كيري يلتقي عباس في الاردن لانقاذ مباحثات السلام
Read this story in Englishالتقى وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاربعاء في عمان الرئيس الفلسطيني محمود عباس في محاولة جديدة لابقاء عملية السلام على سكتها، بعد بروز خلاف حول الافراج عن الدفعة الاخيرة من الاسرى الفلسطينيين.
وقطع كيري زيارته الى روما للتوجه الى العاصمة الاردنية "في محاولة لتضييق الفجوات" بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، على ما افادت المتحدثة باسمه جنيفر بساكي التي اوضحت انه سيجري حديثا هاتفيا مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو.
واجتمع كيري اولا بالعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بعيد الظهر قبل ان يلتقي مساء بالرئيس الفلسطيني محمود عباس العائد توا من القمة العربية في الكويت.
وقال مصدر فلسطيني لوكالة فرانس برس ان كيري الذي رافق اوباما في رحلته الى اوروبا، طلب من عباس ارسال كبير المفاوضين صائب عريقات الى روما للتباحث معه، الا ان عباس رفض ذلك.
وفي القدس تظاهر نحو خمسين شخصا من عائلات ضحايا الهجمات المناهضة لاسرائيل لاعلان رفضهم اطلاق سراح المزيد من المعتقلين الفلسطينيين.
وقال المتحدث باسم هذه العائلات مئير اندور امام منزل رئيس الحكومة ان "العدالة والقيم تأتي قبل السياسة. لا يمكن الوصول الى السلام على حساب دماء الضحايا".
وصرح وزير الاسرى الفلسطينيين عيسى قراقع لاذاعة صوت فلسطين الرسمية ان "ابو مازن صرح انه لن يناقش اي شيء حتى الافراج عن الدفعة الرابعة من الاسرى" المقرر في 29 اذار.
وكانت اسرائيل وافقت خلال استئناف المفاوضات في تموز 2013 على اطلاق سراح 104 اسرى فلسطينيين اعتقلوا قبل اتفاقات اوسلو للسلام عام 1993 مع تقدم محادثات السلام على اربع دفعات خلال تسعة اشهر. ووافقت اسرائيل على ذلك مقابل تعليق الفلسطينيين اي مساع لانضمام فلسطين الى منظمات دولية بما فيها الهيئات القانونية ذات الصلاحيات الدولية.
وفيما افرجت اسرائيل حتى الان عن 78 اسيرا في ثلاث دفعات، هددت حكومة نتانياهو انها قد تلغي الافراج عن الدفعة الرابعة نظرا الى تردي المناخ بين الطرفين مع اقتراب انتهاء مهلة المفاوضات في 29 نيسان.
وحصل عباس الذي اتهم اسرائيل بسوء النية على الدعم الكامل من القمة العربية الاربعاء في الكويت والتي اكدت الرفض "المطلق" للاعتراف باسرائيل دولة يهودية، وهو ما اشترطه نتانياهو للمضي قدما بالمفاوضات.
وقال الرئيس الفلسطيني "لسنا بحاجة إلى دوامة جديدة من الاتفاقات التي تدفنها إسرائيل بجملة من الاشتراطات والتحفظات والتفسيرات أو التأويلات قبل أن تقوم بالتنكر لما يترتب عليها من التزامات".
واعتبر ان "خير مثال على ما نقول هو موقف الحكومة الإسرائيلية التي تحاول التنصل الآن من تفاهم عقدته مع الإدارة الأميركية لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المعتقلين لديها قبل توقيع اتفاق أوسلو عام 1993".
وقضية الاسرى ليست الوحيدة التي تهدد مصير مفاوضات السلام فضغط اسرائيل على الولايات المتحدة لاطلاق سراح الجاسوس الاسرائيلي جوناثان بولارد والاستمرار في بناء المستوطنات يعقدان الموقف كذلك.
وعرضت الولايات المتحدة على اسرائيل الافراج عن الجاسوس الاسرائيلي المسجون لديها سعيا لانقاذ المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية المتعثرة، بحسب ما افادت اذاعة الجيش الاسرائيلي الاربعاء.
وكان جوناثان بولارد الخبير السابق في البحرية الاميركية اعتقل في الولايات المتحدة عام 1985 بعد ان نقل الى اسرائيل الالاف من الوثائق السرية عن انشطة اجهزة الاستخبارات الاميركية في العالم العربي. وحكم عليه على الاثر بالسجن مدى الحياة بتهمة التجسس. وفي عام 1995 حصل بولارد على الجنسية الاسرائيلية.
غير ان بساكي نفت الامر بشكل قاطع وصرحت ان "بولارد ادين بالتجسس ضد الولايات المتحدة وهي جريمة خطيرة للغاية وتم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة وهو يقضي هذا الحكم" مؤكدة في بيان "لا يوجد حاليا اي خطط للافراج عن جوناثان بولارد".
وعقب لقائه عباس في 17 اذار في واشنطن، دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما عباس الى القيام ب"مجازفات" من اجل السلام.
وقبل اسبوعين من تلك الزيارة حض الرئيس الاميركي نتانياهو على اتخاذ قرارات "صعبة" في السياق نفسه لابرام اتفاق اطار يرسم الخطوط العريضة لحل نهائي للنقاط الحرجة وهي الحدود والاستيطان والامن ووضع القدس واللاجئين.
ويقضي كيري الليلة في عمان على ان يتوجه صباح الخميس الى روما لينضم الى اوباما في لقاء يجمعه مع البابا فرنسيس.
ويزور الرئيس الاميركي ووزير خارجيته الجمعة السعودية حيث يبحثانعملية السلام والملف السوري مع العاهل السعودي الملك عبدالله.