النواب الروس يؤيدون مشروع قانون لعزل الإنترنت
Read this story in Englishأيّد النواب الروس الثلاثاء مشروع قانون قد يؤدي إلى قطع الإنترنت في البلاد عن الخوادم في الخارج في تحرك يشير منتقدوه إلى أنه يشكل خطوة باتجاه تشديد الرقابة ولربما عزل الشبكة على غرار الوضع في كوريا الشمالية.
وصوت 334 من أعضاء مجلس النواب (الدوما) لصالح مشروع القانون في القراءة الأولى، بينما عارضه 47. وذكر العديد من النواب المنتمين للأحزاب التي تشكل أقلية في المجلس أن المشروع عالي التكلفة مشيرين إلى أنه لم يُصغ من قبل خبراء.
ويصر واضعو مشروع القانون أن على روسيا أن تضمن أمن شبكاتها بعدما كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن استراتيجية بلاده الجديدة المتعلقة بمجال الأمن المعلوماتي العام الماضي.
وجاء ذلك في أعقاب ما وصفها مسؤولون أميركيون بأنها موجة من الهجمات عبر الانترنت شنتها كل من روسيا وإيران وكوريا الشمالية والصين، محذرين من أنه سيتم الرد من الآن فصاعدا على أي تدخلات معادية هجوميا ودفاعيا.
وتؤكد الجهات التي تقف وراء مشروع القانون أن الهدف هو خلق "آلية دفاعية لضمان استقرار مهام شبكات الانترنت في روسيا على المدى الطويل" في حال اتخذت الولايات المتحدة أي تحرك إلكتروني لتهديدها.
ويقترح القانون إنشاء مركز "لضمان توجيه حركة الانترنت وضبطها" ويُلزم مزودي خدمات الانترنت بفرض "إجراءات تقنية للصمود أمام التهديدات المحدقة".
ويقتضي كذلك إجراء "تمارين" دورية لاختبار قدرة الإنترنت في روسيا على العمل بشكل منعزل.
وخلال جلسة البرلمان، لم يتمكن واضعو القانون من تقدير تكلفة ذلك على المدى البعيد أو تحديد التهديدات التي سيتمكن من صدها أو حتى كيفية عمله. لكنهم أكدوا أنه من الممكن إضافة آراء الخبراء في مشروع القانون لجلسة مناقشته الثانية.
ورفض أحد واضعي مشروع القانون جميع الانتقادات مشيرا إلى حجم التهديد المحتمل من واشنطن.
وقال أندريه لوغوفوي، وهو أحد المشتبه بهم الرئيسيين في عملية قتل معارض الكرملين ألكسندر ليتفينينكو في بريطانيا عام 2006، "هذه ليست حضانة!" مشيرا إلى أن الولايات المتحدة أغلقت "جميع المواقع الإلكترونية في سوريا" في الماضي.
ويشير معارضو مشروع القانون إلى أنه يعكس جهود السلطات المتواصلة للحد من الحريّات عبر الانترنت رغم الكلفة العالية لذلك.
وقال أندريه سولداتوف الذي شارك بتأليف كتاب عن تاريخ مراقبة الإنترنت في روسيا إن "هذا أمر خطير للغاية. إنه تحرك نحو عزل روسيا بشكل كامل (...) عن الإنترنت".