمرت من 1983 الي 2005.
اعتبر خبير دولي ان وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين هو المسؤول عن هذا الوضع. واوضح هذا الخبير الذي طلب عدم ذكر اسمه ان الوزير "ليس له اي عذر في عدم التمكن من حماية حقل نفط البلاد الرئيسي".
من جانبه قال الطيب زين العابدين مدير مركز الدراسات السياسية في جامعة الخرطوم "لقد سيطروا على المنطقة بسهولة شديدة" معتبرا ان الخرطوم لا تستطيع الزعم بانها اخذت على حين غرة نظرا لان جيش جنوب السودان سبق وان توغل في هذه المنطقة لفترة قصيرة في نهاية اذار الماضي.
وتعتبر السيطرة على هجليج امرا حيويا للاقتصاد السوداني الذي فقد بانفصال الجنوب 75% من انتاج النفط البالغ 480 الف برميل يوميا والذي كان يدر مليارات الدولارات للميزانية السودانية.
وقال والي جنوب كردفان التي تقع فيها منطقة هجليج احمد هارون "نتيجة للقتال توقف انتاج النفط نهائيا في هجليج" حيث تهدد المعارك وعمليات التخريب المحتملة المنشآت النفطية.
وقال هارون "حسب ما وصلنا من انباء فان الجنوبيين نصبوا دباباتهم حول المنشآت النفطية واذا قامت القوات السودانية بقصفها فانها ستدمر ايضا هذه المنشات".
وكان جنوب السودان اتهم من جانبه الاحد قوات الخرطوم بقصف منطقة هجليج وهو ما نفته الاخيرة محذرة جوبا من الاقدام على اي عمليات تخريب.
وحذر زيد العابدين من انه في حال تدمير المنشات النفطية في هجليج فان "السودان سيسعى الى الانتقام وربما تدمير الحقول النفطية للجنوب".
من جانبه اعتبر الخبير الدولي ان تدمير المنشات النفطية ليس في مصلحة اي من الطرفين معتبرا ان هذه الازمة الجديدة حتى وان لم تؤد الى الحرب التي يخشاها المجتمع الدولي "فان تاثيرها سيكون اكثر سلبية على الاقتصاد السوداني".
فمع انخفاض صادراته النفطية شهد السودان انهيارا لاحتياطيه النقدي ولعملته الصعبة وتضخما تجاوز ال20%.
وقال استاذ الاقتصاد في جامعة الخرطوم ان سعر الدولار في السوق السوداء ارتفع من 5,5 جنيه سوداني قبل احتلال هجليج الى 6,12 جنية اي اكثر من ضعف السعر الرسمي.
وحتى الان لا يبدو ان وزير الدفاع مهددا بفقد منصبه حيث انه من المقربين من الرئيس عمر البشير كما انه مطلوب مع البشير وهارون من قبل المحكمة الجنائية الدولية التي تتهم الثلاثة بارتكاب جرائم حرب في دارفور.
لكن زين العابدين يرى ان الجيش السوداني قد لا يتمكن من التصدي لجيش جنوب السودان. اذ ان القوات المسلحة السودانية تخوض منذ صيف 2011 معارك في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق الحدوديتين اضافة الى انتشارها في دارفور وفي منطقة ابيي الحدودية المتنازع عليها ايضا.