دعوة الى الوحدة الوطنية اثر الهجوم على متحف باردو في تونس
Read this story in Englishاطلقت دعوات الى الوحدة الوطنية الخميس في تونس التي لا تزال تحت وطاة صدمة الهجوم على متحف باردو الذي اسفر عن 19 قتيلا من بينهم 17 سائحا اجنبيا، وذلك على خلفية تهديد ارهابي متزايد.
ووجهت هذه الدعوات عبر الصحف والمجتمع المدني وايضا من قبل المجتمع المدني بعد هذا الاعتداء غير المسبوق منذ ثورة كانون الثاني 2011.
وكتبت صحيفة لابريس الناطقة بالفرنسية ان "مؤسسات الدولة والمجتمع المدني ووسائل الاعلام والمواطنين مدعوون الى التصرف كشخص واحد لوضع مصالح الوطن فوق أي اعتبارات سياسية، حزبية، خاصة أو ايديولوجية".
وتجمع مئات الاشخاص مساء الاربعاء في وسط تونس للتنديد بالهجوم وهتفوا خصوصا "تونس حرة والارهابيون الى الخارج".
ودعا الاتحاد العام للشغل اكبر نقابة في البلاد الى "تعبئة كل قوى الشعب وكل هيئات الدولة لاعلان الحرب على الارهاب". كما اعرب زعيم حزب النهضة راشد الغنوشي عن قناعته بان "الشعب التونسي سيقف متحدا ازاء الوحشية".
والهجوم على المتحف غير مسبوق في تونس منذ نيسان 2002 عندما شهدت البلاد هجوما انتحاريا على كنيس في جربا (جنوب) اسفر عن مقتل 14 المانيا وفرنسيين اثنين وخمسة تونسيين وتبناه تنظيم القاعدة.
كما انها المرة الاولى منذ ثورة كانون الثاني 2011 التي يستهدف فيها مدنيون في الوقت الذي تشكل فيه البلاد مثالا للاستقرار والانفتاح في العالم العربي خصوصا وان غالبية الدول التي شهدت ربيعا عربيا غرقت في الفوضى والقمع.
واشارت السلطات الى مقتل 19 شخصا من بينهم 17 سائحا الا ان بعض البلبلة كانت لا تزال سائدة حول جنسية هؤلاء صباح الخميس. فقد اعطت تونس وفرنسا وبولندا واليابان معلومات متناقضة حول عدد الرعايا الضحايا.
ويفترض ان تعطي وزارة الصحة معلومات اضافية خلال مؤتمر صحافي مقرر عند الساعة 10,00 تغ.
وافادت مصادر من الحماية المدنية انه تم العثور على سائحين اسبانيين سالمين صباح الخميس بعد ان كانا مختبئين في متحف باردو طوال الليل.
وقال احد ممثلي الحماية المدنية لوكالة فرانس برس امام المتحف ان عاملا في المتحف يدعى لسعد بوعلي "خبأ السائحين الاسبانيين في احد المكاتب"، موضحا ان الاشخاص الثلاثة نقلوا الى احد المستشفيات لاخضاعهم لفحوص روتينية.
واعلن رئيس الوزراء الحبيب الصيد ان منفذي الهجوم هما ياسين العبيدي وحاتم الخنشاوي. واشار المتحدث باسم وزارة الداخلية انهما "على الارجح" تونسيين.
وصرح الصيد لاذاعة ار تي ال الفرنسية "حددنا هويتيهما. انهما هذان الارهابيان. لكن ليس من الممكن القول في الوقت الحالي ما اذا كانا ينتميان الى هذه المنظمة الارهابية او تلك"، موضحا ان العبيدي معروف من اجهزة الشرطة.
وكان رئيس الوزراء اشار الاربعاء الى شريكين او ثلاثة لمنفذي الهجوم لكن لم يعط اي معلومات حول العمليات الجارية من اجل تحديد هويتهم.
ولم تشر الحكومة على الفور الى اي ثغرات امنية خصوصا وان المتحف مجاور لمبنى البرلمان. وقد وقع الهجوم خلال انعقاد جلسة لمسؤولين عسكريين والقضاء حول اصلاح قانون مكافحة الارهاب المقرر منذ اشهر لكن يتم ارجاؤه كل مرة.
ولم تعلن اي جهة تبنيها للهجوم الذي يستهدف احد ابرز المعالم السياحية في البلاد الا ان تونس تتصدى منذ اكثر من عامين ل"كتيبة عقبة بن نافع" المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب السلامي والمتحصنة منذ نهاية 2012 بجبل الشعانبي (اعلى قمة في تونس) على الحدود مع الجزائر.
وبحسب السلطات التونسية فان هذه المجموعة حاولت اقامة "أول امارة اسلامية في شمال افريقيا بتونس"، مشيرة من ناحية ثانية الى ان ما بين الفين وثلاثة آلاف تونسي انضموا الى صفوف مجموعات اسلامية متطرفة تقاتل في سوريا والعراق وليبيا، بينهم 500 عادوا الى تونس التي تعتبرهم أحد اكبر التهديدات لأمن البلاد.
ومؤخرا، هدد تونسيون يقاتلون في صفوف تنظيم "الدولة الاسلامية" في سوريا والعراق، بتنفيذ اعتداءات في تونس.
وبحسب هذا التنظيم فقد شارك تونسي في الاعتداء على فندق كورينثيا بالعاصمة الليبية الذي خلف تسعة قتلى في كانون الثاني. كما نفذ تونسي آخر اعتداء انتحاريا في بنغازي في شرق ليبيا.
يذكر انه في نيسان 2002 خلف اعتداء انتحاري على معبد يهودي في جزيرة جربة (جنوب شرق) 21 قتيلا هم 14 المانيا وخمسة تونسيين وفرنسيان، في هجوم تبنته يومها القاعدة.