آلاف الفلسطينيين يشيعون جثمان ابو عين وسط توتر شديد
Read this story in Englishشيع الاف الفلسطينيين الخميس مسؤول ملف الاستيطان لدى السلطة زياد ابو عين الذي قتل الاربعاء بعد تعرضه للضرب بايدي جنود اسرائيليين وسط توتر شديد بينما نشر الجيش الاسرائيلي تعزيزات في الضفة الغربية المحتلة لمواجهة اي تظاهرات.
وشارك مسؤولون فلسطينيون تقدمهم الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء رامي الحمد الله في مراسم تشييع رسمية في مقر الرئاسة في رام الله قبل ان تنتقل الجنازة الى مقبرة البيرة القريبة الملاصقة لمستوطنة اسرائيلية.
وهتف المشاركون في الجنازة " الانتقام.. الانتقام" عبر مكبرات الصوت.
واطلق مسلحون فلسطينيون النار بكثافة في الهواء خلال التشييع وهي مظاهر غابت منذ سنوات خلال الجنازات.
من جهته، اعلن الجيش الاسرائيلي انه نشر الخميس تعزيزات في الضفة الغربية لمواجهة اي تظاهرات.
وقالت متحدثة باسم الجيش لوكالة فرانس برس "تقرر نشر تعزيزات الخميس تضم كتيبتين من الجنود وسريتين من حرس الحدود في الضفة الغربية".
وتلت الجنازة حوادث وصفها الجيش الاسرائيلي بانها محدودة في بساغوت والنبي صالح وقلنديا والخليل، حيث رشق فلسطينيون الجيش الاسرائيلي بالحجارة، وتم تفريقهم من دون اصابات.
وكان عباس اعلن الاربعاء ان "كل الخيارات مفتوحة" بالنسبة لوقف التنسيق الامني مع اسرائيل ردا على مقتل ابو عين.
كما اعلن ايضا الحداد لثلاثة ايام، واغلقت المدارس والمحلات التجارية في رام الله ابوابها.
وحملت الحكومة الفلسطينية الخميس اسرائيل المسؤولية الكاملة عن مقتل ابو عين.
وقال المتحدث باسمها ايهاب بسيسو في مؤتمر صحافي مشترك مع مدير المعهد الطبي العدلي الفلسطيني صابر العالول "بعد الاستماع الى نتائج التشريح فان الحكومة الفلسطينية تحمل اسرائيل المسؤولية الكاملة عن قتل زياد ابو عين".
ومن جهته اكد العالول في تقرير نتائج التشريح ان ابو عين "تعرض الى الاصابة بقوة نوعا ما في مقدمة الوجه ادت الى كسر للاسنان الامامية وخلعها ودخولها الى التجويف الفموي".
وختم العالول تقريره مؤكدا ان "الوفاة ليست ناتجة عن حالة طبيعية، انما عن نقص في التغذية الدموية للقلب بسبب الازمة الداخلية للشريان التاجي".
وشارك طبيبان اردنيان في عملية التشريح بناء على طلب من الحمد الله.
بدوره، قال وزير الصحة الفلسطيني جواد عواد ان "الطبيب الاسرائيلي رفض التوقيع على تقرير التشريح بحجة عدم وجود نسخة باللغة العبرية".
وكان وزير الشؤون المدنية في السلطة حسين الشيخ قال لوكالة فرانس برس الخميس ان "سبب الاستشهاد هو تعرضه للضرب من جنود الاحتلال ولاطلاق قنابل الغاز الكثيف".
واوضح ان التشريح في مركز ابو ديس الطبي في الضفة الغربية كشف ان ابو عين قضى كذلك نتيجة "منع قوات الاحتلال من وصوله الى المستشفى في الوقت المناسب لتلقي العلاج".
وبحسب الشيخ، فان التشريح يشكل "دليلا دامغا على مسؤولية الاحتلال عن هذه الجريمة ويدحض اي رواية اخرى تحاول وسائل الاعلام الاسرائيلية ترويجها".
