فنزويلا تتخذ تدابير صارمة في مواجهة انقطاع التيار الكهربائي
Read this story in Englishأعلنت الحكومة الفنزويلية الأحد عن تدابير صارمة للتصدي لأزمة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي التي تشلّ البلاد منذ أوائل اذار/مارس، وتسبب بتظاهرات احتجاجية جديدة.
وفيما نزل عدد كبير من الفنزويليين الى الشارع، متحدين قمع الشرطة ومجموعات مسلحة قريبة من الحكم للتعبير عن غضبهم بالضرب على أوان معدنية، أعلنت السلطات خطة لتقنين الكهرباء لمدة 30 يوما، وتعليق الدراسة في المدارس وخفض ساعات دوام العمل.
وقال الرئيس نيكولاس مادورو للتلفزيون الوطني، محاطا بوزرائه والقيادة العليا للقوات المسلحة، "لقد وافقت على خطة مدتها 30 يوما" سيتم خلالها تقنين الكهرباء لمحاولة ترشيد الانتاج والنقل والتوزيع والاستهلاك "مع حرص خاص على ضمان توزيع الماء".
واضاف ان انقطاع التيار سببه "هجمات ارهابية" في اطار "حرب كهربائية تهدف الى إصابة البلاد بالجنون". وتؤثر عمليات التخريب هذه، كما قال، على محطة غوري للطاقة الكهرومائية، التي تزود فنزويلا بـ 80٪ من الكهرباء.
إلا أن مادورو كشف أن عددا كبيرا من الفنزويليين لن يتمكنوا من الاستماع الى رسالته، لأنهم كانوا مرة جديدة من دون كهرباء مساء الأحد.
من جهة أخرى، أعلن وزير الاتصال خورخي رودريغيز، أن دوام العمل في المؤسسات الخاصة والادارات سينتهي في الساعة الثانية بعد الظهر. ولم يحدد فترة هذه التدابير.
وغرقت كراكاس و20 من اصل 23 ولاية فنزويلية، من جديد في الظلام مساء الجمعة، وبقي عدد كبير من المناطق من دون كهرباء. وكان انقطاع التيار شل البلاد من 7 الى 14 اذار/مارس، ثم من 25 الى 28 اذار/مارس.
- "كما في عصر الكهوف"-
وقالت شيكينكيرا برموديز، إحدى سكان لوس بويرتوس دو ألتاغراسيا القريبة من مدينة ماراكايبو النفطية، "منذ ست ليال كاملة نحن بلا كهرباء، نعيش كما لو أننا في عصر الكهوف".
وذكرت دانييلا بيريلا المقيمة ايضا في المدينة لوكالة فرانس برس، "لوجبة الافطار، أكلت حبوبا، للغداء خبزا وللعشاء خبزا". واضافت "لم يتبق لنا سوى خمسة عشر ليترا من الماء".
وعبر خواكين رودريغيز، المحامي (54 عاما) عن شكواه ايضا، بينما كان يضرب بقبضته على برميل ماء صغير، بالقول "ليس لدينا ماء، ليس لدينا كهرباء، ليس لدينا انترنت، ليس لدينا هاتف، نحن منقطعون عن العالم، وصلنا الى أسوأ وضع يمكن أن نتخيله".
وافاد شهود عيان أن مجموعات مدنية مسلحة قد قمعت بعض التجمعات العفوية.
وقالت إحدى أهالي منطقة كوتيزا الشعبية في كراكاس "ثمة قمع كبير يمارسه ال +كوليكتيفوس+ (مسلحون يتصدون للمعارضة)".
وقال المتظاهر الآخر برايان فارغاس ان "الكوليكتيفوس اعتدوا على والدي. ضربوه بأنبوب وأطلقوا النار عليه من مسافة قريبة. ولامست رصاصة رأسه. وكان الكوليكتيفوس الى جانب الشرطة". واضاف أن امرأة في الثامنة عشرة من العمر، أصيب في ساقها.
وكان المعارض خوان غوايدو الذي تعترف به حوالى خمسين دولة رئيسا بالوكالة، ومنها الولايات المتحدة، دعا السبت أنصاره إلى "تحويل السخط إلى تعبئة" لدى كل انقطاع للتيار الكهربائي.
وتعتبر المعارضة وخبراء القطاع، أن انقطاع التيار الكهربائي المتكرر ناجم عن نقص الاستثمار في البنية التحتية.
وقال ميغيل لارا الذي كان أحد المسؤولين في قطاع الكهرباء حتى 2004، "كنا نراه آتيا"، وعزا انقطاع التيار الى نقص على صعيد الصيانة والفساد.
وبالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي، تعاني فنزويلا من نقص خطير في مختلف القطاعات يعزوه مادورو إلى العقوبات المالية التي فرضتها واشنطن. وتقول الأمم المتحدة ان حوالى ربع الـسكان البالغ عددهم 30 مليون فنزويلي يحتاجون إلى مساعدة إنسانية "عاجلة".
ومع ذلك، تتهم المعارضة الحكومة بأنها مسؤولة عن الأزمة الاقتصادية الخطيرة التي أرغمت البلاد على خفض وارداتها بشكل كبير، بسبب نقص السيولة بعد انهيار إنتاج النفط (96 ٪ من إيرادات البلاد).