تظاهرة مؤيدة لبوتين تغطي على تظاهرة القوميين المتشددين

Read this story in English W460

غطت تظاهرة "وطنية" نظمتها السلطات تاييدا للرئيس فلاديمير بوتين وسياسته في اوكرانيا على التظاهرة السنوية التقليدية للقوميين المتشددين المعارضة عادة لبوتين في موسكو الثلاثاء.

وسار نحو 75 الف شخص وفق الشرطة في الشارع الرئيسي في موسكو وهم يهتفون "نثق ببوتين"، حاملين أعلاما روسية وشرائط القديس جورج، رمزا لتأييد الانفصاليين المقربين من روسيا في شرق اوكرانيا.

ويشهد 4 تشرين الثاني كل سنة تظاهرات ومسيرات في كبرى مدن البلاد بمناسبة يوم الوحدة الوطنية، وهو يوم اجازة في روسيا احتفالا بطرد القوات البولندية المحتلة من الكرملين في 1612.

وقالت الاوكرانية ماروسيا نيكولايفنا (59 عاما) القادمة من منطقة دونيتسك شرق اوكرانيا مع اصدقاء من القرم التي ضمتها روسيا في اذار، "اليوم هو عيد بطلي ومخلص شعبي، انه عيد بوتين الذي وحد الشعوب".

وقال فلاديمير (70 عاما) "جئت لاني اؤيد سياسة بوتين، ولست وحدي. لم أر من قبل مثل هذه الاعداد الضخمة".

وعلى المنصة تحدث ممثلو ابرز القوى السياسية ومنهم حزب "روسيا الموحدة" الحاكم والشيوعيون وحتى قوميون متشددون، تعبيرا عن تاييدهم لبوتين وللانفصاليين في شرق اوكرانيا الذين يقاتلون القوات الاوكرانية منذ ستة اشهر.

وقال سيرغي ميرونوف، زعيم حزب "روسيا العدالة" الموالي للكرملين "نحن متحدون مع اخوتنا في نوفوروسيا" في اشارة الى المناطق الاوكرانية الناطقة بالروسية.

وحجبت هذه التظاهرة "الوطنية" المسيرة السنوية التقليدية للمتشددين المعارضين باغلبهم لبوتين والذين لم يتمكنوا من جمع حشد كبير هذه السنة.

ولم تجمع "المسيرة الروسية" التي تشارك فيها كل سنة نحو خمسين مجموعة صغيرة قومية ويمينية متطرفة، سوى الفي شخص وفق الشرطة، بدلا من عشرة او عشرين الفا توقع المنظمون حضورهم.

وهذه المجموعة التي تجتمع عادة حول رفضها استقبال مهاجرين قادمين من الجمهوريات السوفياتية السابقة، انقسمت هذه السنة حول المسالة الاوكرانية.

وقال الكسندر ديومين، وهو من روستوف في القوزاق، "لماذا نختلف مع اوكرانيا حول القرم؟ هذا يكلفنا المال ولا يخدم في شىء".

وقال ديمتري دميوشكين زعيم حركة روسكي (الروس) القومية المتشددة انه يعارض "الحرب الاهلية في اوكرانيا" معتبرا ان هناك "شعبا روسيا واحدا خلافا لما تحاول الدولة اقناعنا به".

وندد كذلك بضغوط الكرملين لالغاء هذه المسيرة.

وجذبت مسيرة اخرى للقوميين تاييدا للناطقين بالروسية في اوكرانيا كذلك عددا اقل من "المسيرة الروسية". ولم يشارك فيها الزعيم الانفصالي ايغور سترلكوف الذي دعا الى تنظيمها.

وياخذ محللون ومعارضون للكرملين على فلاديمير بوتين تأجيج المشاعر القومية منذ بداية الازمة الاوكرانية لتبرير اسوأ مواجهة بين روسيا والغرب منذ نهاية الحرب الباردة.

ويقول فيدور كراتشينينيكوف رئيس معهد دراسات التنمية والحداثة "بات الحكم قادرا وحده على تعبئة الناخبين القوميين".

التعليقات 0