اما وزارة الصحة الاسرائيلية فاكدت في بيان ان ابو عين توفي نتيجة "انسداد الشريان التاجي اثر نزف دم تحت اللويحة التصلبية ويمكن أن التغيير في اللويحة قد تسبب عن ضغط نفسي".
وقالت الوزارة ان ابو عين كان يعانى من مرض في القلب.
وضرب جنود اسرائيليون ابو عين خلال تظاهرة بالقرب من رام الله في الضفة الغربية احتجاجا على مصادرة اراض فلسطينية لصالح الاستيطان.
واعترض حاجز للجيش الاسرائيلي المتظاهرين وقام بعض الجنود بدفع ابو عين بعنف. وتظهر الصور تدافعا وبلبلة بينما يبدو في تسجيل فيديو ان قنبلة مسيلة للدموع انفجرت عند قدمي ابو عين الذي بدا بعدها وهو يتنفس بصعوبة كبيرة قبل ان يهوي ارضا بعد بضع دقائق ممسكا بصدره.
ومن المقرر ان يعلن المسؤولون الفلسطينيون قرارهم حول كيفية الرد مساء الجمعة بحسب تصريحات مسؤول الاربعاء.
ووجه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنامين نتانياهو رسالة عبر احد مستشاريه الى عباس "شدد على ضرورة التهدئة والتعقل".
وصرح نائب وزير الخارجية الاسرائيلي تساحي هنغبي للاذاعة العامة "لقد اعربنا عن الاسف للوفاة. لكن وبعد مراجعة كل تسجيلات الفيديو يتبين ان ايا من الجنود الاسرائيليين لم ينتهك الاجراءات الروتينية المتبعة خلال اعمال الشغب".
واثار مقتل ابو عين موضوع مواصلة التعاون الامني للسلطة الفلسطينية مع اسرائيل في الضفة الغربية، وهو موضوع رئيسي يعارضه كثير من الفلسطينيين.
وقد تكون عواقب وقف التعاون وخيمة. فقد اشير الى انه اجاز افشال عدة هجمات ضد اسرائيل وكذلك ضد السلطة الفلسطينية، التي هددت عدة مرات بقطعه من دون تنفيذ ذلك.
وكان وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون اعرب مساء الاربعاء في بيان عن اسفه لمقتل ابو عين قائلا "قوات الجيش الاسرائيلي تحقق في الحادث الذي توفي فيه زياد ابو عين .. وناسف لوفاته".
وياتي مقتل ابو عين وسط توتر شديد، حيث قتل حوالى 20 فلسطينيا بيد الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية منذ حزيران بحسب تعداد لفرانس برس.
كما تشهد القدس الشرقية المحتلة منذ الصيف تصعيدا للعنف والهجمات التي اسفرت عن مقتل 18 شخصا على الاقل من فلسطينيين واسرائيليين.
وتتضاءل فرص استئناف الجهود الدبلوماسية لحل الازمة، وبدت اكثر صعوبة مع الاعلان مؤخرا عن انتخابات تشريعية مبكرة في اسرائيل في اذار.
كما تجد اسرائيل نفسها تحت ضغوط دولية متزايدة فيما تواصل السلطة الفلسطينية جهودها لدى مجلس الامن الدولي على امل حصول تصويت قبل الميلاد حول قرار يحدد مهلة للاحتلال الاسرائيلي.
وتواجه اسرائيل سلسلة مبادرات برلمانية في اوروبا تؤيد الاعتراف بدولة فلسطين وتعكس نفاد الصبر المتزايد لدى المجتمع الدولي. فبعد ايام على تصويت الجمعية الوطنية، صوت مجلس الشيوخ الفرنسي بفارق طفيف، الخميس على قرار غير ملزم يطالب باعتراف فرنسا بدولة فلسطينية واستئناف المفاوضات الاسرائيلية-الفلسطينية "على الفور".